إدارة الندوة : وائل لطفى شارك فيها : حمادة حسين - أسماء نصار - حسام محفوظ - عمرو الأنصارى - مصطفى ماهر تصوير : أحمد شوقى جانب من الندوة فى «روزاليوسف» اجتمعت مجموعة من زهور الثورة المصرية كان الهدف أن نسمع صوت الشباب وأن نلمس طريقة تفكيرهم، وأن ننطلق معهم فى حوار حر، من الثورة إلى المستقبل، ومن رأيهم فى أداء حكومة د. عصام شرف إلى علاقتهم بالمجلس العسكرى.. ومن رؤيتهم لحوادث الفتنة الطائفية إلى رؤيتهم للدولة المدنية ورئيس مصر القادم. فى هذا اللقاء سعت «روزاليوسف» إلى استضافة جميع ألوان الطيف السياسى، وجميع تجليات النسيج المصرى من ائتلاف شباب الثورة، استضفنا خالد عبدالحميد، وشادى الغزالى حرب، ومحمد عباس، ومصطفى شوقى وعبدالرحمن فارس. خالد عبد الحميد شادى الغزالى بيشوى مترى حسام محفوظ محمد عباس ومن شباب الأقباط كان معنا بيشوى مترى.. والمستشار أمير رمزى، ومن حركة «مقاومة» الطلابية كان معنا خالد عادل.. ومن حركة العدالة والحرية كان معنا محمد بدوى ومحمد صلاح.. كان الهدف أن نسمع صوت الشباب وهم يتحدثون بحرية ويغنون فى سماء الوطن وكان الهدف أن نمارس فضيلة الحوار التى غابت كثيرا عن هذا المجتمع.. وكان لابد لها من ثورة حتى تعود.. تحية للشباب وللحرية وللثورة تقدمها «روزاليوسف» على هذه الصفحات. «روزاليوسف»: فى البداية نرحب بكم كممثلين لشباب الثورة فى «روزاليوسف» التى عادت إلى أحضان الناس.. نحن نحتفى بكم كممثلين لشباب كانت لديهم القدرة على الحلم وتصديق هذا الحلم.. وتحمل الصعاب لسنوات متتالية حتى يتحول الحلم إلى حقيقة.. ونحن نعتبر أن شباب الثورة مثل الشخص الذى أخرج المارد من القمقم.. فخرج هذا المارد.. ونحن نريد أن نبدأ بسؤال: إلى أى مدى تعتبرون أن الثورة نجحت حتى الآن وبنسبة كم فى المائة.. ولماذا؟ عبد الرحمن فارس عضو ائتلاف شباب الثورة «مستقل»: لا أعتقد أن الثورة انتهت والذي حدث هو فقط سقوط رمز النظام وليس كل النظام وأعتقد أن الثورة حتى الآن نجحت بنسبة (03%)، مازال أمامنا طريق طويل لم ينته لأن هناك مؤسسات مازالت قائمة على الفساد ورغم محاولات التطهير هناك صعوبة لمواجهة هذه الكيانات الفاسدة التي زُرع بها الفساد على مدار ثلاثين عاماً بالإضافة إلى بعض المُنتفعين من عدم سقوط النظام والذين يحاولون استبدال مبارك بصورة أخرى له ومنهم بعض رجال الأعمال. شادي الغزالي من شباب الائتلاف عن حزب الجبهة: الثورة حتى الآن نجحت بنسبة (06% ) في تحقيق أهدافها وهذه النسبة قائمة على مؤشر رئيسي وهو أن الشعب المصري قد تغير واتضح ذلك يوم جمعة الإنقاذ عندما نزل الناس إلى الشارع ليقولوا أن الثورة لم تنته بعد.. والنجاح الأكبر الآن أن كل شخص أصبح مدركاً بأنه مشارك في الثورة ولن يستسلم للظلم أو الفساد الموجود في مؤسسته مثلما واجهت مؤسسة «روزاليوسف» الفساد الذي طالها من قبل.. وهذه هى روح الثورة التي نسعى إليها دائماً والتي ستغير من الواقع كثيراً. خالد عبد الحميد ممثل تيار التجديد الاشتراكي بائتلاف شباب الثورة: أعتبر أن الثورة لم تنجح بشكل كامل لأن النظام الاجتماعي مازال يسيطر عليه طبقة رجال الأعمال بصورة مختلفة وكذلك الخطة المدروسة التي تقاوم الاعتصامات والتظاهرات وتصفها بالثورة المضادة بالرغم من أن هذه الخطة هى الثورة المضادة التي تكتسب الثقة تحت شعارات الاستقرار وسير عجلة التنمية. خالد عادل من حركة «مقاومة» الطلابية: الثورة قامت على ثلاثة مطالب أساسية ( تغيير- حرية- عدالة اجتماعية) وعندما تحدث الحرية وتتحقق العدالة الاجتماعية سنقول إن الثورة قد نجحت بالفعل. - مصطفى شوقي ممثل تيار العدالة والحرية فى ائتلاف الشباب: هناك ثورات على مر التاريخ أحدثت تغييرا جذرياً في مجتمعاتها بكل مؤسساته ومضامينه السياسية التي كانت تتبع من قبل ويكون البديل مؤسسات شعبية تكون شريكة في اتخاذ القرار, وهذا لم يحدث في مصر حتى الآن لأن طبيعة الثورة لم ترتق إلى طبيعة هذه الثورات، لكن أعتقد أن ثورتنا قد تكون من الثورات التى تأخذ شكلاً تدريجياً، فالمرحلة الأولى تمت عندما اندمج بها قطاع واسع من الطبقة الوسطى العليا والدنيا، ثم انضمام شرائح أخرى خاصة من الفقراء نتيجة لعدم قدرة الثورة على تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية حقيقية للفقراء.. والأيام القادمة ستحدد لنا إمكانية حدوث تحول حقيقي أم لا. محمد عباس ممثل الإخوان بالائتلاف: لم نحقق من مطالب الثورة سوى (02% ) لأن النظام لم يسقط بأكمله حتى الآن وفقط تم تغيير الوزراء وحل البرلمان ولم تتم محاكمة الفاسدين وهناك تباطؤ يصل إلى التواطؤ في تحقيق باقي المطالب.. ومازالت لدينا محاذير فيما يخص المجلس العسكرى، مازالت هناك محاذير بالرغم من أن الثورة قامت لتأتي بالحرية المطلقة وانتقاد الأخطاء وأن نختار الطريق الذي يناسبنا.. أعتقد أن أمامنا طريقًا طويلاً في محاربة نظام فاسد عمره ثلاثون عاماً، ومشكلتنا ليست في الداخل فقط فهناك مشاكل خارجية تتعلق بالضغوط الأمريكية الصهيونية التي ترى أن ثورتنا ضد مصالحها وتعمل على إجهاضها من خلال الإتيان بشخصيات مختلفة تحقق نفس الأهداف السابقة، ومثال ذلك عندما قال وزير الخارجية «نبيل العربي» إن «مصر ملتزمة باتفاقية السلام ولكن يجب على إسرائيل أن تسدد بأثر رجعى فروق الأسعار في تصدير الغاز».. فكان رد إسرائيل عليه بأنه مُعاد للسامية!.. هناك درس تعلمناه بأنه لا مكاسب بلا ضغط لذلك سنستمر في ضغطنا وعملنا في الشارع لأن الشعب المصري أصبح واعياً ويخاف على الثورة وهذا ظهر يوم جمعة الإنقاذ. محمد صلاح من تيار العدالة والحرية: أرى أن الثورة لم تكتمل لذلك علينا أن نستمر في الشارع لضمان صنع حياة سياسية في مصر على أنقاض النظام البائد وسيحدث ذلك بالوعي السياسي وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الحقيقية. بيشوي متري من اتحاد شباب ماسبيرو وناشط قبطي: الثورة تمر بأربع مراحل.. الأولى كانت سقوط رءوس النظام وإن لم تتم محاسبتهم بعد، والمرحلة الثانية التي مازلنا بها حتى الآن هى التخلص من بقايا النظام والفساد الذي توارثه الشعب على مدار السنين السابقة، وإذا لم تنتقل الثورة إلى كل بيت في مصر، فلن نستطيع الانتقال للمراحل الأخرى.. لدي تخوف أن هناك أناسًا انتهازيين يستغلون عدم الوعي لمصالحهم التي هى ضد الثورة. - محمد بدوي من تيار العدالة والحرية: الثورة مازالت في مرحلة الانتفاضة الشعبية، ولم تتحول إلى ثورة تحقق مكاسب ثورية حقيقية حتى الآن غير أن هناك عمليات «تفريغ» للحالة الثورية كقانون الاعتصامات الذي تم إقراره، وانقسام الشارع لفريقين بين نعم ولا، بعد أن كان الشعب كيانًا واحدًا في مواجهة الطبقة الفاسدة المستبدة. وائل لطفى عبد الرحمن فارس مصطفى شوقى منذ وقت المظاهرات وإلى الآن ما هى رؤيتكم لأداء المجلس العسكري؟ - محمد عباس: نحن كشباب الائتلاف توقفنا لفترة وقررنا بدء هدنة مع الجيش على أساس جدول زمني يضعه الجيش لتحقيق باقي مطالب الثورة, لكن الفترة انتهت بعدم تحديد أي جدول زمني بل حدث تراجع شديد في تحقيق المطالب. وأرى أن المجلس العسكري به اتجاهات مختلفة من حيث دوره السياسي الحالي وهذا واضح فى اتخاذ القرارات.. هناك شد وجذب بين أعضاء المجلس حول اتخاذ أي قرار. «المجلس العسكري هو أداة في إيد الثورة»، فإذا استطعنا كثوار الحفاظ على روح الثورة سيلتزم الجيش بتحقيق هذه المطالب، ودليل على ذلك أننا منذ أن أعلنا عن النزول يوم جمعة الإنقاذ بدأت إرهاصات تحقيق المطالب ليحاول المجلس توصيل صورة أنه يلبى للثوار مطالبهم. - شادي الغزالى حرب: كنا نرى أن الشرعية الثورية هى الأساس الحاكم في المرحلة القادمة، لكن المجلس العسكري كان لديه رؤية أخرى بأن الشرعية الثورية انتهت بمجرد وجوده وللأسف ظهر بثوب «السلطة الأبوية» التي لم نكن نعترف بها في ظل النظام البائد وكذلك النظام القادم «لأنه ليس هناك أحد فوق المساءلة»، وهذه كانت مشكلة التواصل مع المجلس العسكري. بعض الناس رأوا في ذلك تجاوزاً من جانبنا تجاه الجيش، لكن نحن نرى أن هذه هى اللهجة الصحيحة والتي لا تقلل من احترامنا لرجال القوات المسلحة. - عبد الرحمن فارس: هناك أشياء حدثت وأزعجتنا بقوة عندما نزلت الشرطة العسكرية وفضت ميدان التحرير بالقوة، وأيضا العنف الذي حدث ضد اعتصام طلبة كلية الإعلام.. لأننا نعرف أن عقيدة الجيش المصري هى حماية حدود الوطن فقط دون أي احتكاك داخلي مع الشعب. - المستشار أمير رمزى : الأقباط أيضاً لديهم تخوفات مبنية على شواهد وثلاثة أولها ما حدث فى دير الأنبا بيشوى والذى كانت نتيجة قتيل وتسعة مصابين وكان هناك عنف بالغ، والموقف الثانى ما حدث فى المقطم والجيش كان يمنع دخول أى شخص وأيضاً كان هناك مصابون. والموقف الثالث ما حدث فى ماسبيرو فى آخر يوم اعتصام حيث طلب بعض المعتصمين الأنتظار حتى السادسة صباحاً ليذهبوا بأمان بعد انتهاء حظر التجول ووافق عميد الجيش المسئول وولكن عندما جاءت الساعة الرابعة هددهم الجيش بضرورة إخلاء المكان فوراً وإلا استخدم القوة. محمد صلاح اسماء نصار محمد بدوى حدثت بعض الاستجابات فى جمعية الإنقاذ وتم التحفظ على أموال بعض رجال النظام.. هل تعتبرون هذه القرارات إيجابية؟ - خالد عبد الحميد: بعيداً عن تحليلاتنا حول أداء المجلس العسكرى، هناك شىء مهم حدث من بداية الثورة وتحول الشارع إلى أداة وحيدة لتحقيق أي مكسب، وجمعة الإنقاذ كانت رسالة سياسية بأننا مازلنا موجودين. - محمد عباس: قلنا للمجلس العسكري «إذا أصررتم على المحاكمات العسكرية فعليكم أن تحاكموا أولاً صاحب العبارة والذين سرقوا المصريين وأفسدوا البلاد». روزاليوسف: كيف تقيمون أداء حكومة عصام شرف؟ - خالد عبد الحميد: عصام شرف ليس هو كل الحكومة وأرى أن نائب رئيس الوزراء أحد الذين يقفون عائقاً أمام مطالبنا. والاهتمام بالملفات الخارجية الشائكة كملف المياه الذي به بعض المحاولات الآن، لن يكون بنفس أهمية استكمال تحقيق مطالب الثورة المتعلقة بالشئون الداخلية الهامة. سمعت أن د.يحيى الجمل قال إن «فتحي سرور» زميل دراسة ولن يحاسب!!. - شادي الغزالي: د. عصام ليس هو بمفرده المسئول لأن المجلس العسكري مسيطر وكذلك يحيى الجمل، واندهشنا عندما عين زاهي حواس وزيرا للآثار، وسيكون أول أسئلتنا لشرف في اللقاء القادم عن أسباب هذا التعيين وربما لديه تفسير ما. - محمد عباس: نحن متأكدون أن شرف يتم اللعب من ورائه والتواطؤ ضده لكننا نحتاج إلى أن يُصارح الناس بأنه متورط لأن الثورة كلها خلفه ومسئولة عن حمايته. - مصطفى شوقي: أرى أن التواطؤ ضد عصام شرف لا يعفيه أبداً من مسئوليته عن أداء الحكومة لأن هذا يعني أنه أضعف من تحمل المسئولية. الحكومة أصبحت تصدر القرارات والقوانين بشكل فوقي دون أي حوار مجتمعي حقيقي حول أي قرار أو قانون وهذا أكثر الأشياء سلبية. الضامن الوحيد لحكومة شرف هو تحقيق متطلبات الشارع لأن الناس لن تقف مكتوفة الأيدي إذا شعرت بتقصير الحكومة. - عبد الرحمن فارس: شرف جاء بشرعية ميدان التحرير، وأقول له «يا د. عصام إذا تمت ممارسة الضغوط عليك أنصحك بأن ترجع إلى ميدان التحرير مرة أخرى ووقتها ستخرج كرئيس جمهورية وليس رئيس وزراء». روزاليوسف: الناس في الشارع لا تشعر بنتائج اجتماعات الائتلاف مع المجلس العسكري فما السبب؟ - شادي الغزالي: الموضوع ليس ثورة طوال الوقت لأن هناك أمورًا سياسية تُحتم علينا أن نسعى لتحقيق مكاسب منها، وهناك وقت للثورة ووقت للسياسة. - محمد عباس: في مرحلة من المراحل كان لابد أن يتم حوار لإرسال نبض الشارع إلى المجلس العسكري ولم يحدث، أن تراجع الائتلاف عن أي مطلب من مطالب الثورة وهذا هو المعيار الذي نقيس عليه، أما استراتيجيات التعامل مع المطالب فهذا هو الموضوع محل الاختلاف.. وعندما شعر الناس أننا ابتعدنا عن الشارع قدمنا اعتذارًا بالرغم من أن ابتعادنا هذا لا يعني ابتعادنا عن مطالب الثورة. انشغلنا فترة باللقاءات واستهلكنا بشكل كبير فى لقاءات المجلس العسكري وبعض وزراء الحكومة واللقاءات الصحفية. اندهشنا عندما أصدرت الحكومة قانون تجريم الاعتصامات رغم أن الاعتصامات هى التي أتت بهذه الحكومة، وأنا متأكد أن هذا القانون لم يعرض على عصام شرف قبل عرضه على المجلس العسكري. ليس لنا مصالح أو كراسي نخاف عليها ومصلحتنا هى مصلحة المصريين ومطالبهم والتي لم نتنازل عن أي مطلب منها وسنظل على ذلك حتى آخر لحظة. روزاليوسف: هناك أماكن فى مصر لم تصل إليها الثورة حتى الآن كقرى ومدن الصعيد فكيف سيكون دوركم كشباب الائتلاف؟ جزء من الندوة لماذا تمركز الائتلاف فى القاهرة فقط؟ - خالد عبد الحميد: هناك مشكلة واضحة بأن هناك مركزية في التحركات، والإعلام كرس هذا بالرغم أننا «أقسمنا» قبل ذلك بأننا لسنا مميزين ولسنا قادة للثورة ولا نمثلها ولا نتحدث باسم التحرير، لكننا نتحدث باسم خمس مجموعات اختارتنا كممثلين عنها. التطور السريع للأحداث الجارية شغلنا عن توسيع قاعدة الائتلاف لتضم جميع المحافظات.. هذا بخلاف أن الائتلاف غارق تماماً في الأمور السياسية بعيدًا عن فكرة التنظيم. الثورة اختزلت فى ميدان التحرير والائتلاف اختزل فى القاهرة وهذا خطأ نعترف به ولا يستطيع أحد تبريره. هناك مبادرات شبابية فى محافظات كثيرة مثل الإسكندرية والمنصورة. روزاليوسف: سؤال لمحمد عباس كممثل للإخوان المسلمين كيف ترى فرص الإخوان فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد أن حصل الإخوان على نسبة 82% فى انتخابات الاتحادات الطلابية الأخيرة؟ وهل أنت مقتنع كشاب إخوانى بتصريحات القيادات الإخوانية وأن يكون بالحزب الجديد بهائيون ومسيحيون؟ - محمد عباس : الإخوان خارج أسوار الجامعة دورهم المجتمعى موجود وملموس.. وإذا حدث انحدار لشعبية الإخوان فى الجامعة فهذا له علاقة بمشاكل المجتمع التى يعانى منها معظم الناس فى ظروف معيشتهم. كان هناك اقتراح بأن يمتنع الإخوان عن خوض انتخابات الاتحادات الطلابية الأخيرة لسبب أن ما تبقى من العام الدراسى هو شهران فقط، لذلك عندما نزل الإخوان هذه الانتخابات ترشحوا على (03%) فقط من المقاعد لذلك نسبة (82% فوزًا) تعتبر إنجازا وليس خسارة. أما الانتخابات البرلمانية فليست جديدة على الإخوان ويعملون عليها منذ سنوات. ووجود بهائيين أو مسيحيين فى حزب الإخوان المقبل ليست مشكلة إذا اتفقوا على رؤية الحزب أو برنامجه.. وانتخابات الحزب هى التى ستحكم إذا كان رئيس الحزب مسيحيا أو مسلما والفترة القادمة (مافيش حاجة حتستخبى) وستتم الانتخابات فى العلن وسيراقبها الجميع. لكن رأيى الشخصى ألا يكون للجماعة حزب وتستمر كلوبى ضاغط وتستمر مدرسة تعبر عن الإسلام، ولا يمنع أن يكون هناك أحزاب مختلفة تعبر عن نفس المدرسة الفكرية بدون دخول الإخوان أى منافسة سياسية مع أى شخص لأن الجماعة دورها أكبر من ذلك. بيشوى مترى : بصفتى قبطيًا وكجزء من الشارع تفاجأنا عندما علمنا أن محمد حسان ذهب لأطفيح ليصلح بين الناس بمبادرة من ائتلاف شباب الثورة! ومع كل تقديرى لمجهودهم وتحملهم للانتقادات اللاذعة من الشارع لكن هم لديهم مشكلة فى التواصل مع الشباب فى الشارع. - مصطفى شوقى: الائتلاف من اليوم الأول لديه طريقة فى فهم الشارع واستقراء الأمور يعتمد على أنها لا تريد أن تفتت قدرته على اتخاذ قرار سياسى موحد، ونحن لسنا مختلفين على أن الائتلاف منغلق وعصبوى وبعد سقوط شفيق أصبح منغلقًا وعصبويًا ومنعزلاً نسبيا عن الشارع وبالنسبة لموضوع محمد حسان فقد اقترحنا اسمه ضمن وفد كبير كان يضم فنانين ومخرجين وشخصيات عامة فقد كنا أمام مجموعة من المتزمتين والشباب السلفيين الذين بدأوا فى دعوة شباب القرى المجاورة لأن يعتصموا فى أرض الكنيسة وألا يتركوها حتى لا يعاد بناؤها، ولكن أنا بشكل شخصى أعترف أن الائتلاف أخطأ فى هذا الاختيار، لأن محمد حسان كان دوره أكبر فى حل المشكلة وتلك كارثة سياسية أن يصبح الدين عاملاً فى حل أزمة مدنية ومن وجهة نظرى الشخصية هذا خطأ كبير جدا، الائتلاف وقع فيه ويجب أن يتداركه فى التعامل مع القضية الطائفية ومع معركة الدولة المدنية التى ستدار خلال الشهور المقبلة. آخر ملحوظة هى التعليق على كلام خالد عبد الحميد، والذى يرى فيه أن العودة للتنظيمات أهم بكثير فى المرحلة المقبلة وأنا وجهة نظرى نتيجة لأن هناك قوى خارجية مهتمة جدا بالاستقرار السريع جدا فى مصر، لكى تستقر منظومة التوازنات والعلاقات الدولية فى المنطقة، ولكى لا يستمر المد الثورى فى المنطقة العربية ويتم رسم الخريطة من جديد بعيدا عن الأيادى الإمبريالية الأمريكية والصراع العربى الصهيونى للشرق الأوسط الجديد، فتلك القوى ترغب فى الاستقرار فى هذه البؤرة الحساسة فى المنطقة وهذا جعل الجيش يقوم بالإسراع فى عملية بناء المؤسسات وشعار الاستقرار الذى يرفعه تسبب فى حرق مراحل كثيرة جدا، رغم أن أى عملية تحول ديمقراطى فى العالم تأخذ وقتًا معينًا لكى يعاد إنتاج ويتم بناء آليات جديدة لخلق مجتمع ديمقراطى والفترة الانتقالية تلك تأخذ سنة أو سنتين لا يهم، ولكن ما حدث معنا نحن فى يوم 01 قالوا إن هناك استفتاء ويوم 91 تصويتًا وفجأة انتخابات مجلس شعب وانتخابات رئاسية سريعة. كل القوى الحية التى صنعت ثورة 52 يناير لم تستطع أن تحصن نفسها فى جماعات وأحزاب سياسية تستطيع أن تنافس فى الشارع السياسى، وبالتالى عملية التحول الديمقراطى أصبحت مشوهة، وستعبر عن قوى كانت قادرة على تنظيم نفسها فيما سبق من تيارات إسلامية، وليس «إخوان مسلمين» فقط أو حزب وطنى نتيجة لامتلاكهم المال والعصبية القبلية فى المحافظات وأنا وجهة نظرى أن الحل إما أن يستمر الائتلاف ويفعل نفسه كتيار شبابى وطنى جامع قادر أن يصبح جماعة ضغط تعلى شعار العمل الثورى فى المساحات التى يحدث فيها التفاف على المطالب الثورية وأى تشوه فى عملية التحول الديمقراطى وإن لم يقم الائتلاف بهذا الدور يجب أن تخرج من خارجه مبادرات تنشأ لخلق تيار شبابى وطنى. - شادى الغزالى حرب : الكلمة التى قالها مصطفى أننا أخطأنا عندما أرسلنا محمد حسان أنا أرى أننا لم نخطئ فنحن كنا نريد حل المشكلة وأنا وجهة نظرى وأنا ليبرالى قد لا يتوقع منه الموافقة على ذلك، ولكن كان هناك ظرف طارئ لابد من معالجته إذا قلنا نحن لا نعترف بتلك الجماعات فنحن بذلك نصعد الأمور لا نحل وهذا لا ينفى أننا نحتاج وضع خطط للحل على المدى الطويل. - بيشوى مترى: هناك ليبرالى لطيف وهناك ليبرالى راديكالى فأنت يا شادى ليبرالى لطيف. أمير رمزى: هناك كنيسة الآن فى سمالوط محاطة بمجموعة من السلفيين الذين يريدون هدمها. - شادى الغزالى: أمن الدولة قام بصنع تربة خصبة للفتنة على مدى العشر أو 51 سنة الماضية، وهى عبارة عن السلفيين المنتشرين فى كل مكان لكى يستطيع أن يشعل أى مكان فى مصر فى الوقت الذى يريده، وهذا ما يحدث الآن، ونحن أيام صول قلنا إنها لن تكون الأخيرة وسيحدث عشرات مثلها. - بيشوى مترى: طبعًا لابد أن تتكرر صول كثير جدا مادامت تحل بتلك الطريقة ويتم اللجوء للحل الإرهابى. - خالد عبد الحميد: لو أن صول حلت بتلك الطريقة، فليس معناه أن نفس الحل يصلح لحالات أخرى، ليس عيبا أن نعترف أننا أخطأنا فى طريقة الحل، وأنا أرى أن تفعيل القانون وتنفيذه الآن أهم، فمشكلة أطفيح عندما ذهبنا وجدنا أنهم ليس لديهم مانع من أن يبنوا الكنيسة مرة أخرى والموضوع ليس له علاقة بالفتنة الطائفية الصرفة، ولكن لها علاقة بالسحر والشعوذة وكوارث أخرى، ولكن هدم الكنيسة، وقطع أذن قبطى وإقامة الحد عليه فلابد من الحل القانونى لأن الحل بالمجالس العرفية سوف يجرنا لفكرة تلك المجالس التى كانت تحدث بإشراف أمن الدولة. روزاليوسف: هل لديكم تقديرات للاتفاق بشكل جماعى على مرشح ما لرئاسة الجمهوية تعتبرونه مرشح الثورة؟ - مصطفى شوقى : هناك مرحلة يجب استكمالها أولا ومن السابق للأوان فكرة دعم مرشح بعينه للرئاسة، نحن أمامنا معركة الانتخابات البرلمانية القادمة والتى يجب أن تكون صحية وسليمة وبها نزاهة وشفافية وعلينا أن نستكمل تلك المرحلة وبعدها نرى موضوع الرئيس. - خالد عبد الحميد : لدينا الآن تحد وهو قانون الانتخابات الذى نريده أن يخرج بحوار مجتمعى وليس بقانون فوقى نستيقظ من النوم لنجده، وهذا هم ملقى على عاتق جميع التيارات السياسية وليس الائتلاف فقط. روزاليوسف : نريد من بيشوى أن يكلمنا عن وجهة نظره فى الحوار القبطى مع الإخوان المسلمين؟ - هناك حوارات تمت بشكل فردى فى قنا وفى بعض الأماكن حيث جلس أحد الأساقفة مع بعض القيادات الإخوانية، ونحن هاجمنا هذا الأسقف بشدة وكان هناك تهديد بشكل صريح أنه لو تكرر الحوار مع الإخوان سيكون هناك اعتصام فى الكنيسة إلى أن يرحل هذا الرجل وبالنسبة للحوار مع الإخوان الحوار مثل أى آلية سياسية لها ضوابط وهناك ثلاث نقاط واحدة مبدئية والأخرى فى التفاصيل والنقطة المبدئية أنه لا يذهب للبابا شنودة ليقول له: أريد أن أتكلم مع شباب الأقباط وأى حد يأتى ليقول لى أنا كلمت كبيرك البابا شنودة سيكون ردى ضده عنيفًا، فالبابا شنودة كبير فى الكنيسة، ولكن عندما تحدثنى فى السياسة فستجدنى فى الشارع وفى الأحزاب وفى الحركات السياسية ولا تأت لتحدثنى فى الكنيسة لأنك كإخوان تفعل ما كان يفعله النظام السابق وأنا لن أرجع الكنيسة مرة أخرى نحن خرجنا خارج سور الكاتدرائية ونحن لن ندخل الكنيسة مرة أخرى ونحن مستمرون فى الشارع، النقطتان التفصيليتان لابد أن نكون على أرضية مشتركة، ونحن نتكلم بصفتنا مواطنين وأنا أعتبر الإخوانى مصرياً من الدرجة الأولى ومواطن من الدرجة الأولى : هو كيف يرانى؟ لن أسأله لأنه سيراوغ فى الإجابة، أنا سأسأل كتبه، وكتبه لا تعتبرنى مواطنًا، وهو يحتاج أن يراجع كثيرا ولو قال إنى مواطن من الدرجة الأولى فعليه تأكيدا لكلامه أن يعتذر عن تاريخ أنا أعتبره تاريخا أسود فى العنصرية والطائفية.. والنقطة الثانية الهدف: الحوار الوطنى هدفه من اسمه الوطن وأنا كمسيحى مصرى الوطن بالنسبة لى مصر، وليس لدى مكان آخر وليس لدى فى مرجعيتى الدينية ما يقول لى غير هذا هل الإخوان الوطن بالنسبة لهم هو مصر؟ وهذا ما يسألونه ولو قالوا نعم أنا سأعود لمرجعيات الإخوان ولحسن البنا، فهو يعتبر كل دولة إسلامية هى وطن له وأنا بتكلم على أدبيات بيقدمها للعالم، فالنتيجة أنه ليس هناك أرضية مشتركة ولا هدف فلماذا أتحاور معه؟ نحن سنقبل الحوار إذا غير الأرضية التى يتحدث بها وأن يحدد الهدف الذى يتحدث عنه.