اليوم، الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن القائمة النهائية لمرشحي مجلس النواب    4474 وظيفة بالأزهر.. موعد امتحانات معلمي مساعد رياض الأطفال 2025 (رابط التقديم)    رابطة مصنعي السيارات: انخفاض الأسعار مستمر حتى بداية 2026.. وحالة ركود في البيع    سعر الذهب اليوم الخميس 23-10-2025 بالصاغة.. وعيار 21 الآن بعد الانخفاض الكبير    أسعار التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025    ترامب: حان وقت فرض العقوبات على روسيا    السيسي يدعو إلى البدء في جهود إعادة إعمار غزة بمشاركة الدول الأوروبية    هند الضاوي: هناك استنساخ إسرائيلي واضح للتجارب الأمريكية في الحروب والأزمات    رد فعل مفاجئ من محمد صلاح بعد جلوسه بديلاً في مباراة ليفربول ضد فرانكفورت    «لازم تتعلموا من تجربة زيزو».. رسالة أشرف قاسم لمجلس الزمالك بشأن حسام عبد المجيد    أعمدة الدخان غطت سماء المنطقة، حريق هائل قرب المعهد العالي للعلوم الإدارية بالشرقية (فيديو)    «توخوا الحذر».. تحذير شديد من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم: 3 ظواهر جوية تضرب البلاد    طفل دمنهور يلحق بشقيقه.. مصرع طفلين سقطا من الطابق التاسع في البحيرة    والد المتهم تستر على الجريمة.. مفاجآت في قضية طفل الإسماعيلية يكشفها المحامي    علي الحجار يتأثر بغنائه «فلسطيني» في مهرجان الموسيقى العربية    «لدرجة أنها تجري وتهرب وتختبئ».. منى الشاذلي تعلق على وصف الجمهور ل حنان مطاوع ب«المغرورة»    عليك أن تفرض حدودك.. حظ برج القوس اليوم 23 أكتوبر    قرمشة من برة وطراوة من جوة.. طريقة تحضير الفراخ الأوكراني المحشية زبدة    هترم عضمك.. وصفة شوربة الدجاج المشوي التي تقاوم نزلات البرد    مش هتنشف منك تاني.. أفضل طريقة لعمل كفتة الحاتي (چوسي ولونها جميل)    ألونسو: سعيد من أجل بيلينجهام.. وصليت ألا يتعرض ميليتاو للطرد    دوري أبطال آسيا 2 - النحاس يخسر في المباراة الأولى مع الزوراء.. والنصر ينتصر بغياب رونالدو    أبطال أوروبا - بايرن ميونيخ لا يتوقف عن الفوز.. وتشيلسي يكتسح أياكس بخماسية    دوللي شاهين تحقق أول مليون مشاهدة على «يوتيوب» بكليب «ترند»    د.حماد عبدالله يكتب: " للخصام " فوائد !!    ضياء رشوان: الاتحاد الأوروبي يدرك دور مصر المهم في حفظ السلام بمنطقة القرن الإفريقي    ماشوفناش بعض من ساعة، علي الحجار يمازح المايسترو أحمد عاطف بمهرجان الموسيقى العربية (فيديو وصور)    أحمد ساري: الاتحاد يستحق الفوز على الأهلي.. و«جنش» تعرض لظلم كبير    عضو الإسماعيلي السابق: نصر أبو الحسن أدخل أموال لحساب النادي دون قرار إداري    جامعة فرجينيا تتوصل إلى اتفاق لوقف التحقيقات التي تجريها إدارة ترامب    ضياء رشوان: مصر أصبحت من شركاء الاتحاد الأوروبي.. والأوروبيون لا يجاملون أحدا    علي أبو جريشة: إدارات الإسماعيلي تعمل لمصالحها.. والنادي يدفع الثمن    محافظ البحر الأحمر: 75% من إنتاج بترول مصر يخرج من رأس غارب    مواقيت الصلاة في أسيوط غدا الخميس 23102025    داعية إسلامي: زيارة مقامات آل البيت عبادة تذكّر بالآخرة وتحتاج إلى أدب ووقار    انضمام 12 عالمًا من جامعة المنصورة إلى عضوية اللجان الوطنية بأكاديمية البحث العلمي    توجيهات بإنشاء صالة لياقة بدنية متكاملة لخدمة طلاب جامعة المنيا    توزيع مستلزمات مدرسية على الطلاب الأكثر احتياجا في دمياط    رئيس جامعة بنها يطمئن على طلاب كلية الفنون التطبيقية المصابين في حادث أسوان    إيناس جوهر رئيسًا لجنة إعلام الخدمة العامة.. وعمرو خفاجي مقررًا    الخارجية الفلسطينية: لن يكون لإسرائيل أي سيادة على الضفة والقدس والقطاع    يويفا يعلن قائمة الأسرع فى دورى أبطال أوروبا وسرعة محمد صلاح القصوى    تامر حبيب يشيد بفيلم «السادة الافاضل» بعد عرضه في مهرجان الجونة    المتروبوليتان يحتفى ب «آلهة مصر القديمة»    طرح البوستر الرسمي لفيلم "قصر الباشا" بطولة أحمد حاتم    مدبولي يواصل تبرير رفع أسعار الوقود بأرقام مضللة..انخفاض البترول يفضح أكاذيب تكلفة السولار ب 20 جنيها    مصرع رسام الشارع الاخرس صدمه قطار بالمنيا    هل القرآن الكريم شرع ضرب الزوجة؟.. خالد الجندي يجيب    هل يجوز احتساب جزء من الإيجار من زكاة المال؟.. أمين الفتوى يجيب    تجديد حبس صاحب محل موبايلات في «جريمة المنشار بالإسماعيلية» 15 يوما    صور| مصرع شابين سقط بهما مصعد كهربائي بطنطا    صندوق استصلاح الأراضى بالوادى الجديد يوافق على جدولة ديون المشروعات الزراعية    نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالى يشهدان افتتاح مؤتمر الجمعية المصرية للصدر    محافظ شمال سيناء يستقبل نائب وزير الصحة لبحث جاهزية المنشآت الصحية (صور)    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة الشهر الكريم وأحكام الرؤية الشرعية    "وان أوف وان" تطلق مشروعين جديدين في الشيخ زايد والتجمع السادس    فى ذكرى تدمير المدمرة ايلات ..اسرائيل : "ضربة موجعة" لإسرائيل في أعقاب حرب 1967    الرقابة المالية تمد وقف تلقي طلبات التأسيس لنشاطي التمويل الاستهلاكي ومتناهي الصغر بالطرق التقليدية لمدة عام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في كتاب هنا وهناك - نحو تحليل العلاقة بين الشتات الفلسطيني والمركز - للكاتب د. سري حنفي
نشر في شباب مصر يوم 04 - 11 - 2014

يعترف الكاتب بداية بصعوبة تناول موضوع ساخن حول فلسطينيي الخارج من لاجئين ومهاجرين وعائدين تناقش مصيرهم وفود فلسطينية وإسرائيلية وعربية ، خاصة وان الكاتب هو نفسه لاجئ ومهاجر وعائد في نفس الوقت ، على الرغم من محاولته قطع الصلة بذاكرته الجماعية والفصل بين سياسة الهوية وسياسة المعرفة والاعتماد في المنهجية البحثية على أبحاث ميدانية أجريت بين العامين 1994 – 1995ومقابلات مع شرائح اقتصادية واجتماعية لفلسطينيي الشتات في بلدان مختلفة ودراسات مبرمجة في إطار مشروع بحثي لمركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية (Cedej ) حول تقويم الشبكات الاجتماعية والاقتصادية لرجال الأعمال الفلسطينيين المقيمين في الخارج كوحدة تحليلية في محاولة منه للمساهمة في النقاش حول الهوية الاقتصادية الإثنية ودور الشركات في العولمة الاقتصادية والسلوك القومي للمهاجرين ما بين بلد الأصل وبلد الإقامة وإشكالية العلاقة بين الشتات والمركز " الأراضي الفلسطينية " وضمن جاليات الشتات وبينها وبين المجتمع المستقبل ، ويتناول الكاتب العلاقة بين الشتات والمركز في ثلاث محاور وهي
محور العلاقة الاجتماعية بين جاليات الشتات والمركز ( الاراضى الفلسطينية ) و ( منظمة التحرير الفلسطينية ) في تكوين مركز ثقل لربط الشتات بعضه مع بعض
ومحور العلاقة الاقتصادية بين الجاليات الفلسطينية وبينها وبين المركز
ومحور العلاقة بين الشتات وبين المركز وإمكانية العودة الفيزيائية " الجسدية "والسيبر قضائية"ربط العلماء والخبراء والمغتربين الفلسطينيين مع المركز من خلال شبكة إنترنتية
وقد تناول الكاتب هذه المحاور الثلاثة في ثلاث أبواب وتسعة فصول
تناول الفصل الأول موضوع إشكالية تصنيف فلسطينيي الخارج وتأثير ذلك على إنتاج المعرفة والخطاب السياسي والعلاقة مع مجتمعات اللجوء والاستقبال والأراضي الفلسطينية أو دولة فلسطين القادمة في إطار حقل دراسات الهجرة بإشكالها المختلفة القسرية والإرادية والاقتصادية من خلال المنظورات المحورية التي تحكم إنتاج المعرفة عن المهاجر بكل أنواعه بمن فيهم اللاجئ من خلال أربع منظورات محورية ( Paradigms )
منظور يحاول رؤية المهاجر على انه عنصر مغترب (Alienated agent ) أما أن يسير في إطار صيرورة الانصهار والتأقلم الثقافي ( ( Acculturation في يلد الهجرة مقابل آن يقوم المجتمع المستقبل بالتسامح مع المهاجر في بعض الخصوصيات في المجال الخاص وبعض الأحيان في المجال العام ( Public Sphere ) وتلبية رغبات الأقلية في أن تكون مرئية ولكن دون أن تتجاوز حد التسامح والنظرة إلى الثقافة الغربية على أنها العادية التي تقاس على أساسها درجة التسامح أو أن يعيش حياة اغترابية ضمن أثنية معينة
ومنظور يتعلق باتجاه التعددية الثقافية الذي تتبناه كثير من الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا والسويد باعتبارها صفة مميزة للحفاظ على التنوع الثقافي في ظل العلاقات غير المتكافئة بين ثقافة الأقليات وثقافة الأكثرية
ومنظور عبر القومية وهو يتعلق بقدرة المهاجر على المشاركة والمساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كلا البلدين المرسل والمستقبل
ومنظور يتعلق بمفهوم الشتات ( ( Diasporaأي تبعثر شعب خارج حدود بلاده اقتلاعا أو بشكل طوعي
ولكن هذه المنظورات أهملت بدرجات متفاوتة مفهوم ذات المهاجر ودورها في تحديد علاقته مع البيئة المحيطة في الوطن المستقبل وفي تحديد هويته التي يشعر بها والتي يمكن أن تلعب دورا هاما في تغيير مجرى حياته .
تصنيف فلسطينيي الخارج
نظرا لخصوصية الحالة الفلسطينية اكتفى الكاتب بتصنيفين لدراسة فلسطينيي الخارج ، الأول حسب الوضع القانوني في البلد المستقبل وحقهم في العودة ، والثاني وفقا لسبب الخروج من فلسطين
تصنيف الفلسطينيين حسب الوضع القانوني في البلد المستقبل وحقهم في العودة إلى فلسطين
فلسطينيو الشتات وهم جزء من الشعب الفلسطيني المنفي الذين اندمجوا في المجتمع المستقبل ولهم وضع قانوني بواسطة جنسية أو إقامة دائمة كما هو الحال في الأردن والولايات المتحدة وكندا واستراليا وبعض الدول الأوربية .
وفلسطينيو الترانزيت وهم الذين لهم وضع قانوني مؤقت وينتظرون العودة إلى مدنهم وقراهم التي ولدوا فيها أو على الأقل إلى كيان وطني فلسطيني وهم سكان مخيمات الشتات . والمهاجرون الاقتصاديون والمنصهرون الذين ذابوا في المجتمع المستقبل بسبب طول فترة الهجرة والظروف التي عاشوها في بلاد المهجر .
تصنيف الفلسطينيين وفقا لسبب الخروج من فلسطين
نظرا لارتباط الوضع الفلسطيني في الخارج بالوضع القانوني في المجتمع المستقبل والوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية وفق القوانين لإسرائيلية ، صنف الكاتب الفلسطينيين إلى الذين تعرضوا للهجرة القسرية إلى أربع فئات
الفئة الأولى الذين هاجروا قبل نكبة 1948 إلى أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة لأسباب اقتصادية أو للهروب من الخدمة العسكرية العثمانية
والفئة الثانية الفلسطينيون الذين اقتلعوا من أراضيهم عام 1948 ويقدر عددهم حسب أرقام الأمم المتحدة 726000
والفئة الثالثة الفلسطينيون الذين تركوا أراضيهم بعد حرب حزيران 1967 ويقدر عددهم بحوالي 350000 ، والفلسطينيون الذين لم يستطيعوا العودة لأنهم كانوا غائبين عندما قامت إسرائيل بحصر سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حزيران 1967
والفئة الرابعة الفلسطينيون الذين هاجروا لأسباب اقتصادية بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران 1967
لكن وبعد اتفاق أوسلو واقتراب مرحلة النقاش حول الحل النهائي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي برزت خمسة أوهام ارتبطت بالنظر إلى قضية فلسطين ، ثلاثة منها تخص الحقلين الأكاديمي والسياسي الإسرائيلي واثنان يخصان الحقلين العربي والفلسطيني
الأوهام الإسرائيلية
الأول يتلخص في أن الحراك الجغرافي في عصر العولمة تجاوز حدود الدولة الوطنية والقومية بحيث لم يعد هناك أي معنى للوطن أو للجنسية
والثاني يتلخص في أن الإبقاء على المخيمات الفلسطينية هو قرار سياسي لابتزاز إسرائيل والثالث يتلخص في دمقرطة قضية اللاجئين باعتبارها قضية إنسانية لحالات فردية تدرس كل واحدة على حده .
الوهمان الفلسطيني والعربي
الأول يطرح قضية اللاجئين ضمن ثنائية ضيقة العودة أو التوطين
والثاني يتمثل في الربط ربطا عضويا بين قضية اللاجئين وبين وجودهم في المخيمات .
وتناول الفصل الثاني الشبكات الفلسطينية المحلية أي ما تحت الوطني والوطني وما فوق الوطني في الشتات بين الاتصال والانقطاع ، والعوامل التي دعمت الهوية الفلسطينية على الرغم من التبعثر وطول فترة الهجرة ، ودور منظمة التحرير الفلسطينية في ربط الشتات مع الوطن الأم والقضية الفلسطينية وتوعية الرأي العام الأوروبي والأمريكي بالقضية الفلسطينية وجمع التبرعات والمساعدات وحاجة الشتات الفلسطيني إلى مركز ثقل يتسم بوظيفتين ، الأولى نشر المعلومات بين الجاليات الفلسطينية ، والثانية مكان لتسهيل التقاء الأقارب والأصدقاء خاصة وان منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وفصائلها وبفعل مجموعة من العوامل أهمها الصراعات الداخلية ضمن الفصائل والتركيبة غير الديمقراطية للمنظمات الشعبية جعل نفوذها ضعيفا في الأراضي الفلسطينية .
وتناول الفصل الثالث دور رجل الأعمال المبادر في الاقتصاد الفلسطيني في الشتات والبؤر التركزية الاقتصادية لأكثر من 600 رجل أعمال فلسطيني منتشرين في التجمعات الكبيرة في أنحاء العالم ، وكذلك الشبكات الاقتصادية وأهميتها قبل النكبة والنكسة والدور الذي لعبه كل من الرحيل والاقتلاع في تمزيقها وإعادة هيكلتها وانتشارها في المناطق المجاورة لفلسطين في سوريا وشرق الأردن ومصر .
وتناول الفصل الرابع الوجود الفلسطيني في الإمارات العربية المتحدة والذي يعود لأسباب اقتصادية وأسباب سياسية تتعلق بالقمع السياسي لهم في دول اللجوء الأول ، وكذلك الحياة الاجتماعية التي تقوم على تجاور الأعراق والانعزالات الاثنية ضمن بؤر تركزية اقتصادية متنافسة في التعليم والتجارة والصناعة والبناء والزراعة والسياحة والخدمات ، واثر التطورات السياسية وحربي الخليج الأولى والثانية وبداية التراجع الاقتصادي في المنطقة وإلغاء عقود الكثير من الفلسطينيين وخروج ما يزيد عن 300000 فلسطيني من الكويت ومنطقة الخليج عموما إلى كندا والولايات المتحدة بحثا عن جواز سفر يعفيهم من القيود المفروضة على تنقلهم وسفرهم وعملهم طالما أن الدول العربية لم تمنحهم الإقامة الدائمة ، وطالما أن مستقبل المناطق الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967 لم يبت بعد في المفاوضات .
وتناول الفصل الخامس اقتصاد الجاليات الفلسطينية في ارويا والتي تتكون من طلاب قرروا البقاء بعد انتهاء دراستهم في بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا واسبانيا ، ومن ألاف اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا من لبنان إلى الدول الاسكندينافية ولم تكن لديهم أية كفاءات علمية أو مهنية ، وانعكاس طبيعة البني الاجتماعية للجاليات الفلسطينية ، وطبيعة اقتصاد المجتمع المستقبل في غلبة الزيادة الفردية ، وكذلك دراسة العلاقة بين إشكال الزيادة والشبكات الاجتماعية والاقتصادية لوضع بعض الأفكار حول إمكانية عودة جزء من الشتات إلى الأراضي الفلسطينية في ظل عملية التسوية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من هشاشة الوضع السياسي والاقتصادي لهذه الأراضي .
وتناول الفصل السادس اقتصاد رجال الأعمال الفلسطينيين في إسرائيل في مجالات تجارة الجملة والمفرق والمواد الغذائية والأثاث والأدوات المنزلية والسياحة ومواد البناء ومدى استقلالية أو تبعية الاقتصادات الفلسطينية في إسرائيل لاقتصادات الأغلبية اليهودية الإسرائيلية ، وهل يمكن اعتبار الاقتصاد الفلسطيني حلقة من حلقات الاقتصاد الإسرائيلي في الوقت الذي يطرح فيه خطاب الكثير من رجال الأعمال الفلسطينيين في إسرائيل موضوعية الاستقلالية مبررين بذلك موقفهم المؤيد للتطبيع الاقتصادي بين الاقتصاد العربي في إسرائيل والاقتصادات العربية الأخرى ، كما تناول هذا الفصل العلاقة بين فلسطينيي الخط الأخضر مع فلسطينيي الكيان الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ، وتأثير الاغلاقات التي تتابعت في الفترة من 1995 – 1997 ووصول " نتنياهو " إلى الحكم في تدهور العلاقة بين طرفي الخط الأخضر وخاصة أن رجال الأعمال الفلسطينيين في إسرائيل لا يشكلون مجموعة منظمة وإنما مجموعات متفرقة تحكم مواقفهم اعتبارات اقتصادية وسياسية ووطنية مختلفة .
وتناول الفصل السابع محددات موضوع العودة ، المحدد ألهوياتي وإمكانية الخيار أي ضعف الارتباط ألهوياتي لفلسطيني الخارج مع المجتمع المستقبل وخاصة في الدول العربية .
والمحدد الاقتصادي والاجتماعي باعتبار أن العائد ليس كائنا ذو نزعة وطنية محضة يعود إلى الوطن بغض النظر عن موضوعات تتعلق بالعمل وحرية التعبير والانتماء والحق في ممارسة حياته الشخصية وهو الذي عاش في بلد له عادات وتقاليد تختلف عن تلك الرائجة في المجتمع الفلسطيني ، لذلك فإن افتراض أن عودة فلسطيني الخارج بديهية خطأ ، وافتراض أن العودة مرتبطة بموضوع الاستيعاب المادي خطأ آخر .
وتناول الفصل الثامن دراسة مساهمة الشتات في اقتصادات الأراضي الفلسطينية الناشئة عن طريق الاستثمارات أو الهبات الإنسانية والعائلية والخبرات العملية والعلمية والتكنولوجية في ظل عملية التسوية ولكن دون أن يرتبط بصورة ميكانيكية بالمركز ، كما تناول ضعف العلاقات الترابطية بين راس المال المتوفر والاستثمارات كما بينت الأبحاث الميدانية لأن أغلبية المستثمرين من صغار ومتوسطي رجال الأعمال ومن فئة الموظفين الذين راكموا بعض المدخرات وذلك بسبب عدم استقرار الحالة السياسية والاقتصادية وارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي وضعف وسائل الإعلام ولاتصال الجديدة .
وتناول الفصل التاسع مساهمة الشتات في بناء الكيان الفلسطيني عبر العودة " السيبر فضائية " من خلال وسائل الاتصال الحديثة من بريد الكتروني وانترنت وقنوات تلفزيونية عالمية ومحلية نظرا لصعوبة العودة الفيزيائية وذلك من خلال تجربتين
الأولى أسسها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ( UNDP ) وهو برنامج نقل المعرفة عبر المغتربين ( The Transfer Of Knowledge Through Expatriate National ) المسمى ( تكتن - Tokten )
والثانية تجربة أسستها السلطة الوطنية الفلسطينية على شكل شبكة " انترنتية ، لربط العلماء والخبراء المغتربين الفلسطينيين مع الداخل للاستفادة من كفاءات العلماء للتنمية في فلسطين
( Palestine scientists and technologists abroad ) وتسمى ( باليستا PALESTA )
وذلك بالإضافة الى مشروع عبر الحدود ( Across Border ) وهو مشروع انترنت يهدف الى التعريف بالمخيمات الفلسطينية وربط بعضها ببعض .
وأخيرا وعوضا عن الخاتمة تناول الكاتب الشتات الفلسطيني وشكل الدولة الفلسطينية وتأثير النكبة في خلق سوسيولوجيا مزدوجة فيها الاستمرار الاجتماعي حيث ينقل اللاجئ المهاجر عاداته وتقاليده وطبقته الاجتماعية إلى بلاد اللجوء بحيث تتحول المخيمات الفلسطينية إلى قرى فلسطينية خارج حدود الوطن ، وفيها الانقطاع ألهوياتي حيث تتلون الهوية الوطنية تبعا للتكوينات الهوياتية الأخرى ، والانقطاع الطبقي حيث أثرت النكبة في تشكيل ارستقراطية خبراتية حديثة ، والانقطاع في العلاقات العائلية مما أدى بالإضافة إلى خلق علاقات مع الوطن الثاني " المجتمع المستقبل " إلى جعل قرار العودة قرارا صعبا خاصة عندما تكون هجرة جديدة ، وهذا ما يبرر أهمية إعطاء اللاجئ حرية الاختيار بين البقاء والعودة ، كما تناول شكل الدولة حيث اقترح شكلين ، الأولى دولة قومية ذات حيز جغرافي متغير يعيش شعبها في أي مكان في العالم بمعنى انه أينما يذهب الشعب تذهب معه دولته ، والثاني ما يمكن تسميته دولة فلسطينية ذات جغرافية عابرة لحدودها وهي الدولة التي تملك حدودا محدودة ولكن ترتبط مع دول شتات شعبها باتفاقيات تسمح ان يعيش اللاجئون فيها في إطار مواطنتين أو مواطنة عبر قومية .
قراءة في كتاب
هنا وهناك
نحو تحليل العلاقة بين الشتات الفلسطيني والمركز
للكاتب د. سري حنفي
يوسف حجازي
يعترف الكاتب بداية بصعوبة تناول موضوع ساخن حول فلسطينيي الخارج من لاجئين ومهاجرين وعائدين تناقش مصيرهم وفود فلسطينية وإسرائيلية وعربية ، خاصة وان الكاتب هو نفسه لاجئ ومهاجر وعائد في نفس الوقت ، على الرغم من محاولته قطع الصلة بذاكرته الجماعية والفصل بين سياسة الهوية وسياسة المعرفة والاعتماد في المنهجية البحثية على أبحاث ميدانية أجريت بين العامين 1994 – 1995ومقابلات مع شرائح اقتصادية واجتماعية لفلسطينيي الشتات في بلدان مختلفة ودراسات مبرمجة في إطار مشروع بحثي لمركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية (Cedej ) حول تقويم الشبكات الاجتماعية والاقتصادية لرجال الأعمال الفلسطينيين المقيمين في الخارج كوحدة تحليلية في محاولة منه للمساهمة في النقاش حول الهوية الاقتصادية الإثنية ودور الشركات في العولمة الاقتصادية والسلوك القومي للمهاجرين ما بين بلد الأصل وبلد الإقامة وإشكالية العلاقة بين الشتات والمركز " الأراضي الفلسطينية " وضمن جاليات الشتات وبينها وبين المجتمع المستقبل ، ويتناول الكاتب العلاقة بين الشتات والمركز في ثلاث محاور وهي
محور العلاقة الاجتماعية بين جاليات الشتات والمركز ( الاراضى الفلسطينية ) و ( منظمة التحرير الفلسطينية ) في تكوين مركز ثقل لربط الشتات بعضه مع بعض
ومحور العلاقة الاقتصادية بين الجاليات الفلسطينية وبينها وبين المركز
ومحور العلاقة بين الشتات وبين المركز وإمكانية العودة الفيزيائية " الجسدية "والسيبر قضائية"ربط العلماء والخبراء والمغتربين الفلسطينيين مع المركز من خلال شبكة إنترنتية
وقد تناول الكاتب هذه المحاور الثلاثة في ثلاث أبواب وتسعة فصول
تناول الفصل الأول موضوع إشكالية تصنيف فلسطينيي الخارج وتأثير ذلك على إنتاج المعرفة والخطاب السياسي والعلاقة مع مجتمعات اللجوء والاستقبال والأراضي الفلسطينية أو دولة فلسطين القادمة في إطار حقل دراسات الهجرة بإشكالها المختلفة القسرية والإرادية والاقتصادية من خلال المنظورات المحورية التي تحكم إنتاج المعرفة عن المهاجر بكل أنواعه بمن فيهم اللاجئ من خلال أربع منظورات محورية ( Paradigms )
منظور يحاول رؤية المهاجر على انه عنصر مغترب (Alienated agent ) أما أن يسير في إطار صيرورة الانصهار والتأقلم الثقافي ( ( Acculturation في يلد الهجرة مقابل آن يقوم المجتمع المستقبل بالتسامح مع المهاجر في بعض الخصوصيات في المجال الخاص وبعض الأحيان في المجال العام ( Public Sphere ) وتلبية رغبات الأقلية في أن تكون مرئية ولكن دون أن تتجاوز حد التسامح والنظرة إلى الثقافة الغربية على أنها العادية التي تقاس على أساسها درجة التسامح أو أن يعيش حياة اغترابية ضمن أثنية معينة
ومنظور يتعلق باتجاه التعددية الثقافية الذي تتبناه كثير من الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا والسويد باعتبارها صفة مميزة للحفاظ على التنوع الثقافي في ظل العلاقات غير المتكافئة بين ثقافة الأقليات وثقافة الأكثرية
ومنظور عبر القومية وهو يتعلق بقدرة المهاجر على المشاركة والمساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كلا البلدين المرسل والمستقبل
ومنظور يتعلق بمفهوم الشتات ( ( Diasporaأي تبعثر شعب خارج حدود بلاده اقتلاعا أو بشكل طوعي
ولكن هذه المنظورات أهملت بدرجات متفاوتة مفهوم ذات المهاجر ودورها في تحديد علاقته مع البيئة المحيطة في الوطن المستقبل وفي تحديد هويته التي يشعر بها والتي يمكن أن تلعب دورا هاما في تغيير مجرى حياته .
تصنيف فلسطينيي الخارج
نظرا لخصوصية الحالة الفلسطينية اكتفى الكاتب بتصنيفين لدراسة فلسطينيي الخارج ، الأول حسب الوضع القانوني في البلد المستقبل وحقهم في العودة ، والثاني وفقا لسبب الخروج من فلسطين
تصنيف الفلسطينيين حسب الوضع القانوني في البلد المستقبل وحقهم في العودة إلى فلسطين
فلسطينيو الشتات وهم جزء من الشعب الفلسطيني المنفي الذين اندمجوا في المجتمع المستقبل ولهم وضع قانوني بواسطة جنسية أو إقامة دائمة كما هو الحال في الأردن والولايات المتحدة وكندا واستراليا وبعض الدول الأوربية .
وفلسطينيو الترانزيت وهم الذين لهم وضع قانوني مؤقت وينتظرون العودة إلى مدنهم وقراهم التي ولدوا فيها أو على الأقل إلى كيان وطني فلسطيني وهم سكان مخيمات الشتات . والمهاجرون الاقتصاديون والمنصهرون الذين ذابوا في المجتمع المستقبل بسبب طول فترة الهجرة والظروف التي عاشوها في بلاد المهجر .
تصنيف الفلسطينيين وفقا لسبب الخروج من فلسطين
نظرا لارتباط الوضع الفلسطيني في الخارج بالوضع القانوني في المجتمع المستقبل والوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية وفق القوانين لإسرائيلية ، صنف الكاتب الفلسطينيين إلى الذين تعرضوا للهجرة القسرية إلى أربع فئات
الفئة الأولى الذين هاجروا قبل نكبة 1948 إلى أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة لأسباب اقتصادية أو للهروب من الخدمة العسكرية العثمانية
والفئة الثانية الفلسطينيون الذين اقتلعوا من أراضيهم عام 1948 ويقدر عددهم حسب أرقام الأمم المتحدة 726000
والفئة الثالثة الفلسطينيون الذين تركوا أراضيهم بعد حرب حزيران 1967 ويقدر عددهم بحوالي 350000 ، والفلسطينيون الذين لم يستطيعوا العودة لأنهم كانوا غائبين عندما قامت إسرائيل بحصر سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حزيران 1967
والفئة الرابعة الفلسطينيون الذين هاجروا لأسباب اقتصادية بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران 1967
لكن وبعد اتفاق أوسلو واقتراب مرحلة النقاش حول الحل النهائي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي برزت خمسة أوهام ارتبطت بالنظر إلى قضية فلسطين ، ثلاثة منها تخص الحقلين الأكاديمي والسياسي الإسرائيلي واثنان يخصان الحقلين العربي والفلسطيني
الأوهام الإسرائيلية
الأول يتلخص في أن الحراك الجغرافي في عصر العولمة تجاوز حدود الدولة الوطنية والقومية بحيث لم يعد هناك أي معنى للوطن أو للجنسية
والثاني يتلخص في أن الإبقاء على المخيمات الفلسطينية هو قرار سياسي لابتزاز إسرائيل والثالث يتلخص في دمقرطة قضية اللاجئين باعتبارها قضية إنسانية لحالات فردية تدرس كل واحدة على حده .
الوهمان الفلسطيني والعربي
الأول يطرح قضية اللاجئين ضمن ثنائية ضيقة العودة أو التوطين
والثاني يتمثل في الربط ربطا عضويا بين قضية اللاجئين وبين وجودهم في المخيمات .
وتناول الفصل الثاني الشبكات الفلسطينية المحلية أي ما تحت الوطني والوطني وما فوق الوطني في الشتات بين الاتصال والانقطاع ، والعوامل التي دعمت الهوية الفلسطينية على الرغم من التبعثر وطول فترة الهجرة ، ودور منظمة التحرير الفلسطينية في ربط الشتات مع الوطن الأم والقضية الفلسطينية وتوعية الرأي العام الأوروبي والأمريكي بالقضية الفلسطينية وجمع التبرعات والمساعدات وحاجة الشتات الفلسطيني إلى مركز ثقل يتسم بوظيفتين ، الأولى نشر المعلومات بين الجاليات الفلسطينية ، والثانية مكان لتسهيل التقاء الأقارب والأصدقاء خاصة وان منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وفصائلها وبفعل مجموعة من العوامل أهمها الصراعات الداخلية ضمن الفصائل والتركيبة غير الديمقراطية للمنظمات الشعبية جعل نفوذها ضعيفا في الأراضي الفلسطينية .
وتناول الفصل الثالث دور رجل الأعمال المبادر في الاقتصاد الفلسطيني في الشتات والبؤر التركزية الاقتصادية لأكثر من 600 رجل أعمال فلسطيني منتشرين في التجمعات الكبيرة في أنحاء العالم ، وكذلك الشبكات الاقتصادية وأهميتها قبل النكبة والنكسة والدور الذي لعبه كل من الرحيل والاقتلاع في تمزيقها وإعادة هيكلتها وانتشارها في المناطق المجاورة لفلسطين في سوريا وشرق الأردن ومصر .
وتناول الفصل الرابع الوجود الفلسطيني في الإمارات العربية المتحدة والذي يعود لأسباب اقتصادية وأسباب سياسية تتعلق بالقمع السياسي لهم في دول اللجوء الأول ، وكذلك الحياة الاجتماعية التي تقوم على تجاور الأعراق والانعزالات الاثنية ضمن بؤر تركزية اقتصادية متنافسة في التعليم والتجارة والصناعة والبناء والزراعة والسياحة والخدمات ، واثر التطورات السياسية وحربي الخليج الأولى والثانية وبداية التراجع الاقتصادي في المنطقة وإلغاء عقود الكثير من الفلسطينيين وخروج ما يزيد عن 300000 فلسطيني من الكويت ومنطقة الخليج عموما إلى كندا والولايات المتحدة بحثا عن جواز سفر يعفيهم من القيود المفروضة على تنقلهم وسفرهم وعملهم طالما أن الدول العربية لم تمنحهم الإقامة الدائمة ، وطالما أن مستقبل المناطق الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967 لم يبت بعد في المفاوضات .
وتناول الفصل الخامس اقتصاد الجاليات الفلسطينية في ارويا والتي تتكون من طلاب قرروا البقاء بعد انتهاء دراستهم في بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا واسبانيا ، ومن ألاف اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا من لبنان إلى الدول الاسكندينافية ولم تكن لديهم أية كفاءات علمية أو مهنية ، وانعكاس طبيعة البني الاجتماعية للجاليات الفلسطينية ، وطبيعة اقتصاد المجتمع المستقبل في غلبة الزيادة الفردية ، وكذلك دراسة العلاقة بين إشكال الزيادة والشبكات الاجتماعية والاقتصادية لوضع بعض الأفكار حول إمكانية عودة جزء من الشتات إلى الأراضي الفلسطينية في ظل عملية التسوية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من هشاشة الوضع السياسي والاقتصادي لهذه الأراضي .
وتناول الفصل السادس اقتصاد رجال الأعمال الفلسطينيين في إسرائيل في مجالات تجارة الجملة والمفرق والمواد الغذائية والأثاث والأدوات المنزلية والسياحة ومواد البناء ومدى استقلالية أو تبعية الاقتصادات الفلسطينية في إسرائيل لاقتصادات الأغلبية اليهودية الإسرائيلية ، وهل يمكن اعتبار الاقتصاد الفلسطيني حلقة من حلقات الاقتصاد الإسرائيلي في الوقت الذي يطرح فيه خطاب الكثير من رجال الأعمال الفلسطينيين في إسرائيل موضوعية الاستقلالية مبررين بذلك موقفهم المؤيد للتطبيع الاقتصادي بين الاقتصاد العربي في إسرائيل والاقتصادات العربية الأخرى ، كما تناول هذا الفصل العلاقة بين فلسطينيي الخط الأخضر مع فلسطينيي الكيان الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ، وتأثير الاغلاقات التي تتابعت في الفترة من 1995 – 1997 ووصول " نتنياهو " إلى الحكم في تدهور العلاقة بين طرفي الخط الأخضر وخاصة أن رجال الأعمال الفلسطينيين في إسرائيل لا يشكلون مجموعة منظمة وإنما مجموعات متفرقة تحكم مواقفهم اعتبارات اقتصادية وسياسية ووطنية مختلفة .
وتناول الفصل السابع محددات موضوع العودة ، المحدد ألهوياتي وإمكانية الخيار أي ضعف الارتباط ألهوياتي لفلسطيني الخارج مع المجتمع المستقبل وخاصة في الدول العربية .
والمحدد الاقتصادي والاجتماعي باعتبار أن العائد ليس كائنا ذو نزعة وطنية محضة يعود إلى الوطن بغض النظر عن موضوعات تتعلق بالعمل وحرية التعبير والانتماء والحق في ممارسة حياته الشخصية وهو الذي عاش في بلد له عادات وتقاليد تختلف عن تلك الرائجة في المجتمع الفلسطيني ، لذلك فإن افتراض أن عودة فلسطيني الخارج بديهية خطأ ، وافتراض أن العودة مرتبطة بموضوع الاستيعاب المادي خطأ آخر .
وتناول الفصل الثامن دراسة مساهمة الشتات في اقتصادات الأراضي الفلسطينية الناشئة عن طريق الاستثمارات أو الهبات الإنسانية والعائلية والخبرات العملية والعلمية والتكنولوجية في ظل عملية التسوية ولكن دون أن يرتبط بصورة ميكانيكية بالمركز ، كما تناول ضعف العلاقات الترابطية بين راس المال المتوفر والاستثمارات كما بينت الأبحاث الميدانية لأن أغلبية المستثمرين من صغار ومتوسطي رجال الأعمال ومن فئة الموظفين الذين راكموا بعض المدخرات وذلك بسبب عدم استقرار الحالة السياسية والاقتصادية وارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي وضعف وسائل الإعلام ولاتصال الجديدة .
وتناول الفصل التاسع مساهمة الشتات في بناء الكيان الفلسطيني عبر العودة " السيبر فضائية " من خلال وسائل الاتصال الحديثة من بريد الكتروني وانترنت وقنوات تلفزيونية عالمية ومحلية نظرا لصعوبة العودة الفيزيائية وذلك من خلال تجربتين
الأولى أسسها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ( UNDP ) وهو برنامج نقل المعرفة عبر المغتربين ( The Transfer Of Knowledge Through Expatriate National ) المسمى ( تكتن - Tokten )
والثانية تجربة أسستها السلطة الوطنية الفلسطينية على شكل شبكة " انترنتية ، لربط العلماء والخبراء المغتربين الفلسطينيين مع الداخل للاستفادة من كفاءات العلماء للتنمية في فلسطين
( Palestine scientists and technologists abroad ) وتسمى ( باليستا PALESTA )
وذلك بالإضافة الى مشروع عبر الحدود ( Across Border ) وهو مشروع انترنت يهدف الى التعريف بالمخيمات الفلسطينية وربط بعضها ببعض .
وأخيرا وعوضا عن الخاتمة تناول الكاتب الشتات الفلسطيني وشكل الدولة الفلسطينية وتأثير النكبة في خلق سوسيولوجيا مزدوجة فيها الاستمرار الاجتماعي حيث ينقل اللاجئ المهاجر عاداته وتقاليده وطبقته الاجتماعية إلى بلاد اللجوء بحيث تتحول المخيمات الفلسطينية إلى قرى فلسطينية خارج حدود الوطن ، وفيها الانقطاع ألهوياتي حيث تتلون الهوية الوطنية تبعا للتكوينات الهوياتية الأخرى ، والانقطاع الطبقي حيث أثرت النكبة في تشكيل ارستقراطية خبراتية حديثة ، والانقطاع في العلاقات العائلية مما أدى بالإضافة إلى خلق علاقات مع الوطن الثاني " المجتمع المستقبل " إلى جعل قرار العودة قرارا صعبا خاصة عندما تكون هجرة جديدة ، وهذا ما يبرر أهمية إعطاء اللاجئ حرية الاختيار بين البقاء والعودة ، كما تناول شكل الدولة حيث اقترح شكلين ، الأولى دولة قومية ذات حيز جغرافي متغير يعيش شعبها في أي مكان في العالم بمعنى انه أينما يذهب الشعب تذهب معه دولته ، والثاني ما يمكن تسميته دولة فلسطينية ذات جغرافية عابرة لحدودها وهي الدولة التي تملك حدودا محدودة ولكن ترتبط مع دول شتات شعبها باتفاقيات تسمح ان يعيش اللاجئون فيها في إطار مواطنتين أو مواطنة عبر قومية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.