أجرى الحوار : : أحمد على شهدت الساحة المصرية فى الأونة الأخيرة تحركات على المسار الإقتصادى لدى دول الجنوب الأفريقى وتحديدا أثيوبيا والسودان ... كما شهدت مسارات إقتصادية فى إتجاه قطر رغم حالة التوتر الموجودة على المستوى السياسى ... إهتمام غير عادى من قبل مؤسسة الرئاسة وكافة الوزارات المعنية بالسير قدما نحو دول تعقدت علاقات مصر معها فى مراحل سابقة ... هل هى خطة منظمة لإعادة رسم ملامح الدور المصرى بالشكل اللائق به على المستوى السياسى ؟ هل ذلك يعنى تحول الإقتصاد إلى قاطرة تقود العمل السياسى فى المرحلة القادمة ؟ هذه الأسئلة طرحناها على مائدة خالد عبده رئيس غرفة صناعة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات المصرية اقتصاد مصر : جولات للجنوب ... قلب أثيوبيا التى تصادمت مع مصر فى مرحلة سابقة بسبب سد النهضة ... هل هى محاولة للتكفير ... أم بداية لعلاقات قوية تعويضا عما فات ؟ خالد عبده : هو عودة طبيعية لإمتداد مصر الجغرافى فالطبيعى أن حدود مصر لاتنتهى عند جنوبأسوان بل تنتهى فى الجنوب الأفريقى ونحن كغرفة طباعة مهتمين بدول حوض النيل أساسا . وأى مشاكل بين دولتين لاتحل إلا بترابط المصالح . هنا فقط تتوطد العلاقات وتتشابك بما يعمل على توطيد العلاقات خاصة وأن هناك إستفادة مشتركة لدولتى مصر وأثيوبيا فيما نقدم عليه وهو ماسوف يشكل حائط صد عند تفاقم أى مشكلة بين الدول الأطراف . فترابط المصالح بين الشعوب يقوى العلاقات على المستوى السياسى وهو أمر مؤكد سوف يدعم حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل أوفى أى ملف من الملفات المتشابكة ويمنع تشابك وتعقد الأمور فى مثل هذه الحالة . والعكس صحيح أيضا بخصوص علاقة أثيوبيا مع مصر . فهو لن يخلق فجوة مع مصر فى أى مرحلة من المراحل مثلما حدث منذ سنوات طويلة . حدثنا عن مدى تقبل الأجهزة الرسمية الأثيوبية لوجودكم هناك ؟ وهل ذلك إنعكس على التحركات الإقتصادية لكم ؟ الإستقبال على المستوى الرسمى كان رائعا للغاية ليس أدل على هذا من أن وزير الصناعة الأثيوبى هو الذى إفتتح المعرض بنفسه وهو أبلغ رد على أن القيادة الأثيوبية كانت مهتمة بدعم العلاقات الإقتصادية بين البلدين . وقد قام الوزير بدخول كل أجنحة المعرض . يعنى هو ليس إفتتاحا رسميا فحسب بل إهتم بالشركات المصرية العارضة وإلتقى بالعارضين المصريين . وهو حرص من القيادة الأثيوبية على توطيد العلاقات مع مصر وإعادتها لسابق عهدها . وهناك تلاقينا مع الكثير من الشخصيات التى تمثل جهات رسمية عديدة حيث تشرفت بلقاء وزير الصناعة الأثيوبى وبحثنا معا عدة موضوعات بينها الإستثمار المشترك بين مصر وأثيوبيا فى مجالات عديدة وأهمها صناعات التعبئة والتغليف التى يحتاجها السوق الأفريقى كله خاصة وأن افريقيا متعطشة لهذه الصناعات بما تملكه من مواد طبيعية خاصة بهذه الصناعة حيث تقوم بتصدير هذه المواد بشكلها الطبيعى والتعاون المشترك سوف يستغلها بشكل جيد. وأكدنا خلال اللقاءات المشتركة فى أثيوبياوكينيا أن الباقى والأبقى مصالح الشعوب وليس مصالح حكام . وعلينا أن نتعاون لما فيه مصلحة الشعوب وهو أمر مؤكد سوف ينعكس على علاقات مصر مع دول الجنوب الأفريقى لأن مصر تأخرت كثيرا فى هذا التعاون . من يخدم من ؟ السياسة تخدم الإقتصاد ؟ أم الإقتصاد يخدم السياسة ؟ الإقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة . ولكى نتعاون إقتصاديا لابد من حالة سياسية مستقرة . ولكى تستقر سياسيا عليك بدعم الإقتصاد والإستثمار هما وجهان متكاملان . المصالح المشتركة بين الشعوب تعمل على دعم العلاقات السياسية . هو أمر قلناه وناقشناه هناك فى أثيوبياوكينيا على المستوى الشعبى كان هناك تقبل غير عادى ورغبة غير عادية فى توطيد العلاقات وهو أمر أيضا تجسد على المستوى الرسمى . وبعد إنتهاء معرض أثيوبيا تم توجيه الدعوة لنا من رئيس كينيا نفسه لحضور مؤتمر آخر حول " آفاق الإستثمار فى كينيا وشرق افريقيا " . وهذا يعنى شئ واحد فقط أنه عندما تقدم حسن النية وتعمل على أرض الواقع وتؤكد أنك قادم للتعاون المشترك فإنك تواجه بترحاب . والمكاسب المشتركة هى التى تجعلك تقف على أرض صلبة . لقد تجاهلت مصر التحرك فى الجنوب الأفريقى خاصة منذ عام 1995م وبدأنا فى تعويض الأمر مؤخرا ولدينا زيارات أخرى متبادلة مع أثيوبيا . وغرفة الطباعة سيكون لها أول منطقة إستثمارية فى قطاع التعبئة والتغليف داخل أثيوبيا فى أديس أبابا خاصة بتعبئة الصناعات الغذائية التى ستقوم أثيوبيا بتصديرها لكل أنحاء العالم وسيكون لنا الدور الرئيسى فيها وهو مؤشر رائع لتوطيد العلاقات مع أثيوبيا . ومؤشر أيضا على تنامى العلاقات بين البلدين على مستوى الإقتصاد وعلى المستوى السياسى لأن المصالح بدأت فى التشابط والترابط والإقتصاد هو اللغة العالمية السائدة التى تدعم وتعمل على تقارب العلاقات بين الشعوب وبعضها . وماذا عن تحرك غرفة الطباعة نحو قطر خاصة مع حالة التوتر السياسية الموجودة بينها وبين مصر ؟ بعضهم يتعامل بحساسية مع ملف قطر خاصة فى ظل الظروف الملتهبة . ونحن نؤكد أن الإقتصاد هو القائد للسياسة وليس العكس . فإذا كانت هناك علاقات إقتصادية قوية مع خلافات شديدة فبعد فترة بسيطة سوف تتوحد كل وجهات النظر وتتقارب المصالح المشتركة . وقد عقدنا مؤتمر صحفى فى قطر وإلتقينا نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر وأكدت له وفى المؤتمر أننا نتمنى أن يكون المعرض لبنة فى طريق عودة العلاقات بين قطر ومصر . وإذا كانت هناك خلافات سياسية فإن الشعب المصرى والقطرى مترابطان عربيا . فهناك إستثمارات قطرية فى مصر وإستثمارات مصرية فى قطر ونسعى لأن يكون المعرض القادم مشارك به عدد أكبر من الشركات . ومثل هذه المعارض نستطيع من خلالها جذب إستثمارات كبيرة . وقد إلتقيت مع نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر منفردا على هامش المعرض هناك والذى أكد لى أن هناك مستثمريين قطريين بدأوا يجهزوا للإستثمار فى مصر فى مجال إستثمار المخلفات وتحويلها لطاقة وفى مجال الإستكشاف فى مجال المعادن . ونؤكد دوما وكما ذكرت سابقا تبادل الإستثمارات والزيارات يؤدى فى النهاية إلى توحيد وجهات النظر ويحدث نوع من التقارب مامدى العلاقات التى وصلتم لها مع قطر ؟ هل كانت هناك عمليات تحرج وحساسية فى التحرك بخصوصها ؟ على المستوى الرسمى كان الأمر جيد للغاية . لقاءات رسمية أجريت كان يتخللها ترحاب غير عادى إلتقيت مثلا بوزير النقل والمواصلات القطرى وهو شخصية جميلة . تناقشنا وتحاورنا . لم نشعر بأى حساسية أوحرج فى التعامل . المشكلة فى الخلافات الموجودة فى وجهات النظر وكلنا يقين أن مصر سوف تسير على طريقها الصحيح وتستمر فيه وتنتصر لمصلحة الشعب المصرى ولدورها الريادى على كل المستويات . هذه المعارض والعلاقات الإقتصادية مامدى إنعكاسها على السياسة القريبة والعلاقات مابين مصر وهذه الدول ؟ بالطبع ... الهدف الرئيسى للإنطلاق لأثيوبياوقطر هو تذويب الفوارق بين مصر وكافة الشعوب الموجود فى علاقتنا معها ثمة توترات . ودعم العلاقات المشتركة بين الشعوب وبعضها . وهو لبنة فى طريق عودة العلاقات الأثيوبية والقطرية مع مصر . وقد حققت المعارض التى أقمناها فى أثيوبياوقطر الهدف منهما سياسيا وإقتصاديا حتى فى قطر قوبلنا بترحاب شديد . وأعتقد أنه وخلال الفترة القليلة القادمة ستشهد عودة العلاقات المصرية القطرية وتتحسن بشكل أكبر خاصة بعد أن ثبت للعالم أن مصر على حق . وأن مصر فى طريقها لإستعادة دورها . ونحن نحارب الإرهاب بشكل كبير . ويكفينا فخرا وشرفا أن مصر تحارب الإرهاب بيد ونبنى بلدنا بيد أخرى ولاتوجد دولة تفعل ماتفعله مصر لأنه أمر يستلزم مجهود ونحن كغرفة طباعة نؤدى دورنا السياسى والإقتصادى الذى يؤديه كل شخص ويجب أن يؤديه الجميع بلا تردد . فى السابق كانت السياسة هى التى تقود الإقتصاد ... حاليا الإقتصاد هو الذى يقود السياسة الإقتصاد هو المحرك الرئيسى للشعوب وبالتالى هو المحرك لقرارات الحكام لمصلحة الشعوب . عندما ترى الأنظمة أن مصالح الشعوب تتجه وجهه معينة فلاتستطيع أن تعكس هذا التوجه أوتأخذ قرار عكس توجه مصلحة الشعوب . وإلا الشعوب ستتصدى للأنظمة . عندما أعضد العلاقات الإقتصادية مع أى دولة فأنا تلقائيا أقوم بتعضيد العلاقات السياسية . وإذا جلس الحكام على مائدة واحدة لمناقشة قضية من القضايا فهم يتخذون قراراتهم بناء على المصالح المشتركة بين هذه الشعوب وبعضها . وكان ذلك هدفنا الرئيسى من تحركنا . وعندما تتشابك المصالح فى كل دول حوض وادى النيل فإننا سنضمن إستقرار الوضع والحقوق المصرية فى المياه وفى كل مجالات الإقتصاد . وهو توجه نعمل على دعمه . ونحن لانشتغل سياسة إنما نشتغل إقتصاد . فى المقام الأول . وقد نجحنا كغرفة طباعة فى السير قدما لتوطيد علاقات مصر فى قلب أثيوبيا وقلب قطر . ونقوم حاليا بتأسيس الإتحاد الأفريقى للتعبئة والتغليف وسيخرج لحيز النور فى نهاية يناير القادم وسيكون خطوة على الطريق الصحيح وسيعمل على توطيد تواجد مصر فى قلب القارة السمراء . وسيعمل على دعم الإقتصاد المصرى ودعم إقتصاد الشعوب الأفريقية التى نتعاون معها . وهو أمر سوف يخلق حالة من الترابط التلقائى والذى سينعكس بدوره سياسيا بين مصر وهذه الدول . وبين هذه الدول ومصر أيضا لأننا نحرص على دعم مصلحة الشعوب الأفريقية أيضا بما فيه تقدمها ونموها مثلما نحن حريصيين كمصريين على تنمية الوضع المصرى .