من اليوم الأول للإعلان عن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل برزت الكثير من التساؤلات التي من الواجب والمهم أن تجيب عليها حركة حماس التي كانت ترفض الصفقة بشكلها الحالي الأمر الذي فعلته بالتوقيع على ورقة المصالحة, فقد انتظرت ورقة المصالحة لأكثر من ثلاث سنوات بانتظار التوقيع عليها, وبين ليلة وضحاها اختارت حركة حماس أن توقع عليها دون أن تختلف معالمها ودون أن يسقط أي من حروفها أو يضاف أي حرف جديد عليها, وما أشبه اليوم بالأمس فها هي حركة حماس توقع على صفقة التبادل وبشكل مباشر ومن خلال اجتماعات مباشرة بين قياداتها السياسية والعسكرية وبين الكيان الإسرائيلي ودون أن تحقق أي إضافة عن ما كان معروض من قبل الوسيط الألماني قبل ما يقارب الأربع سنوات, ومن هنا من الطبيعي أن نستنتج أن الصفقة كانت صفقة تبادل حسن نوايا وبناء جسور بين حركة حماس وبين إسرائيل وهو البدا بتنفيذ التفاهمات التي حصلت بين جماعة الأخوان المسلمين التي تنتمي لها حركة حماس وبين الإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل من اجل معاقبة الرئيس محمود عباس الذي أصر على الذهاب إلى استحقاق أيلول وأحرج من خلال ذلك كل من حماس والإدارة الأمريكية وإسرائيل, وعليه فأنني مع التقارير التي تتحدث عن وجود ضغوط على حركة حماس من قبل جماعة الإخوان في مصر ومع أن الصفقة يوجد بداخلها أسرار غير معلنه ومن أهمها قبول مصر باستضافة وفتح مكاتب حركة حماس على أراضيها بعد خروجها من الأراضي السورية, وذلك بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية بإقناع الملك الأردني بالقبول بعودة قيادات الحركة إلى الأراضي الأردنية. إننا لسنا ضد الصفقة بشكلها المتخصص بعودة الأسرى إلى بيوتهم وعائلاتهم, ولسنا ضد التوقيع عليها, ونحن نحترم ونقدس أي عمل من شانه أن يخرج ولو أسير واحد من سجون الاحتلال حتى ولو بقي له يوم واحد في الأسر, كما كنا مع المصالحة ولم نكن يوما ضد التوقيع على ورقة المصالحة, ولكننا ضد الاستفراد من قبل حركة حماس بكل القرارات التي تتخذها بعيدا عن الكل الفلسطيني, بعد أن بات الغموض يلف مجمل سياساتها, لقد اختارت حركة حماس أن تنتقم من السيد الرئيس على خلفية ذهابه إلى الأممالمتحدة الأمر الذي افقدها الكثير من شعبيتها لصالح شعبية السيد الرئيس, الأمر الذي جعلها في الخانة المعادية للمشروع الوطني الفلسطيني وفي خانة الإدارة الأمريكية وإسرائيل, ومن يعلم ما هي الأشياء والأمور التي كانت وراء قبول حركة حماس على التوقيع على هذه الصفقة. وأخيرا إن من أهم الأمور التي تأخذ على حركة حماس أنها تحلل كل الأمور التي كانت محرمة على السلطة الوطنية وعلى الرئيس الراحل ياسر عرفات وعلى خليفته السيد الرئيس, فأنني اذكر كيف قامت حركة حماس بمهاجمة الاتفاق الذي ابعد من خلاله مبعدي كنيسة المهد للحيلولة دون اعتقالهم ودون اعتقال الخلية التي قتلت الوزير الإسرائيلي زئيفي, وها هي اليوم توافق على الإبعاد وهو الأمر الذي لا يعيبها ولكن يعيب رفضها له عندما يكون الفاعل طرف آخر غيرها وهنا أريد أن اجزم أن قضية استحقاق أيلول لو أنها كانت صنيعة حماس لكانت من أهم الأمور النضالية المباحة ولا يجب تحريمها ومهاجمتها ويا رضى الله ورضى الوالدين.