كنت قد كتبت مقالاً فيما سبق عن انفراط عقد زمن الفن الجميل وكان الجزء الاول منه عندما توفيت الفنانة الراحلة العظيمة فاتن حمامة وضياع حبات العقد النفيسة الواحدة تلو الاخرى فكان من بعدها الفنان الراحل العالمي الذي هز العالم كله عند وفاته الفنان عمر الشريف وها نحن هذه الايام نفقد حبة أخرى من حبات العقد النفيسة غنه النجم الكبير الذي رحل عن دنيانا منذ أيام الفنان نور الشريف والذي أثرى الفن بالعديد من الاعمال سواء في السينما والمسرح أو أعماله الدرامية التي أثرت الشاشة الصغيرة مثل لن أعيش في جلباب أبي, عائلة الحاج متولي والرحايا وغيرها الكثير.... رحل الفنان الكبير الذي كان على درجة عالية من الثقافة والاطلاع حيث كان يهوى القراءة في كل وقت وهنا نستفاد درساً مهما ً وهو القراءة وأن لابد أن نقرأ حتى الفنان الذي يمتهن أو يريد أن يمتهن الفن لابد وأن يكون متطلع على كل شيء خصوصا في زمن يندر فيه لجوء الشباب إلى القراءة في ظل وجود النت والفيس بوك والتويتر ....أيضاً من ضمن الاشياء التي تعلمناها من هذا الفنان الراحل الكبير هي الرومانسية التي علمهالنا من خلال العمل الذي عرفنا معنى الرومانسية الحقيقية وهو فيلم"حبيبي دائماً" مع جبيبته ورفيقة دربه الفنانة الكبيرة بوسي والتي علمونا من خلال هذا الفيلم كيف تكون الرومانسية وليس الفيلم فقط بل في حياتهما الشخصية وهما خارج العمل ...في صريح العبارة أنا اليوم احسد ابنتيهما مي وسارة لأنهما تعلما منهما الرومانسية عن قرب ولكن نحن ليس أمامنا سوى هذا الفيلم لنتعلم منه...حتى عندما قرر الابوين الانفصال كان بينهما كل حب واحترام على طول الطريق حتى وهما منفصلين عن بعضهما وهذا درس كبير لكل اثنين مقبلين على الانفصال لا قدر الله فيتعلما كيف يكون الود المتبادل والاحترام حتى بعد الانفصال لا اعرف من بعد هذا الرجل المثقف المحترم سيعلمنا ويعلم الجيل الجديد كل تلك الدروس من بعده وكيف سنستفيد في حياتنا .... ونتعلم منه أيضاً كيف يكون التواضع والتعامل مع الناس وهو درس خصوصا للفنانين الذين في بداية مشوارهم الفني فمن المفترض أن يتعلموا منه التواضع في المعاملة مع الناس وهذا اتضح لنا من خلال جنازته التي شاهدنا من خلالها كم الزحام على مثواه الاخير ونحن نودعه الوداع الاخير ومن هنا من مقالي أتمنى على التليفزيون المصري والقنوات الفضائية الخاصة أن تعيد علينا كل حوارات هذا الفنان الكبير لكي نتعلم منه بعض القيم والمبادئ والاخلاقيات التي ستنفع الجيل الجديد وستساهم في بناء مصر جديدة مشرقة