يزعم كل الرؤساء الذين اغتصبوا زمام الحكم فى الدول العربية انهم قادوا اوطانهم الى الرفاهية و الاستقرار و العدالة و العزة و الكرامة ، و لا تزال انظمة الدعاية و الاعلام التى ينفقون عليها اكثر مما ينفقون على التعليم او الصحة او القوات المسلحة تبث فى آذان المواطنين تلك الاوهام و الخزعبلات حتى يصدقها الحكام و يسخر منها المواطنون .. حدث ذلك فى العراق سنوات قهر المجرم صدام التكريتى و فى مصر طوال عهد اللص حسنى اللا مبارك و فى ليبيا تحت سطوة المخرب القذافى و فى تونس برآسة شين العابدين و لا يزال يحدث فى اليمن بزعامة غير الصالح و فى الجزائر تحت سيف بو تفليقة ( التى ليس لها معنى ) و فى المغرب تحت لواء امير المؤمنين الملك محمد السادس! و فى الاردن الخاضعة للملك عبد الله الثانى و فى البحرين تحت سلطة الملك المعظم الذى لا اذكر اسمه ! و فى سورية الخاضعة لعصابة فشار اسد .. بينما حال تلك الدول و شعوبها يندى له الجبين و يقشعر منه البدن ، فلا امان و لا استقرار و لا تعليم و لا صحة و لا كرامة لمواطن يجد صعوبة بالغة فى سعيه للعيش الشريف ، انتشر الفقر ففسدت الاخلاق و تدهورت القيم و ضاعت المبادىء و انفرط عقد الوطنية و ضاع الامل لدى المواطن العربى و بدا غريبا فى وطنه يجد العصابة الحاكمة تسيطر على الاقتصاد كله و تلقى له بالفتات ، لا يمكنه التعبير عن حاله حتى بالصراخ و الا وجد نفسه و اسرته اسرى لما يسمى بامن الدولة و مرادفاتها العربية بينما هى امن العصابة الحاكمة ، لم يعد العالم ينظر الى العرب باى احترام فضاعت حقوقهم فى المنظمات الدولية و تدهورت سمعتهم لدى شعوب اوروبا و ضاعت كرامتهم على بوابات الجمارك ، كل ذلك و الحاكم يلهو و يلعب بمصير شعبه .. تُرى بعد ان سقطت عصابة اللا مبارك و قبعت فى السجون جزاءا وفاقا لبعض ما ارتكبته اخيرا فى مصر ، و بعد ان هرب شين العابدين بما اختلسه من اموال الشعب التونسى ، و بعد ان فر المخرب القذافى الذى دمر ليبيا ليختبىء فى الجحور مطاردا من الثوار ، و بعد ان احترق غير الصالح المحاصر من شعبه فى صنعاء حتى يسقط ، ترى لماذا يتشبث بشار حافظ اسد بالسلطة و يعتقل و يقتل كل يوم عشرات من مواطنيه و يدمر ممتلكاتهم ؟ ان التشبث بالسلطة بعد ان هب الشعب كله ثائرا ينادى بسقوط النظام يعد امرا غير مفهوم لاى عاقل ، لان بشار اسد لم يفعل شيئا لسورية طوال الاحد عشر عاما التى اعتلى فيها السلطة غير ان حكم البلاد بالقمع و المطاردة و المعتقلات و لم يبق له دستوريا غير سنة واحدة ليكمل مدة اغتصاب الرآسة و لن يستطيع ان يغير شيئا خلالها ، كما انه لم يحصل على الرآسة فى انتخابات حرة نزيهة بل استفتاء همجى مزور على الشعب ، و اخيرا ، و من ثم فان الفرار خارج البلاد لن يضيره و الهروب من الثوار هو الحل الامثل قبل ان يقع فى قبضتهم .. و فى تقييم السنوات الاحد عشر لحكم بشارأسد دعنا نتجاوز اعتلاءه السلطة ، فالاستخفاف بالدستور و تزوير الاستفتاء لذلك امر معروف للدانى و القاصى و هو غير منكور ، اما على الصعيد الداخلى فهو لم يحقق تحسنا قط فى الاقتصاد السورى و بالتالى فلم يتحسن دخل المواطن او حالته ، لم يغير من نظام سلفه الدكتاتورى فلم نر معارضة او رأيا نزيها يقول لا ، و لم يحرر الجولان المحتلة مع استمرار الجعجعة التى تدور رحاها منذ زيارة الرئيس انور السادات للقدس ومع ان العدو الصهيونى اخترق الاجواء السورية ودمر منشآت المفاعل النووى فى دمشق و مع وفرة حشود و عتاد للجيش السورى تكفى لتحرير فلسطين كلها و ليس الجولان فحسب ، و على صعيد العلاقات العربية و الدولية فان سورية تعتبر معزولة تماما لما يصدره نظامها من جعجعات و تهاويل عنترية يستعدى بها العرب و العالم ، فماذا بقى لبشار اسد ليفخر به حين يتكلم عن احد عشر عاما قضاها رئيسا لسورية ؟ هل يجرؤ ان يتكلم عن الديمقراطية بينما سورية و ليبيا هما الدولتان الوحيدتان فى المنطقة اللتان لا تعترفان بنظام انتخاب رئيس الجمهورية و كأن الانتخاب بدعة او مرض !؟ ام ترى بشار اسد يفخر بالجيش السورى الذى ليس له مهمة واحدة هى تحرير الجولان المحتل فتقاعس اربعين عاما عن تحقيق مهمته ؟ ام تراه يتكلم عن الحرية تحت قوانين الطوارىء و الاعتقالات و التعذيب و القتل فى سجن المزة ؟ ام تراه يتحدث عن العدالة بينما آلاف الاكراد السوريين محرومين من جنسية وطنهم ؟ فاذا تجاوزنا الاحد عشر عاما و اصبحنا بعد الثورة ، أيستطيع بشار ان يفاخر بانه اجرى اصلاحات بينما قتل ما يناهز ثلاثة الاف شهيدا و اصاب عشرة آلافا فى ستة شهور لمجرد ان طالبوا بالاصلاح ؟! ايمكنه ان يقول انه لم يورط الجيش السورى الذى كنا ندخره لقتل المحتلين الصهاينة و دحرهم فى الجولان فاذا به يقتل ابناءنا فى دمشق و حلب و دير الزور و درعا و حمص و بو كمال ؟! أيعقل ان يزعم بشار انه اجرى اصلاحات بينما المدارس اصبحت معتقلات فى كل المدن السورية اضافة الى ان سورية اصبحت سجنا كبيرا ؟! هل نصدق بشار اذا قال باصلاحات بينما التلفاز الرسمى للدولة يكذب ليل نهار كما كذب اعلام اللامبارك ابان الثورة المصرية ؟ لقد فقدنا الامل فى بشار اسد و لا لكننا لم نفقد ذلك الامل فى الجيش السورى و رجالاته ، لان مهمة الجيش ليست فى قتل ابناء الشعب و لكن مهمته الدفاع عن الحدود و الارض ، مهمة الجيش السورى ليست فى دمشق و حمص و درعا و بوكمال ولكنها فى الجولان المحتل ، و نحن نتظر ان يهب ضباط احرار من الجيش السورى الذى ابلى بلاءا حسنا فى حرب تشرين 1973 ننتظر هبة منهم ليحرروا الشعب السورى المحتل من سجن عصابة بشار اسد .. و ارجو ان يعرف قادة الجيش السورى ان قتل المدنيين يعتبر جريمة ابادة و يعتبر مرتكبها مجرم حرب و لن يعصمه امر رئيس هو بمثابة رئيس عصابة ، كما ان استمرار القتل سوف يدفع المجتمع الدولى الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولى بضربات جوية سوف تقوض عُدة و عتاد الجيش السورى الذى ندخره لتحرير الجولان و ان اسرائيل ترقب ما يدور و سوف يكون اليوم الذى يقرر مجلس الامن ضربات جوية لحماية المدنيين من الجيش السورى يوم عيد فى اسرائيل 00 ان الثورة التى يقودها الشعب السورى كله لن تتراجع ابدا بعد ان قدمت التضحيات و الشهداء ، فيا قادة الجيش السورى كونوا رجالا و انصروا الثورة .. انصروا الشعب .. انصروا الحرية و إلا ستندموا كثيرا كثيرا ، و اذا تقاعستم فسوف يحتاج الجيش السورى الى خمسين عاما ليتسرد مكانته فى نفوس السوريين و العرب وهنالك ستظل الجولان محتلة و سيخفض ابناؤها رؤسهم للاحتلال الصهيونى طوال هذه الفترة فهل تقبلون هذه المذلة و هل ترضون بهذا الهوان !؟ ..