لم يكن أحد ليصدق أن تلك المرأة ذات الملامح الرقيقة، والعيون الصافية ، والجسد النحيف،تخفي كل تلك الجرأة والآراء الحادة والروح المتمردة في الفن والحياة،خصوصا وأنها باتت واحدة من أيقونات الجمال والرقة في السينما المصرية .. الأميرة انجى التى أحبت ابن الجناينى، والتى كانت تهمس همسا وهى تنادبه باسمه،وهي نفس الرقيقة البريئة التى غنى لها عبدالحليم حافظ» بتلمونى ليه لو شفتم عنيه، وبحلم بيك أنا بحلم بيك «وغنى لها فريد الأطرش «وحياة عينيكى ويا حليوة ،واياك من حبي،لم يتحمل البعض جرأة ارائها عندما وجدت أن هناك ظلما كبيرا وقع عليها هي والأخريات من بنات جيلها،في ظل مقارنتهن بالنجمة فاتن حمامة، لم تسكت وعبرت عن رأيها بصراحة وهو ما هاجمها البعض عليه،الا أنها لم تتراجع مؤمنة بأن كل نجمة منهن كانت لها شخصيتها، وكل واحدة كانت تملك جمالها وطلتها المميزة، وجمهورها مؤكدة أنه من الظلم وصف فاتن حمامة بأنها سيدة الشاشة العربية ومتسائلة:»أذا كانت هي سيدة الشاشة فهل نحن خادماتها»،وقالت أيضا أنها لم تكن من عشاق صوت أم كلثوم وحاولت أن تشرح للمختلفين معها أن تربيتها الغربية ووالدتها المجرية كانت تحرص علي أن تس ولكن يبدو أن مريم الفنانة قد وعت من داخلها لتلك الحالة،وساعدها علي ذلك تمردها في حياتها الشخصية، فهي لم تعد تلك الفتاة التى ربتها والدتها المجرية تربية صارمة،ولا خريجة المدرسة الالمانية، والتى تزوجت مبكرا، لتخرج عن التقاليد المحافظة ، لتستطيع أن تعمل في الفن، واستمرت الراحلة بوجهها الملائكي ورومانسيتها المفرطة تقدم تلك أدوارا الفتاة الرومانسية وفتاة أحلام الشباب في افلام كثيرة لكنها استطاعت بعذوبة واحساسها العال أن تلعب مختلف الأدوار فمثلت دور الفتاة الساذجة الطيبة المغلوبة على أمرها في فيلم ( اللقيطة ) ودور الفتاة الارستقراطية في أكثر من عمل منها ( رد قلبي وحكاية حب ) ودور الفتاة الفقيرة من الطبقة الكادحة ولكن الرومانسية في كل أدوارها لا تغيب عنها وكان تمردها علي زواجها الاول من المخرج والممثل محمود ذوالفقار ووالد ابنتها ايمان هو بداية تمردها في السينما حيث خرجت من أدوار الفتاة الضحية، وملكة الرومانسية، مع تقدمها في العمر أيضا ونضوجها الانسانى والفنى،وأصبحت .تقوم بأدوار مركبة ومختلفة ومنها في فيلم (الأضواء) عام 1972، كما جسدت دور والدة سعاد حسنى في فيلم (بئر الحرمان) عام 1969، وهو الدور الذي بعدت به تماما عن الصورة النمطية للجميلة المستكينة كان ذكاء من المخرج كمال الشيخ اختيارها فى دور الام المتهمة بالخيانة من وجهة نظر ابنتها، وجرأة منها في أن تقبل هذا الدور،وكأنه كان بمثابة صرخة للخروج عن تنميطتها، وبعد زواجها من فهد بلان عملت معه في بعض الأفلام ولكنها بعد الانفصال عادت إلى مصر ، وجسدت دور الام أو الجدة أحيانا وهذه المرحلة غلب عليها الطابع الكوميدي أحيانا ونذكر من تلك الأفلام دورها في فيلم ( يا تحب يا تقب ) مع فاروق الفيشاوي وفيلم ( النوم في العسل ) مع عادل إمام . برحيل مريم فخر الدين يواصل عقد نجمات الزمن الجميل الانفراط ،ولا يستطيع أحد أن ينكر أنه من الصعب تكرارنجمات الجيل الذهبي في السينما المصرية.