لا يختلف المراقبون فى العالم على ان ما يحدث فى سوريا على مدى الاسابيع الماضية من قمع للمتظاهرين و ضربهم و اعتقالهم و استعمال القوة المفرطة التى تنتهى بالقتل يشكل جرائم ابادة جماعية مما يجرمها القانون الدولى الانسانى وتخضع للمحاكمة الجنائية الدولية 00 و لا يختلف السوريون على ان بشار اسد الذى تولى الحكم فى سورية بالوراثة عن والده بعد تخطى كل العقبات الدستورية التى كانت تحول دون ذلك ، هذا الوارث لن يفرط فى ارث الحكم و استعباد الشعب ، ما دام الجيش يذعن لاوامره و يتصدى للشعب صاحب السيادة و صاحب القرار ، مع انه يعيش على هامش الحياة السياسية و القضائية و الاجتماعية و الثقافية و العلمية و الاقتصادية الخ الخ 00 و لا يختلف العالم كله على ان الاصلاحات التى يتحدث عنها نظام حكم بشار اسد لن تجىء محققة للامال ابدا لان نظام الحكم فى سوريا هو نظام طائفى قام على استيلاء العلويين على السلطة بالقوة عن طريق الانقلاب العسكرى فى السبعينات حينما انقلب حافظ اسد الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع على قائده الاعلى الرئيس نور الدين الاتاسى و استولى على حكم سوريا و استعلى بطائفة العلويين التى ينتمى اليها و همش ما دونها من طوائف الشعب ، استولى على السلطة بالقوة الغاشمة فلم تجرى ثمة انتخابات للرئاسة فى عهد الرئيس حافظ ، بل استفتاءات ، و مع تطور انظمة تزوير الانتخابات الرئاسية فى الدول العربية لم يعنى ذلك سوريا فلم تأخذ بنظام الانتخابات المزورة مثلما سبقتها الى ذلك الجزائر و تونس و اليمن و مصر ، بل سارت سوريا و من قبلها ليبيا فى فلك واحد هو ان الرئيس نبى ملهم لا يجوز لاحد ان يزاحمه او يكون له ندا فى الرئاسة ، فبقى نظام بشار اسد يغنى نشازا انه حاز اصوات 99ر99 % من اصوات الشعب فى استفتاء الرئاسة ، و ظل كل من يسمع ذلك او يقرأه يضحك و يسخر من جهل و غباء النظام 00 و اذا كان نظام الدولة السياسى دكتاتورى و انتخاباتها او استفتاءاتها مزورة فلا بد ان يصطحب ذلك تخلف اقتصادى و تخلف ثقافى و تخلف علمى و تخلف عسكرى و تخلف اجتماعى ، هنالك ضاعت الدولة التى تحكمها عصابة هى اسرة الرئيس و حاشيته المقربة بالاشتراك مع مجلس شعب هو فى الحقيقة مجلس حكومة لانه لم يأت برغبة الشعب او عن طريق انتخابات حرة !! تخلفت سوريا عن ركب الديمقراطية سنوات حكم حافظ اسد و ابنه بشار اى قرابة خمسين عاما ، لا يمكن لغير البعثى ان يعلن رأيه المعارض لراى وزير او عمدة ينتمى لحزب البعث ، و لا يمكن لمعارض ان يكتب رأيه فى الصحف ، و لا يمكن لصحيفة ان تنشر فكرا ينقد النظام ، و لا يمكن لصحيفة معارضة ان تصدر اصلا !! دبت الفوضى فى مناحى الحياة السورية فالشباب يعانى حالة بطالة متفشية و الجيش يعانى حالة سخط بالغ ، لانه مسخر لخدمة الاسرة المالكة بينما تغل يده فى الرد على برطعة اسرائيل ، اذ لم يطلق رصاصة واحدة تجاة اسرائيل منذ اكتوبر 1973 مع ان اسرائيل ضربت مواقع سورية فى لبنان عدة مرات كما اغارت على موقع عسكرى فى دمشق و حلقت طائراتها فوق قصر بشار ذاته دون ان تطلق عليها القوات السورية طلقة واحدة ، و مع ذلك فلا يزال نظام بشار يتغنى بان سوريا هى دولة المواجهة الوحيدة ضد اسرائيل ، و انتشر الفقر المدقع بين الشعب السورى فاصبح نصفه تحت خط الفقر مع ان سوريا غنية بمقدراتها اذ ان ارضها خصبة و لديها انهار و فيها قوة عاملة مدربة و تمتلك من الثروات الطبيعية الكثير و لديها شواطىء و موانىء بالاضافة الى موقعها المتميز فى شرق المتوسط ، و مع ذلك فان دخل الاسرائيلى يزيد عشرين مرة على دخل المواطن السورى ؟ ياحسرة على الطالب السورى و على المريض السورى فكلاهما لا يجد ما يعينه ، الاول يعيش حالة ضياع لتدنى مستوى التعليم و الثانى يموت جراء الاهمال و الفوضى و التخلف فى المشافى و نقص العلاج ، بينما الرئيس القائد يتمتع بكل ما حرم منه الشعب 00 يروج بشار اسد ان " شبيحة " تضرب و تقتل الشعب و ان جيشه حين يتصدى لهذه " الشبيحة " يسقط منه قتلى و مصابين ، و ما يروج له بشار و اعلامه زيف و كذب و تلفيق ، و العالم كله يعرف الحقيقة التى لوثت شرف الجيش السورى الذى ادار ظهره لاسرائيل و تفرغ لقتل ابناء شعبه المطالبين بالحرية و الخبز و العدالة الاجتماعية فى تظاهرات سلمية شهد لها العالم بانها ثورة حضارية 00 سقط آلاف القتلى و الجرحى من الشعب الثائر و لا شك ان ذلك ترك سخطا واسعا و غضبا عارما على الجيش و الحكومة و الرئيس بشار ، و لا تزال الغضبة الشامية مستمرة و لن تخفت الاصوات المطالبة بالحرية و اسقاط الوارث الذى سطا على حكم البلاد دون سند دستورى او شعبى ، فالى اى حد والى متى يتمسك بشار بحكم شعب لا يريده و رئاسة دولة انتفضت ضده ، ايتنظر حتى يجهز الجيش على الشعب كله ليخمد التظاهرات و يقمع الثورة ؟ اتأخذه العزة بالاثم لجر البلاد لحرب ابادة جماعية لن تمر بلا عقاب و سوف نطرق ابواب المحكمة الجنائية الدولية قريبا ، مطالبين بمحاكمة السفاح القاتل لشعبه ، الذى لابد ان يلحق بقافلة الحكام المخلوعين بالثورات : محمد رضا بهلوى و شين العابدين بن على و حسنى اللا مبارك و المخرب القذافى .. يا ايها الجالس على عرش سوريا كم يكفيك من الشهداء لترحل ؟ الا يكفيك من سقطوا شهداء ألا يكفيك من استقالوا من جيشك ؟ الا يكفيك سخط الشعب الذى بلغ عنان السماء طوال الشهور الماضية ؟ الا يكفيك ما تتناقله الانباء عما يحدث فى البلاد ؟ ألا يكفيك اكثر من عشر سنوات حكمت فيها سوريا بالحديد و النار دون تفويض شعبى ؟ ألا تعلم ان بقاءك لعدة اسابيع اخرى سيكون مقابل تدمير الجيش السورى فى حالة تدخل حلف الناتو بتفويض اممى ؟ الا تعلم ان اسرائيل تتربص لتدمير سوريا اذا تدخل الناتو؟ الا ترتدع مما حدث لحسنى اللا مبارك و للمخرب القذافى ؟ يا كل ابناء سوريا الاعزاء استمروا فى ثورثكم ، فلن تنالوا حريتكم الا بالمقاومة و لن تكون لكم كرامة الا بالشهداء ، فلا تبخلوا على حريتكم و كرامتكم و عزتكم .. اصمدوا و صابروا و رابطوا و انتم الاعلون و الله معكم ، و نحن – فى كل البلاد العربية – ندعوا لكم بالنصر و هو آت قريبا باذن الله ، لا يغرنكم قوات الجيش ، لانهم منكم و سوف ينضمون الى صفوفكم عاجلا او اجلا ، فالمصريون انتصروا على قوات حسنى اللا مبارك التى تعدت مليونى شرطى و سحقوهم و فروا كالجرذان مع انهم كانوا مدججين بأعتى انواع الاسلحة بدءا من الهراوات الكهربية التى تصيب بالشلل المؤقت و قنابل الغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطى و الرصاص المنشطر ثم الرصاص العادى ، و نجاح الثورة المصرية و من قبلها الثورة التونسية و من بعدها الثورة الليبية بشرى طيبة للشعب السورى البطل الذى ضحى و قدم آلاف الشهداء و آلاف الجرحى ، و ليس ذلك غريبا عن ابناء درعا و دمشق و حلب و حمص و دير الزور و حماة و ادلب و بو كمال و يا كل قادة العالم الحر قولوا قولة حق فى الرئيس الذى يقتل شعبه بالسلاح، لا تغلفوا انتقاداتكم و اداناتكم الصريحة باسلوب دبلوماسى ، كونوا شرفاء كالرئيس التركى رجب طيب اردوغان الذى صرح بانه فقد الامل فى بشار !! يا كل محبى الحرية فى العالم هيا انصروا ثوار سوريا و ناصروهم ، اكتبوا عنهم و عن بطولاتهم و تضحياتهم ، ابعثوا اليهم بالمال و الدواء ، حثوا قادة دولكم على اتخاذ موقف واضح تجاه قتل المتظاهرين السلميين ، ناشدوا الامين العام لجامعة الدول العربية ، اكتبوا الى الامين العام للامم المتحدة ، ارسلوا الى الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامى ، انشروا مقالاتكم و آرائكم فى الصحف العالمية 00 افضحوا الدكتاتور السفاح لعله يرحل قبل ان ينتقم منه الشعب السورى و يسقط نظامه 00