قالت صحيفة "هاآرتس" ان وزير الخارجية احمد ابو الغيط انهى كتابة مذكراته الدبلوماسية في ثلاثة اجزاء كبيرة. واضافت الصحيفة ان ابو الغيط اعلن عن ذلك في وقت سابق من الشهر الجاري. وقالت الصحيفة ان البعض في مصر يرى في كتابة ابو الغيط لمذكراته مؤشرا على انتهاء دوره ، وذلك في إشارة إلى ما نشرته صحيفة المصريون الأسبوع الماضي في دفتر أحوال الوطن . وتوقعت الصحيفة الاسرائيلية ان تتضمن مذكرات ابو الغيط مفاجآت بالنسبة لاسرائيل، لكن الصحيفة قالت ان العديد من المغامرات تنتظر ابو الغيط قبل ان ينهي مدته وزيرا للخارجية. واشارت الصحيفة الى ان اهم هذه المغامرات هي العلاقات بين مصر وحماس، معتبرة ان العلاقات بين مصر وحماس هي نفور وشك متبادل. واوضحت الصحيفة ان هذه العلاقة المتوترة تجلت في الخلاف الذي تصاعد بين ابو الغيط والقيادي في حركة حماس محمود الزهار. ولفتت الصحيفة الى تصريح للزهار قال فيه "الملف الفلسطيني ليس فى يد وزارة الخارجية المصرية، لكنه في يد أجهزة أخرى، وفي الحقيقة يفاجئنا الوزير المصري أحمد أبوالغيط، بتصريحات تستفز الناس كثيراً، ولذا يحدث هجوم عليه لكن تعاملنا الأساسي مع جهاز المخابرات وعلاقتنا به جيدة". كما نقلت الصحيفة تصريح المتحدث باسم الخارجية حسام زكي الذي قال فيه "أنه (الزهار) لا يملك من أمر قيادة حماس شيئا، هو مثله مثل آخرين داخل القطاع ليس لهم تأثير على قيادة الخارج التي تتحكم في كل شيء". كما اشارت الى ان مصر حملت حماس مسؤولية توقف جهود المصالحة. واتهمت الحركة بانها تحاول التنصل من تلك المسؤولية. وبعد هذا السجال بايام، بحسب الصحيفة، قالت مصادر في حماس لوسائل الاعلام المصرية ان الحركة تبحث استبدال وساطة مصر في المصالحة وتبادل الاسرى مع اسرائيل بوساطة فرنسية او تركية، لكن مصر لم تفزع لهذه التصريحات. واشارت الصحيفة الى ان الرئيس حسني مبارك شرح لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زياره الاخيرة لباريس جوهر الصعوبات بين مصر وحماس. في الوقت نفسه فان فرنسا الباحثة عن دور في التحركات الدبلوماسية بالمنطقة، لا تبدو عازمة على الدخل في الازمة بين حماس ومصر، والتي تبدو فيها حماس وكأنها تضع القواعد. ونقلت الصحيفة تصريحات لابو الغيط قال فيها ان الجامعة العربية ستلجأ لمجلس الامن التابع للامم المتحدة لاقامة الدولة الفلسطينية، لكنها زعمت ان اعلان قيام الدولة هو اخر شيء تريده حماس الان. واوضحت ان رفض حماس لاقامة الدولة يرجع الى ان هذا الاعلان يستند الى مبادرة السلام العربية التي تعترف باسرائيل وتقترح وجود قوات عربية في الاراضي الفلسطينية لضمان الامن. واضافت الصحيفة ان الاسوأ في وجهة نظر حماس هو ان قيام الدولة سينزع منها اوراق الضغط على السلطة الفلسطينية. وتابعت الصحيفة ان مصر ملت من سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه حماس التي تهدف للتعطيل بغرض كسب الوقت. كما ملت من نزوات حماس التي ترفض منذ ستة اشهر التوقيع على اتفاق المصالحة، مما يضيف على القاهرة تحمل عبء القطاع. واشارت الصحيفة الى ان مصر ابلغت حماس انها ستفتح معبر رفح عندما ينتهي الاحتلال وانها مستعدة لفتح المعبر تماما عندما يعود ممثلوا السلطة للجانب الفلسطيني للمعبر حسب اتفاقية 2005، لكن حماس ترفض الاتفاقية. ولفتت الصحيفة الى ان مصر لم توقع هذه الاتفاقية وانها حرة في فعل ما تشاء من جانبها. واشارت الصحيفة الى ان حماس تستخدم قضية الجندي جلعاد شاليط اي صفقة تبادل الاسرى للضغط على مصر لتعديل ورقة المصالحة بما يمنح الحركة السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية. واوضحت الصحيفة ان حماس تطالب بفتح المعابر ورفع الحصار واطلاق سراح مئات من الاسرى مقابل شاليط في الصفقة التي تتوسط فيها مصر. وتابعت الصحيفة انه من الواضح بالنسبة لمصر وحماس ان المصالحة امر حتمي لانه دونها فان حماس لن تتمكن من تحويل تحديها لاسرائيل الى انجاز سياسي. واضافت ان صفقة لتبادل الاسرى مع اسرائيل من شأنها ان تقدم للحركة انجازا كبيرا لكن العلاقة المتوترة بين القاهرة وحماس تبدو وكأنها تقف دون تلك الصفقة.