إلى من أحبه قلبى بلا حدود ، ومن جعله الله سبباً لى فى الوجود ، وقدّر لى أن أفقده وانا فى ريعان شبابى وفى عز أحتياجى إليه ، فقد وارا جسدك التراب ، ولكنه لم يوارى روحك أو أسمك ، فأنت مازلت معنا لم تغب عنا، نشعر بك فى كل مكان بالبيت ، روحك تحرسنا من كل شر ، وتربيتك الصالحة لى ولأخوتى هى بر الأمان الذى رسونا عليه بعد غيابك عنا ، إسمك سيظلُ ملاصقاً لى طوال حياتى ، أعتز بهِ وأعتز أكثر بأنك من أختارت لى إسمى ، فذاتى منك ، وذاتك منى ، ولا أعلم إن كنت أنا جزءاً منك أو كنت أنت جزءاً منى ، لأننا شيئاً واحد لا يمكن أن يتجزأ إلى شيئين ، وأن كنت رحلت عنا فوجودى أنا وأشقائى فى الحياه هو إمتداد لوجودك أنت ، وقد لا نراك بأعيننا ، ولكن نراك بعيون قلوبنا التى لا تخطئ ، فمازلتُ أتذكر نظرات الرضا فى عينيك عندما كنتُ أفعل شيئاً يسعدك ، وكذلك أتذكر نظرات الغضب الحنون التى لم تؤذينى ولكنك توجهنى بها ، فهى كانت نظرات لا تجعلنى أخاف منك ولكنها نظرات كانت تجعلنى أحترمك أكثر لخوفك عليّا وحرصك على مصلحتى ، فأنا الآن أفتقد لتلك المشاعر الحنونة ، وأفتقد لمن كنتُ أستند عليهِ فى المحن والشدائد ، ولكنها مشيئة الله التى لا أعتراض عليها ، فكل مانملكه لك هو الدعاء ، وأن نرضي الله سبحانه وتعالى حتى يُرضيك بنا ، ويجعل لك حسنْ تربيتنا فى كفة أعمالك الصالحة ، فأستقامتنا وصلاحنا هى سر إستجابة الله سبحانه وتعالى لدعائنا لك بالرحمة والمغفرة ، خاصة فى هذه الأيام الكريمة التى كنا نتمنى أن تكون معنا وبيننا فيها ، وأن تمس بيدك الحنونة على شعر رؤسنا ، وأن نرمى أنفسنا بين أحضانك وننعم بدفئها ، أياماً قد لاتعود إلينا ولكنها تعيش بداخلنا ، وذكريات هى ماتبقت لنا منك ، نعيش عليها ماتبقى لنا من عمر فى هذه الدنيا ، إلى أن يحين الآوان لأن نجتمع مرة أخرى فى دار البقاء ، فكل حبيب مع من أحب مادامت الأعمال صالحة والأفعال واحدة ، فسبل لقاءك هى رضاء المولى عز وجل حتى نستطيع اللحاق بك على نفس الدرب ، فإلى أن يحين الأوان ياربى إغفر له كافة ذنوبه وخطاياه ، وإجعل أعمالنا الصالحة مدداً لأعماله الصالحة ، يثابُ عليها كما نثابُ نحنُ عليها ، فهى نتيجة ماتعلمناهُ منه وعلى يديهِ ، عندما حرص على أن يغرس فينا تعاليم دينك ، وعندما ربّانا على محبة رسولك ، وعندما علمنا كيفية صلاتك ، فأجعلنا نحنُ له مغفرة ورحمة داخل قبره ، ويوم بعثه ، ونوراً بين يديه وأمامهِ وخلفهِ وتحته . يالله .. برحمتك تقبل ، وبعفوك إشمل ، فأنك سميعُُ بصير ، وللضعيف نصير ، وللمحتاج عون ، ولمن دعاك مستجيب ، فاجعل دعاءنا لأحبائنا مستجاب ، وإجعل نتائج هذا الدعاء يصل لمن لنا تحت التراب ، ونوراً لهم فى الظلام ، ومظلة رحمة عليهم تشملهم بها إلى أن تقوم الساعة ( آمين ياخالق الأرض والسماء والعالمين ) . .