"روحى يا شيخ منك لله "قالتها سيدة فى العقد الخامس من عمرها بكل مرارة الدنيا.فاقتربت منها هامسا :خالتى العزيزة لا تدعى على أحد وفوضى أمرك إلى الله ،فقالت ونعم بالله يابنى .فقلت لها تسمحى لى أعرف يا أمى حكايتك ؟ قالت : ظلمنى أخى فأكل حقى فى ميراثى من أبى و لما طالبته به نهرنى وضربنى بيده و بقدمه ولم يتوقف عن ذلك حتى خلصنى منه أحد الجيران. كانت هذه قصة سيدة تجرعت نصيبها من الظلم بدلا من نصيبها فى إرث والدها . أكل المواريث جريمة بكل معانيها وتعدى صارخ لحد من حدود الله تعالى لا يجرؤ على ارتكابها إلا مجرم تعمد تخطى حدود الله . ولقد بحت أصواة الدعاة والخطباء من فوق المنابر ولكن لسان الحال يقول : لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى .طبع سىء جبل عليه عدد غير قليل من الناس وأجادوا فنه فأصبحوا أساتذة فى أكل الحقوق وتخطى الحدود وظلم البنات والنساء وحرمانهن من حقهن الطبيعى وتفضيل البنين عليهن وإلغاء آيات القرآن ،فالله تعالى يقول "يوصيكم الله فى أولادكم ، للذكر مثل حظ الأنثيين " وأهواؤهم تقول غير ذلك فيجعلوا التركات كلها للبنين ويحرموا البنات : من المؤكد أنهم تجاهلوا قول ربنا " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه ، بئس الشراب وساءت مرتفقا" ولم يعلموا حقيقة قول النبى صلى الله عليه و سلم " الظلم ظلمات يوم القيامة" والشاعر يقول : لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عيناك و المظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم . ولنا لقاء آخر