بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    أسعار العملات اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    أسعار الحديد اليوم الجمعة 17-5-2024 في أسواق محافظة المنيا    مراسل القاهرة الإخبارية: العدوان الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يتصاعد    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    فصائل فلسطينية: قصفنا تجمعا لآليات الاحتلال وقوة إسرائيلية شرق جباليا    الخضري: لا بد من مشاركة شحاتة أساسيا مع الزمالك.. وأخشى من تسجيل نهضة بركان لهدف    مستقبل تشافي مع برشلونة في خطر.. الأجواء تشتعل    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة المنيا    أيمن صفوت يفوز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي من مهرجان الفيمتو آرت بأكاديمية الفنون    مي عز الدين تحتفل بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام على طريقتها الخاصة (فيديو)    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    تركيا تجري محادثات مع بي.واي.دي وشيري لبناء مصنع للسيارات الكهربائية    موعد مباراة النصر والهلال والقنوات الناقلة في الدوري السعودي    تشكيل النصر والهلال المتوقع في الدوري السعودي.. الموعد والقنوات الناقلة    أستراليا تفرض عقوبات على كيانات مرتبطة بتزويد روسيا بأسلحة كورية شمالية    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    فصائل فلسطينية: قصفنا تجمعا لآليات الاحتلال وقوة إسرائيلية فى جباليا    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    الفن المصرى «سلاح مقاومة» لدعم القضية الفلسطينية    فرصة استثمارية واعدة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاحتلال يُجرف مناطق في بيت حانون    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    «رايحة فرح في نص الليل؟».. رد محامي سائق أوبر على واقعة فتاة التجمع    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وينو البترول و حل الدوسي : اتريدونها دولة اضاعت بوصلتها فعُرقِلت مصلحتها
نشر في شباب مصر يوم 29 - 06 - 2015

ان الإضرابات القطاعية والإحتجاجات الغير مبررة التي تتزايد يوما بعد يوم بفاعالية شديدة الى حد ملفت للانتباه تنذر بالخطر الرهيب.ما هي الا اضرابات مفتعلة لتركيع الدولة واجبارها على فعل ما لا يمكن فعله في ظل الافلاس، وعلى تنفيذ ما لا يمكن تنفيذه في مثل هذا الوضع الراهن واغراقها في خضم الديون و القروض العالمية حتى تقع في شراك الفشل ووحل الديون الاسود. قد تؤدي بالبلاد الى السقوط في هاوية مستنقع ارهابي داعشي وفي حرب جياع عشواء، حرب ضاروس طاحِنَةٌ للقريب و البعيد و مُهْلِكَةٌ على المدى البعيد.لاحد لها و لا شكيمة تشكمها. حيث ان احداث العنف بالجنوب التونسي التي ما ان تهدا الا وتتصاعد من جديد اكثر فاكثر و بحدة اكبر، احداث عنف غير بريئة مسيرة من طرف اطراف لا تريد الخير للبلاد ولا للشعب و لا الاستقرار لها حتى تنجو من التردي الاقتصادي الذي حاق بها، وتنتشل الوضع الاجتماعي وترقى به الى الخير العميم. اياد وسخة واطراف خبيثة تلعب خلف الكواليس لعبة قذرة بغاية تشتيت الشعب و تقسيمه و تفرقته وتعمل على تجزئته ربما الى دويلات كما حدث لها بعد الغزو الهلالي اوجهات او اقاليم حسب خصائصهَا الجغرافية ومميّزاتها الإنْتَاجِيَة من الثروات الطبيعية لكل مقاطعة او جهة او اقليم وربما تعمل لاعادة العروشية وغزو النِظَام القبلي الذي يَعْتَمِدُ عَلَى تَقَالِيدِ الْقَبِيلَةِ وعَادَاتها وعلى النَزْعَة القَبَلِيَّة وعصبيّتها والشعور القويّ بالانتماء القبليّ وولاء الفرد من الشعب الشديد لقبيلته أو مجموعته فتنتج بذلك الصراعات القَبَليّة و المشاحنات الحامية الوطيس في نسيج المجتمع التونسي كما تحدث بين القبائل المختلفة. وبهكذا تفرقة ينزع حب المواطنة ويغرس بدلا منه الحب القبلي والانا المفرط.
لقد ثبت من الوضع المتفاقم من الاضرابات المتواصلة و من الفوضى الاحتجاجية التي اكتسحت بعضا من مناطق الجنوب وبعض المؤسسات أن شريحة كبيرة من المجتمع التونسي لا تفهم معنى الحوار ولا التحاور و النقاش فيما بينها او بينها وبين المسؤولين من رؤساء المؤسسات و من رموز الدولة وممثليها ليفهموا الحقائق لِحل ما التبس عليهم من الامور بسيطها و اعنتها ولحسمِ نِزَاعِهِمْ. ولا تعي ايضا مفهوم الديموقراطية الليبرالية ولا حتى الديمقراطية في مفهومها العام و الخاص ولا خطوطها الحمراء ولا سقفها ومنهجها ولا حتى حدودها...مما دفع بعض الايادي القذرة واصحاب النوايا الخبيثة و الصائدين في الماء العكر لاستغلال هذه الشريحة وشحذ افكارها وتسميمها باثين فيها وهيج الفتنة وسعيرها و ذلك بالتلاعب بالالفاظ و الكلمات و باستعمال اسلوب الاغواء و الاغراء في اوساط لا تؤمن الا بما بين الانامل ووسط الاكفي وباللقمة التي في الفم وكثير منها وصولي يطمح الى ركوب سنام الصاروخ والى عنان السماء صاعدا بلا مشقة و لا عناء وعلى العرش جالسا مستويا عاملا بمقولة انا ومن بعدي الطوفان. فحاد بالبلاد عن الاستقرار الذي ناشدناه بعد الثورة طيلة ثلاث سنوات خلت خلناها الزلزال الذي ليس له منتهى و لا قرار. وجرها الى الاضطرابات وساقها نحو الفوضى الشبه المستعصية والهمجية البربرية المفرطة لارباك الدولة وبالتالي استضعافها وتركيعها وربما لتفكيكها وقد يكون لتقويضها كليا بحجة الديمقراطية وبطلب الحق المسلوب، الحق المزعوم من الثروات الطبيعية الكبرى مثل الفسفاط و البترول و ذلك يتمثل في تاسيس حملتي ' وينو البترول" و "حل الدوسي "، المطالبة بحق الاطلاع على مخزون الدولة للطاقة، وفي طلب الزيادة في الاجور المتواصل بلا هوادة وتسوية الاوضاع. طلبات مجحفة خاصة في مثل هذا الظرف الحرج، ما انزل الله بها من سلطان ذات حجج واهية في مجملها لا اصل لها و لا فصل ولا سبب سوى زعزعة اركان البلاد وتقويضها و اثارة زوبعة شديدة الدوران و الهيجان بين الشعب و مختلف الطبقات الاجتماعية وبين الجهات فيحدث الارْتِباك وَالتَّشوِيش والفَوْضَى المهدمة حتى َتسود بين افراد الشعب بلبلة لا أَوَل لَها ولا آخر فتؤْقعهُمْ في الفِتْنَةِ و تفرق بَيْنَ آرائِهِم وَتهيج بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ. وقد تكون دعوة لتقسيم البلاد و تجزئتها. هذا مما يستوجب الحزم في الامور والعزم على أخذ إجراءات ردعية قد تكون صارمة ضد من يبث البغضاء و الحقد و الضغينة بين افراد الشعب و بين الجهات و يقسم البلاد و يثير الفتنة في المناطق الداخلية مستغلا الظروف القاهرة واصحاب العقول الساذجة و الطبقات الشغيلة وخاصة منهم المتعطشين للعمل ومن هم في خط الفقر اودونه، بشتى الوسائل حتى بالتحريض بالكتابة على الجدران في محطات الارتال وغيرها بدعوى حجة الخوف على الثروات الوطنية، الثروات الطبيعية مثل الفسفاط و النفط . لماذا يحدث هذا الان؟ !!! بعد ثلاث حكومات (الترويكة) تعاقبت بعد الثورة لم ۥتطالب بالمنتوج المحلي للثروات الطبيعية ولم تطالب بالزيادات في الاجور.ساعتها هؤلاء المحتجين والمضربين كانوا خنس لا ينبسون و لا يتكلمون، عن الوطن غائبون . لماذا لم يطلقوا حملتي "حل الدوسي" و "وينو البترول" ابان الثورة في زمن الترويكة، زمن الحكومات الثلاث التي تعاقبت بعد الثورة ؟؟؟ !!! حين كانت البلاد لازال فيها نفس.وخزينتها فيها مال وافر وهبات مالية وفيرة من عديد الدول ما عبر عنها بالنافورات المفتوحة. و اليوم حين افلست البلاد وباتت رهينة القروض الدولية. ومكبلة بالْمديونيةُ الْخارجيّة، مديونية ترهق كَاهِلَ الشعب التونسي حتى اصبحت الدولة على شفا جرف هار قد ينهار بين الحين و الحين فنصبح الكل في هاوية لا يعرف لها قرار الا الله سبحانه و تعالى. وقد نصبح و البلاد فريسة انقض عليها اصحاب الديون يتناهشونها بلا شفقة و لا رحمة.
من وراء هذه الاضرابات المتعاقبة والتي اجتاحت الاوساط العمالية بمختلف درجاتها و انواعها بدءا بالإضراب العام لأساتذة التعليم الثانوي بداية من شهر جانفى 2015 ؟ حيث أقرت الهيئة الإدارية لقطاع التعليم الثانوى التابعة للاتحاد العام التونسى للشغل خلال اجتماعها بخارطة تحرك احتجاجي بداية من شهر جانفى 2015 يشمل بالخصوص إضراب أساتذة التعليم الثانوي بمختلف ولايات الجمهورية عن العمل ومقاطعتهم لمجالس الأقسام، وذلك حسب ما أفاد به عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي مرشد ادريس لوكالة تونس إفريقيا للأنباء. ما المقصود بتحرك احتجاجي؟ ترى احتجاجي من أي نوع؟ وعلى ماذا؟ و كيف؟؟؟ كلمة بخارطة تحرك احتجاجي لها اكثر من معنى و من مدلول خطير للغاية يشعل الضوء الاحمر ويسطع شعاعه بقوة. وهو ايضا اشارة واضحة المعالم و صريحة العبارة لخريطة ممنهجة و مدروسة الخطوط و المنعرجات لاعطاء الحق المشروع في احداث فوضى الاحتجاجات العارمة المفتعلة في قطاع التدريس بمختلف درجاته و انواعه.كما أوضح المسؤول النقابى انه تقرر مقاطعة مجالس الأقسام للثلاثية الأولى التي تنعقد بداية من يوم 5 جانفى 2015 .حيث ان الأساتذة سيمتنعون عن إمضاء بطاقات الأعداد أو إبداء الملاحظات. كما تقرر تنفيذ إضراب عن العمل يومي 21 و22 جانفى يشفع بتجمع مركزي أمام مجلس نواب الشعب والقيام بإضراب ثان يومي 17 و18 فيفرى 2015 يعقبه تجمع بساحة الحكومة بالقصبة. هذين الاضرابين المتتاليين خلال شهري جانفي و فيفري كانا بمثابة المفتاح المغناطيسي او السحري او الشفرة المشيرة لتسهيل الخوض او الدخول لشتى الميادين باختلاف انواعها ومطالبها في سلسلة من الحلقات المترابطة من الاضرابات و الاحتجاجات. ان هذه الاضرابات تعد اضرابات مفتعلة لم نجد لها مبررا اوموضوعا جديا يخدم الصالح العام ولاعمل مبرهن عَلَى حجته. هذه اليد السيئة، اليد الغير بريئة التي فتحت باب الطريق السيار للاضرابات المتنوعة و المتعددة على مصراعيه فجاء الاضراب العام للمعلمين يومي 12 و13 ماي 2015 واعقبه اضراب عام آخر للمعلمين أيام 26 و27 و28 ماي 2015 بكافة المدارس الابتدائية العمومية ثم اضراب اداري بما فيه مقاطعة الامتحانات. و بتاريخ 31 ماي 2015 اكد الكاتب العام لنقابة التعليم الاساسي مقاطعة مدرسي التعليم الاساسي لامتحانات الثلاثي الثالث التي تبدا في غرة جوان. لماذا منع الصحفيون من الدخول الى المدارس لتغطية اضراب المعلمين؟ هذا التصرف يحمل الف سؤال و سؤال.ويوم 14 جوان اعلن عن مقاطعة السنة الدراسية 2015/2016. حقا انه اسلوب لي الذراع، انه التمرد.
هؤلاء المعلمون، معلموا المدارس الابتدائية تجاوَزوا الحدّ فيالاضرابات و العصيان حتى اسرفوا اسرافا في التمرد على الوزارة و على الحكومة وعلى الدولة. جراء استضعافهم لها. اتراهم يعودون الى الجادة لو انهم علموا بان المعلمة في الريف السوداني و في ريف جنوب افريقيا تعيش في بيت من القش تفتقد لابسط مقومات الحياة لا موقد و لا كهرباء و لا حنفية ولا أي شيئ. معلمة تعيش حياة بدائية أي نعم تعيش حياة بدائية باتم معنى الكلمة و تقطع الكيلومترات على النقل الريفي من مالها الخاص لتلتحق بمركز عملها لتدرس التلاميذ تحت الشجر لعدم وجود اقسام و مدرسة اصلا وبعد ذلك تعود الى بيتها لتعد الطعام لابنائها ؟. هؤلاء المضربون عن التدريس و المصرون على مقاطعة الامتحانات وعلى مقاطعة السنة الدراسية 2015/2016، و تناسوا مصلحة الناشئة وتاجروا بها ووضعوها في كفة و مطالبهم في كفة يعني يبتزون الدولة عن طريق المتاجرة بحق اولائك الابرياء في التعليم . بعدما ابتزوا اولياءهم باعطاء الدروس الخصوصية بمقابل. ولم يكتفوا بالاضرابات بل تحدوا الدولة فعمدوا الى تنفيذ إضراب إداري يوم الاثنين غرة جوان 2015 وامتنعوا خلاله عن إجراء الامتحانات الشفاهية والكتابية واقتصروا على تقديم الدروس للتلاميذ. هؤلاء الذين يعيشون في سعة لو كانت ظروف عملهم و حياتهم كظروف المعلمة السودانية في الريف ماذا تراهم فاعلين ايقيمونها فوضى عارمة ويسحلون العباد ويخربون البلاد و يجلسون على تلالها ؟؟؟!!! .
من ساهموا في هذا الاضراب هم منعدموا الضمير يساومون الدولة بمصير الناشئة للحصول على ما يريدون بعد ان خنقوا انفسهم بالقروض الترفيهية وكبلوها بالديون. هؤلاء الجشعون على جمع المال متكالبون و من الدروس الخصوصية يستفيدون و الاولياء يبتزون. في حين انهم والاجيال السابقة تعلموا مجانا عن طريق الضمان الاجتماعي خاصة في عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة كما انهم تمتعوا بدروس اضافية هبة من المعلمين المتطوعين، اصحاب الضمائر الحية تشجيعا للتلاميذ و تحفيزهم على النجاح و مواصلة التعلم وتشجيعا كذلك للاولياء الفقراء لترك ابنائهم يواصلون الدراسة بلا مشقة و لا عناء. تحية للمعلمين الذين درسوا الاجيال السابقة بكل جدية و حيوية وبعطاء وافر دون مقابل اضافي لا من الدولة و لا من الاولياء. كثير منهم الان في تقاعد رحم الله الاموات منهم ورزق الاحياء الصحة و العافية وطول العمر.
ان الاضرابات و الاحتجاجات قد بلغت ذروتها حتى اجتاحت تقريبا جل الميادين منها على سبيل المثال لا الحصر:
1) يومي 23 و24 أفريل 2015إضراب اعوان وزارة الداخلية عن العمل
2) يومي 29 و 30 أفريل 2015إضراب أعوان وموظفي الخارجية
3) إضراب عام حضوري للقضاة يومي 28 و29 أفريل 2015
4) يومي 15 و 16 افريل 2015 أعوان الديوان الوطني للإرسال الإذاعي والتلفزي يعتزمون الدخول في إضراب
5) يومي 7 و8 ماي 2015أعوان وزارة الخارجية في إضراب حضوري
6) الجمعة 8 ماي 2015 شركة فسفاط قفصة علقت الانتاج و كل انشطتها. في هذا اليوم بلغ معدل الإنتاج بالشركة الصفر، لقد كان من المنتظر أن يتم نقل حوالي 2 مليون طن من الفسفاط من الحوض المنجمي. وقد قدرت الخسائر المالية ب10 ملايين دينار يوميا نتيجة توقف إنتاج ''شركة فسفاط قفصة'' الى جانب خسارة تونس لأسواقها من مادة الفسفاط بالاتحاد الاوروبى والهند.كما خسرت تونس بسبب الاضرابات والاعتصامات المتكررة بالشركة موقعها لصالح منافسين مثل المغرب بعدما كانت من كبار المصدرين للفسفاط في العالم.
7) استأنفت بعض الوحدات بمنجم الفسفاط بالمظيلة من ولاية قفصة عملها في حدود الساعة السابعة من مساء الأربعاء 3 جوان 2015 كما استأنفت بقية جميع الوحدات العمل بداية من صباح الخميس 4 جوان 2015. لقد كلف التوقف عن العمل البلاد خسائر كبيرة تصل إلى آلاف الملايين من الدنانير
8) اضراب الشركة الوطنية للسكك الحديدية والمترو المُقرر ليوم غرة جوان 2015 اجل إلى يوم 17 جوان 2015.
9) 2 جوان 2015 مواجهات بين الأمن و محتجين علي خلفيه منعهم من الاعتصام بمقر شركه بترولية ولم يكتفوا بذلك بل صعدوا في احتجاجهم فعمدوا إلى اقتحام مقر معتمديه دوز الشماليه والعبث ببعض التجهيزات.فنتج عن هذه الاحتجاجات الرعناء و الغير مدروسة والوخيمة العواقب:" ثلاثة حقول نفط و غاز في قبلي الثلاثاء 2 جوان 2015 اوقف نشاطها وذلك بسبب احتجاجات المعتصمين". حيث أعلنت شركة سيرينوسSerinus التابعة للشركة الكندية العالمية وينستارwinstar المستغلة لحقل « الصابرية » النفطي في منطقة الفوار من ولاية قبلي عن إيقاف إنتاج البترول في الحقل على خلفية تصاعد موجة الاحتجاجات في الجنوب التونسي. وقالت الشركة أنّ قرارها جاء على إثر هجوم المحتجين على حقل الإنتاج واقترابهم من محطة المعالجة. وكانت شركة بيرنكوPerinko الفرنسية المستغلة للحقل النفطي « الفرانيق » وشركةBagel الفرنسية المستغلة للحقل النفطي « بقال » في ولاية قبلّي قد أوقفتا أيضا إنتاج النفط والغاز بسبب تصاعد وتيرة الاحتجاجات في الجهة وتهديد تواجدها كشركات ناشطة في الحقول النفطية وحقول الغاز بمقتضى اتفاقيات مع الدولة التونسية. وقال خبير في الطاقة أنّ إنتاج الشركات الثلاث الفرنسية والكندية يبلغ يوميّا من النفط والغاز حوالي 4 آلاف برميل نفط يوميا وقرابة 800 ألف متر مكعب من الغاز وهو ما يعني توقّع حصول نقص في الإنتاج الوطني من النفط والغاز وتراجعا في المداخيل. هذه حتما نتيجة حملة "وينو البترول" و حملة "حل الدوسي" اقامتا الدنيا و ما اقعدتها حملتين ممنهجتين لترحيل شركات البترول وايقاف انتاجها. هناك حتما خيانة ومخطط خطير لتفقير البلاد.
10) اعوان الصحة العمومية دخلوا في اضراب عام للمرة الثالثة على التوالي في غضون شهر ونصف وبمجمل سبعة ايام اضراب عام مع اضراب اداري لمدة أسبوع اضافة الى تنفيذهم لتجمعات احتجاجية امام الوزارة وامام الادارات الجهوية والخروج في مسيرات.
11) الغاء الإضراب العام لمضيفوا و مضيفات الخطوط التونسية المقرر ليومي 5 و 6 جوان 2015.
لقد بلغ عدد الاضرابات الجملي في غضون 100 يوم 109 اضراب.و لازالت الاضرابات تعلن من بعض المؤسسات من حين لاخرمثلا:
12) اعوان وزارة الصحة دخلوا يوم 11 جوان 2015 في اضراب.و سيدخلون في اضراب آخر وهو اضراب اداري مفتوح بداية من يوم الاثنين 16 جوان 2015.
13) الخميس 11 جوان 2015 الاعوان و الإطارات التابعين لوزارة الثقافة نفذوا اضرابا عاما...
إذا كان سبب تفاقم الاضرابات و الاحتجاجات الذي طال جل المؤسسات تقريبا هو حملة ' وينو البترول" و حملة " حل الدوسي" المتواصلة التي اطلقها حديثا التيار الديمقراطي منذ اسبوع و التي أعلن عنها خلال ندوة صحفية عقدها السبت 30 ماي 2015، زاعمين انها تهدف للتحسيس وتكوين رأي عام للضغط على الحكومة لفتح ملفات الثروات الطبيعية. وهي الاخرى حملة ممنهجة و مخطط لها ايضا لتكوين راي عام آخر موازي او بالاحرى مؤازر للراي العام المكلف بحملة "وينو البترول" حيث انهما يصبان في خانة واحدة الا وهي الطلب العاجل لمحاسبة الدولة بالثروات الطبيعية من بترول و فسفاط و غيرهما و ذلك للضغط على الحكومة ومؤسسات الدولة التي تشرف على مجال الطاقة لاعتماد الشفافية في التعاطي مع هذا الملف. هاتين الحملتين اللتين اكتسحتا مواقع التواصل الاجتماعي والراي العام حتى صحيفة الجدار(الكتابة على الجدران) في الاماكن التي يكثر فيها الاكتظاظ مثل محطات المترو و الارتال، فاسالت لعاب الكثير من المواطنين خاصة منهم المعطلين عن العمل و المتواكلون و الوصوليون الكثر كمحرك ذو فعالية قصوى للشعب بغاية إجبار الحكومة على ضرورة تكريس مبادئ الشفافية واعتمادها على كل الثروات الطبيعية الموجودة في البلاد وكشف المخزون الاجمالي للطاقة للمواطن التونسي دون تزييف ودون حجب الحجم الحقيقي لمدخرات الثروة الطاقية الموجودة في تونس. و ذلك حسب زعمهم من منطلقي الخوف على الموارد الطبيعية كما سمعنا و سمع الشعب كله والحرص على حسن التصرف فيه....اذا كانت هاتين الحملتين قد اسستا خصيصا بغاية خدمة الشعب ولمصلحته وحسب، فلماذا اذا لم تؤسسا في فترة حكم الترويكا الذي ظل طيلة 3 سنوات؟؟؟ ولماذا لم يعلن عنهما ("حل الدوسي" و"وينو البترول") في السنوات الثلاث الماضية؟؟؟ خاصة وان الرئيس الاسبق في حكم الترويكا اعترف في تصريح له حين كان في السلطة ان ليس لدينا بترول.الشفافية امر جيد، محبوب ومطلوب العمل بها في كل الميادين لان مردودها اجابيا. ولكن نتساءل مستغربين لماذا الان ؟؟؟ لماذا في فترة حملة اكتشاف مافيا الارهاب الغذائي "معامل الاجبان الفاسدة و الشكلاطة الفاسدة ومخازن اللحم الفاسد و الدجاج الفاسد و الموالح الفاسدة و المواد الغذائية على اختلاف انواعها مضروبة و فاسدة مروجة في الاسواق و في بعض الفضاءات الكبرى وغيرها؟ لماذا في فترة الارهاب المادي و المعنوي، الارهاب كإرهاب ملموس و الارهاب الغذائي وهو الاخطر؟ نخشى ان تكون ها تين الحملتين مجرد دعوة للتجييش و بالتالي للفتنة ولتذكية نارها، ان الفتنة أشد من القتل. وان كان كذلك فهي في الظاهر دعوة الى المطالبة بحق الشفافية في الاطلاع على الموارد الطبيعية و في الباطن لبث البلبلة بين المواطنين ونشرالفوضى، وخيانة عظمى في حق الشعب و الوطن.أم انّ زعزعة الحكومة و تفكيكها هو الغاية ، وهو سبب التّصعيد الرّئيسيّ؟ حملتي "وينو البترول" و "حل الدوسي" حق اريد به باطل. هاتين الحملتين الممنهجتين و المخطط لهما اللتين ظهرتا فجاة لاجبار الدولة او الحكومة على ضرورة اعتماد مبدأ الشفافية على كل الثروات الطبيعية الموجودة في البلاد وعلى كشفها الحقيقة للمواطن التونسي كما هي دون تزييف او لف او دوران او مراوغة ودون حجب الحجم الحقيقي للمدخرات الطاقية الموجودة في تونس. هاتان الحملتان المشتبه في انطلاقهما اجتاحتا مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بنفس الدور الا وهو الدعوة لفتح ملف الطاقة المحلية،حيث ان حملة "حل الدوسي" طغت على كل المواضيع و القضايا الحساسة و التي تستوجب العجلة في النظر فيها وحتى القضايا الهامشية مثل قضية "مضيفة المحجبة " وقضية ذات اهمية قصوى الا وهي قضية "جمعية شمس للمثليين " حتى انه اعتبرت قضية الطاقة او ملف الطاقة صندوقا اسودا.
هل من نادوا بحملة "وينو البترول" و حملة "حل الدوسي" ظنوا ان تونس كنز عائم فوق الماء او مال قارون الذي ذكره الله سبحانه و تعالى في القران الكريم ؟هل تنبأوا لفاعليات الحملتين و وتاثيرهما في الاوساط الفقيرة وما هي تحت خط الفقر والشبابية و في الوسط المعطل عن العمل؟ هل ادركوا ان الوقت الراهن لا يسمح بفتح مثل هذه القضايا الساخنة والحساسة جدا ولا يسمح بجعلها قضية راي عام تخلط الغث بالسمين في ظل الوضع الرديئ الذي تمر به البلاد من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية و الامنية وفي ظل تحديات قصوي واضرابات متواصلة بلا هوادة و لا رحمة و لاشفقة. واحتجاجات تعسفية ...باغية. كانما الفريقان اتفقا على خلق الفوضى و الفتن. حتما هناك يد سوداء، يد شيطانية تحركها لغاية في نفوس مريضة. وارهاب غذائي رهيب وارهاب أخر شرس لاَ يميز بَين السيئ وَالْجيد وبين الحديد و الصديد متربص بالبلاد و بالكل ؟. الا يعلمون لو ان الشعب انساق وراءهم وهاج و ماج فسارت بين افراده الحقد والبغضاء و الضغينة جراء مع و ضد والاختلاف في الراي، لنتجت عن هاتين الحملتين شعلة فتيل فتنة هوجاء، فتنة حرب اهلية ضروس عامة او جهوية عشواء تاتي على القريب و البعيد. تفتح الف باب و باب وفجوة وثغرة وسبيل وسبيل للارهاب فيهب هبة واحدة فيجتاح البلاد من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى غربها دون عسر ولا مشقة ولاحتى شبه مقاومة. ام هاتين الحملتين جعلتا خصيصا من اجل هذا الدور.
ما معنى ان نتساءل "وينو البترول " وان نامر "بحل الدوسي" وان نجعل لهما انصارا. ما الغاية و ما المراد بنشر هاتين الحملتين وترسيخهما في اذهان الشعب و الشباب بصفة خاصة.حملتي "وينو البترول" و "حل الدوسي" حملتان ستاتيان حتما باكليهما بما فيهما من سلبيات و ايجابيات و قد تكون سلبياتهما اكثر من ايجابياتهما ولكن ماذا لو تحولت الى ثورة جياع جامحة تكر و لا تفر تجتاح كامل البلاد بلا شفقة و لارحمة ، فتكون كزحف الجراد فتاتي على الاخضر و اليابس. فلا تبقي و لاتذر.
لكن اخشى ما نخشاه ان يكون المراد الحقيقي بهاتين الحملتين ("وينو البترول" و "حل الدوسي") تاجيج الاوضاع لايقاض نار الفتنة ومانتج عنها يوم 04 جوان 2015 تجدد المواجهات بين المحتجين و الوحدات الأمنية التي واجهتهم باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم مع مواصلة الجيش حماية معتمدي دوز الشمالية و الجنوبية وتأتي هذه الاحتجاجات في إطار ما عرف بحملة وينو البترول ومساندتها حملة حل الدوسي هاتين الحملتين المفتعلتين قد تدخلان في التجاذبات السياسية و قد تكون يدا خارجية متفقة مع بعض الاطراف الداخلية الخائنة لخلق الفوضى العارمة الخلاقة للتوترات و العصبية و الحرب الاهلية. خاصة حرب الجياع لتجتاح التراب التونسي باكمله لخلق فجوات لتسهيل انتقال ما يحدث في ليبيا من نزاع مسلح الى التراب التونسي. ان الاحتجاجات في دوز من ولاية قبلي بالجنوب التونسي ما هي الا بداية الفتنة و التطاول على هيبة الدولة و سيادتها. نعم لنا كثير من الفقراء نعم لنا كثير من المعوزين ومن هم حتى تحت خط الفقر و التهميش ولكن ان يقام 109 اضرابات في غضون 100 يوم من مباشرة الحكومة لمهامها الفعلية يبدو امرا خطيرا جدا حيث لو ان انسانا اراد ان يقترض من احدى البنوك ليشتري قطعة ارض صالحة للبناء لتطلب الامر شهرا او شهرين على اقصى تقدير ثم بحث عن مهندس معماري لرسم مخطط معماري (plan)وتقدم بطلب الى البلدية للحصول على رخصة بناء ثم بحث عن مقاول او بناء ثم البحث عن نجار واختيار شكل الابواب و نوعية اللوح ثم اختار نوعية بلاط المنزل ثم بيت الاستحمام و شكل المطبخ و...و...و...واجرة المقاول او البناء لرجع الى البنك واستلم الجزء الثاني و...و...و...و لمرت سنة على استلام المنزل هذا اذا كان العمل متواصلا . وهؤلاء يحاسبون الحكومة على نتائج 100 يوم يعني يحملونها اخطاء الحكومات السابقة، حكومات ما بعد الثورة.
ترى من يغذي الاضرابات في تونس في فترة النقاهة، في تونس العليلة، تونس الهشة تونس المفلسة و المقيدة بالديون و رهينة القروض الدولية و المهددة بالارهاب؟ في حكومة لم يمضي على انتخابها الا بضعة اشهر؟ اتراها حراك شعب المواطنين التي اسسها المرزوقي و التي اعلن عنها مساء الثلاثاء 23 ديسمبر2014 و دعا اليها كل الديمقراطيين و الوطنيين الذين يدافعون عن حقوق الشعب و الانسان و الكرامة و التنمية ان يلتحقوا بركبها والتي تنبأ لها بان تكون اكبر حركة سياسية ستقود المسقبل في تونس وفق تعبيره، ام الاتحاد العام التونسي للشغل ام انانيون منعدموا الضمير يؤمنون بمقولة "رزق البيليك " وبمقولة "انا ومن بعدي الطوفان" ام خونة يعملون في الخفاء و يديرون خيوط اللعبة خلف الكواليس وينسقون الادوار مع توزيعها ويعطون تعليمات كيفية اخراجها لصالح اجندة اجنبية استعمارية و قد تكون محلية لتركيع الحكومة ولتكسيرها و زلزلة الدولة وتقويض امان الشعب و زعزعته في ظل ارهاب رهيب يقتنص الفرص لينقض علينا وبين الحين و الحين يفاجئنا ببعض التفجيرات و بعدد من القتلى مثل عملية جبل الشعانبي و عملية جبل السمامة و عملية السلوم و عملية حي الورد و عملية متحف باردو و عملية النزل بسوسة.
على المحرضين على الاضرابات ان يكونوا ديمقراطيين و ان يعوا ان التناوب على السلطة عن طريق الانتخابات هو الباب الواسع و الشرعي. اما التحريض على الاضرابات فهو عمل يدخل في خانة الخيانة العظمى الا وهي خيانة الدولة و الشعب ودعوة الى الفوضى العارمة والخراب و الدمار و الاستعمار. اما الذين صدقوا الوعود الكاذبة الا وهي انهم سينالون حقهم وسيحصل كل فرد منهم على نصيبه من ثروات منطقته ،بالذراع ( يعني بالقوة و العنف) ونقدا وعدا، شرط أن يخرجوا الى الشوارع ويحتجوا ويعتصموا ويغلقوا الطرقات وينصبوا الخيمة فوق سكة الحديد، السكة التي يمر عليها قطار نقل الفسفاط وغيره.هؤلاء السذج لو انهم اخذوا العبرة من جيراننا الليبيين الذين وعدوهم بالخير العميم و المال الوفير و بجنة عدن بعد سقوط القذافي و حين صحوا وجدوا انفسهم يسبحون في العراء في لجج الهواء الطلق لا مال ولا جاه و لا سلطان ولا اي شيئ. و لو انهم اعتبروا من اليمن و من سوريا و العراق وما يحصل الان من سعير و لهب وجيش ماجور ورد لتخريبها من الدانمارك ومن كافة دول العالم بل ومن اصقاع الدنيا.اغراب يعبثون ببلاد العرب ويعيثون فيها فسادا ماديا و معنويا. لو انهم اخذوا العبرة ما صدقوا.
لا للعودة الى الحياة القبلية و الى العروشية تونس للتونسيين جميعهم.لا فرق فيها بين عربي و اعجمي و بين ابيض و اسود و بين فقير و غني كلنا يد واحدة ضد اعداء البلاد. المنتوجات الفلاحية و الثروات الطبيعية وغيرها كلها للتونسيين جميعا لا فرق بين الجهات ولا تقسيم لتونس كما قسمت العراق وكما قسمت ليبيا و كما قسمت السودان.ام انها حركة شعب المواطنين بدات تهب رياحها الشهيلي الرياح الصحراوية.
أي اسلوب هذا الذي يتبعونه للتجييش واثارة الفوضى. اسلوب الاضرابات و الاحتجاجات ودعاية وجود بحور بترول في باطن ارض تونس كان بغاية خسيسة. اسلوب الاغراء و الاغواء بالتَطَلَّعَ الى مردود البترول بشراهة، دفع باكثرهم الى القيام بالاحتجاجات حتى و ان دعا الى تهالكهم جراء شدة الحرص على الحصول على النصيب من المنتوج البترولي. اسلوب خطر اتخذ كذريعة لاجبار الحكومة على تنفيذ ابداء الشفافية اللامتناهية في موارد الطاقة. وهل الانسان في حد ذاته يمارس الشفافية و يطبقها مع نفسه؟؟؟ تطالبون بالشفافية ومعظم الناس لا يتمتعون بها حتى مع انفسهم ولا يتعاملون بها حتى في اوساطهم العائلية. ام تريدونها مفتاح ثورة عشواء تاتي على كل شيئ تشعل النار الى عنان السماء. مالكم كيف تفكرون وباي منطق تتصرفون؟ المطالبة بالحقوق لا ينكرها احد و لكن بلا تخريب و بلا تدمير . لا لاستباحة ما لا يستباح. لا لخيانة الوطن.
اترى ظهور الاضرابات المختلفة وحملة وينو البترول و حملة حل الدوسي في هذه الفترة بالذات و ليس ابان الثورة و في فترة الحكومات الثلاث السابقة عن حسن نية و عفوية ام عن سوء نية و ذلك بنية صرف نظرالراي العام التونسي عن قضية الارهاب التي يعتبرها التونسي قضيته الكبرى، هذا المجتمع التونسي الذي انقرضت فيه الطبقة الوسطى وتضاعف مستوى الفقر حتى تعدى الخط الاحمر بكثير جراء تفاقم تضاعف عدد المعطلين عن العمل يوما بعد يوم جراء غلق المعامل و المنشئات الاقتصادية و فرار اصحابها الى خارج الحدود.
ولسائل ان يسال هل التظاهرة التي نظمت في شارع الحبيب بورقيبة عبر نصب خيم وتوزيع مطويات لمزيد التعريف بحملة "وينو البترول" وبملف الطاقة والغموض الذي يشوبه والمسيرة التي نظمتها في نفس العشية و بنفس الشارع للمطالبة ب "حل الدوسي" نفس الملف عديد الجمعيات وحراك شعب المواطنين وحركة وفاء.كانت عن حسن نية ام بسوء نية مبيته ىغاية تجييش الشعب و تاليبه على الحكومة و الدولة معا وطلبه لعصيانها و ربما لاجتثاثها.
اضرابات مختلفة بالجملة، اضرابات مفتعلة لتركيع الدولة وهي في مستنقع وحل الديون و القروض للايقاع بها في شراك الفشل و متاهة الديون. وما اصرا ر اعوان الشركة الوطنية للسكك الحديدية على عدم التراجع عن الاضراب و حملتي "وينو البترول" و"حل الدوسي " و نحن في الديون غارقون صرنا كالفريسة التي انقضت عليها الوحوش الضارية من كل حدب و صوب وانتم بالبترول تحلمون و بزيادة الاجور تطالبون مالكم افي المريخ تعيشون؟ !!! ترى من وراء هذا الكم الهائل من الاضرابات المتعاقبة الواحدة تلوى الاخرى وحملتي "وينو البترول" و"حل الدوسي " من دبرهما ومن خطط لهما ومن يشجع عليهما ؟ اتريدون جرّ البلاد عنوة نحو الخراب و التدمير و النسف لتقع في هوة سحيقة الا وهي شبكة حماية فرنسية اخرى. حماية جديدة واستعمار جديد. ان حدث هذا لا قدر الله فقولوا على خيرات البلاد الطبيعية من طاقة و غيرها السلام. وعودوا فعلا الى العبودية و الفقر والتهميش و الجدب و القحط قولا و فعلا وانسوا حينها ما انتم فيه من خير كما نسيتم فقر اجدادكم ويومكم هذا. من قال جمال الحياة ترك الحبل على الغارب؟ من قال نعيم الحياة حياة الغاب القوي ياكل الضعيف واستبح ما لا يباح وحلل كل ما يقع عليه كفك؟ من قال ان كل مسكر حلال؟ من قال في سقوط الممنوعات تسعد الحياة ؟لو كان هذا صحيح ما جعل الله الجنة و النار و ما جعل الحساب و العقاب و ما جعل الجزاء و الثواب و ما انزل ايات بينات تبين بالحجة و البرهان ما هو حلال و ما هو حرام. و ما نهانا وما زجرنا وما امرنا باجتناب ما يجب اجتنابه وما منعنا ونهانا عن المنكر وعن ارتكاب المحرمات.
اضراب المعلمين واضراب شركة فسفاط قفصة واضراب عمال الشركة الوطنية للسكك الحديدية ، ضرابات متواصلة بلا هوادة الواحدة تلوى الاخرى اضرابات ذكرتنا ببداية ثورة 17 اكتوبر 2010 و 14 جانفي 2011 الا ان هناك اختلاف كبير ايامها كان لا زال هناك بعض من راس مال الدولة موجودا في خزينة الدولة اما اليوم و البلاد رهينة الديون من البنك الدولي وغيره يعني الدولة قد افلست وعجز مالي يقدر ب1.1 مليار في الصندوق الوطني للتقاعد و الحيطة الاجتماعيى يعني جراية المتقاعدين على كف عفريت كما يقولون و المصير مجهول. على النقابيين ان يكونوا واقعيين و شاعرين بالمسؤولية تجاه الوطن .الدولة المنتخبة لا زالت فتية و ضعيفة تقترض الديون لمواصلة تسيير دواليبها . دولة لم تمضي عاما واحدا في الحكم تطالب بانجازات دولة مستقرة لها عشرات السنين في الحكم هذه عملية تعجيز ليس الا . و ما الاضرابات الا مطرقة حديدية قوية لاخضاع الدولة الى ما لا يمكن تحقيقه الا بصعوبة المتنفس تحت الماء . ان هناك من يصطاد في الماء العكر ويحرض على مثل هذه الناعورات (الاضرابات) اللامسؤولة تلك التي ظنناها قد انتهت او توقفت الى حين ميسرة لكن للاسف فقدت المواطنة و الشعور الذيذ بخدمة الوطن من اجل المحافظة عليه.
لا بد من الردع و الحزم لا ضير من العمل بالمثل الشعبي المعروف الا وهو"العصى لمن عصى" ان الله سبحانه و تعالى جعل الجزاء والعقاب ، الجنة و النار
الاديبة و الكاتبة و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.