د. أحمد صبحي منصور همازال الحديث موصول حول موضوع مشاركة المرأة في صنع القرار وهو رؤية قرآنية وهو تكملة البحث الذي نشر في جريدة شباب مصر واليكم الجزء الأخير منه وهو الأتي : هناك شيء هام فى سياق آيات سورة الممتحنة يستلزم الإيضاح . هو حق المرأة فى السفر والهجرة وترك موطنها إلى حيث تريد طبقا لإختيارها العقيدى شأن الرجل تماما ، وهذا ما حققته المرأة فى عهد النبى محمد عليه السلام إذ هاجرت المؤمنات إلى الحبشة مرتين ثم مرة ثالثة إلى المدينة ، بعضهن كن عذاراى وبعضهن كن متزوجات هاجرن مع أزواجهن المؤمنين أو كن أزواج تركن أزواجهن المشركين . أى أن من حق المرأة فى الإسلام أن تهاجر إذا شاءت ، والهجرة أصعب أنواع السفر لأنه سفر يحتمل المطاردة والملاحقة . وبالتالى فان من حقها السفر العادى بمفردها ،وليس لزوجها الحق فى منعها إلا إذا كان هذا الحق للزوج منصوصا عليه فى عقد الزواج .هذا فى الإسلام .ولكن فى دين السنة تم حرمان المرأة من هذا الحق فمنعوها حتى من السفر إلا بإذن زوجها ، بل وجعلوا لها كفيلا – إذا لم تكن متزوجه هو" المحرم " أى الذى يحرم عليها أن تتزوجه كالأب والابن والأخ والعم والخال ، أى اعتبروها شخصا غير كامل الأهلية، حتى لو كانت أما. وتخيل أن تربى الأم ابنها فاذا كبر أصبح آمرا ناهيا لها، يبلغ مبلغ الأهلية بينما تظل أمه مخلوقا ناقص الأهلية. الدين السنى بذلك لم يظلم المرأة فقط بل ظلم معها الرجل ، فهى له الأم والأخت والزوجة والبنت . واذا كانت المرأة ناقصة الأهلية اجتماعيا ودينيا فليس من حقها المشاركة السياسية وليس لها من حق فى المواطنة المساوية للرجل. وبالتالى يكون من العبث الحديث عن حقها فى تولى الرئاسة فى الدولة. ) أخيرا : والخلاصة : ان المرأة تتساوى مع الرجل فى أطار العدل والقسط . وليس من العدل انتقاص اى حق للمرأة فى بيتها او فى عملها . ان الكفاءة ليست قصرا على الرجل ، لأن القصص القرأنى ووقائع التاريخ تثبت كفاءة للنساء وتفوقا لهن على الرجال . ان من الظلم للأمة أن تحرمها من كفاءة المرأة ، وهى نصف المجتمع . ويكفى ان الرجل يعيش عمره الأول فى أحضان المراة يتشرب منها كيف يعيش بقية عمرة التالى . فاذا كانت جاهلة خامدة فأن الجهل والتخلف سينعكس على المجتمع كله .واذا كانت مؤثرة فعالة فسيتحول بها المجتمع الى طاقة من الحيوية والأنطلاق . وأخيرا فان دين الله برىء من كل قول أو ثقافة تحوى الظلم والتخلف. والله تعالى أنزل القرأن وفيه كل القيم السامية ، وعلينا ان نفهم القرآن بمصطلحاته وأن نتفهم تشريعاته من أوامر وقواعد ومقاصد ، ونحتكم الى القرأن فى كل مالدينا من ثقافات وتراث وقيم وتقاليد وعادات .