_عقب نجاح ثورتنا التاريخيه بدأ الجميع يرفعون شعار (نقطه ومن أول السطر ..) وبدأنا فى رسم طريق أحلامنا الورديه ومستقبلنا المشرق الذى سيعيدنا الى مواكبة العالم واللحاق به بعد أن أعادت لنا ثورتنا كرامتنا وإحترامنا أمام أنفسنا قبل الأخرون ، وسرعان ما شرعنا فى تنفيذ خططنا المستقبليه وقد كنا على يقين أننا سنواجه تحديات وصعوبات قد تولد بداخلنا الشعور بالإحباط الا أن ثقتنا فى وحدتنا التى ولدتها ثورتنا كانت هى المعين والدافع لمتابعة مسيرة حتم علينا القدر إستكمالها . _وبالفعل حدث ما توقعناه واستطعنا أن نتخطى تلك العقبات بداية بالبورصه وتداعياتها مرورا بالفتن الطائفيه التى لاحت فجأه فى سماء مصرنا وانتهاءاُ بالمساعدات الماليه التى تقدمها كافة فئات الشعب لمشروعات مستقبليه تسعى لإعادتنا على خارطة الطريق . _تخطينا كل هذا من أجل مصرنا ومن أجل الحفاظ عليها والنهوض بها ، إلى أن وصلنا لنقطة الرجوع تلك التى عقبت ردود فعل متباينه تجاه ما تقدمه قواتنا المسلحه من أفعال مبهمه أرجعها البعض لكونها جزء من نظام سابق تفشى وباءه وانتشر إلى أن طالت يداه جيشنا حامى حمى ثورتنا كما رسموا لنا ، إلا أن البعض الأخر مازال على إقتناع بأن جيشنا لمصون هو بمثابة خطا أحمر لا يجب أن نتعداه فهم من بذلوا قصار جهدهم وحموا ثورتنا وهم من أعادوا لنا مصرنا وحفظوها من الهلاك ، وكأنهم لا يدركون أنهم بهذا يساهمون فى صناعة ديكتاتوراُ أخر نحن فى غنا عن مواجهته أو التصدى له فى الفتره الراهنه ، ليثبتوا للعالم أننا شعبا يأبى أن يحيا بدون ديكتاتوريين يتحكمون فينا ويملون علينا خططهم لمسيرتنا المستقبليه . _وبناء على معطياتنا السابقه إضافة إلى ما قدمته قواتنا من المسلحه من براهين واضحه تؤكد على مسار القمع الذى تسعى لإستخدامه مع الشعب بداية من بياناتها التى باتت تحمل نبرة تهديد ووعيد ومن ثم ما قدمته من إتهامات نحو حركات سياسيه يشهد لها الجميع بنضالها وأخيرا مشهد العباسيه الذى بات بمثابة الشراره المهيئه للإنفجار فى أى لحظه ، كل هذا يضعنا على طريق البدايه لإنتفاضة ثوريه شعبيه ثانيه مجهولةُ عواقبها ، إلا أن الاختلاف هنا أننا لسنا فى مواجهة نظام قمعى فاسد مخوخ من داخله بات يزرع فى كره جميع من حوله طيلة سنوات حكمه إلى أنه حصد ما زرع بإنقلاب دفتا الشعب والجيش عليه ليطيحوا به أرضا ، وإنما سنكون فى مواجهة حصنا طالما أحببناه وأتخذناه رمزا نتباهى به أمام الشعوب التى خذلتها جيوشها ، إلى أنه وبكل أسف قد تحول من مناهض لثورتنا الى حائط سد يعوقنا عن المضى قدماُ فى تحقيق رغباتنا وتطلعاتنا المستقبليه . _ ولأننا تذوقنا الحريه وإحتسينا شراب العزة والكرامه بعدما تجرعنا المرارة والذل والقمع طيلة ما مضى من عمرنا فيصعب علينا كثيرا أن نتنازل عن حريتنا ثانيةُ حتى لو كلفنا هذا دماءنا التى لن تكون أغلى علينا ممن سبقونا وضحوا بها وحتى لو كان الثمن هو مواجهتهم ونحن عزل لنرددها كما رددناها من قبل (يسقط يسقط حكم العسكر ........). _فالخيار مازال بأيديكم إما أن تبرهنوا أنكم مازلتم جزء منا يسعى لحمايتنا ولحقن دمائنا وإنتشالنا من حرب أهليه سيفتعلها المغيبون تحت رايتكم ، وإما أن تسلكوا طريق من سبقوكم ، وفى كلتا الحالتين فإن شباب مصر لجديرون بحماية ثورتهم أو إستكمالها إن إستلزم الأمر .