نقلت صحيفة "السفير" عن مصدر ديبلوماسي عربي؛ تلخيصه نتائج القمة العربية التي عُقدت في بغداد الخميس الفائت بالقول إن "عنصر الضعف الأبرز في القمة والذي شكل رسالة سلبية للعراقيين، هو مستوى التمثيل الخليجي، خاصة أن التبريرات التي سيقت غير مقنعة، إن لجهة الدواعي الأمنية أم لجهة الاعتبارات السياسية المتمثلة بعدم وضوح صورة دور المكوّن السني في العملية السياسية العراقية واستمرار التأثير الإيراني"، معتبرًا أن "هذا التبرير هو بمثابة إدانة لمن يتلطى خلفه، وبالتحديد للقطريين الذين قالوا كلاماً لا ينسجم والحد الأدنى من اللياقات الدبلوماسية". وإذ أشار إلى أن "القمة كانت سريعة"، لفت المصدر الإنتباه إلى أن "القيادة العراقية وضعت سقفين لتوقعاتها هما أولاً، أن يكون التمثيل على مستوى عال، وتحديداً من جانب دول كالسعودية ومصر وأيضاً بعض الدول الخليجية، بما يكرّس عودة العراق الى العرب وعودة العرب الى العراق، وبما يؤسس أيضاً لدور عراقي على الصعيد العربي، وثانياً، أن يكون التمثيل بمن حضر، علماً أن حضور وزراء الخارجية كان جيداً جداً وأثمر توافقاً على إعلان بغداد وجميع أوراق التضامن أياً كان المضمون، برغم أن هناك قادة لم يحضروا لأسباب أمنية وآخرين لديهم اعتباراتهم السياسية سواء بشكواهم من النفوذ الإيراني أو سؤالهم الذي لا جواب له عن موقف بغداد من محور طهراندمشق "حزب الله". ورأى المصدر أنه "يُسجَّل للقمة إيجابيات وهي نجاح وزراء الخارجية في التوافق على المقررات وعدم رفع أيّ بند خلافي إلى القمة، وانعقاد القمة في بغداد بعد انسحاب الاحتلال الأميركي، وأنّ العراق أصبح رئيساً للدورة الحالية للقمة العربية، وهذا من شأنه توفير مقاربة متوازنة للكثير من القضايا العربية، كما أنه لم يحصل أي حادث أمني يذكر جراء الجهد الاستثنائي غير المسبوق للحكومة العراقية التي استنفرت أكثر من مئة ألف رجل أمن لحماية أمن القمة". وأضاف المصدر: "إن العراقيين يستطيعون البناء على هذه الإيجابيات، على مستويين، الأول داخلي، يتمثل في حل الخلافات العميقة، لا سيما لجهة الشراكة في القرار الوطني للمكوّنات العراقية، وثانٍ خارجي، لجهة تعزيز استقلاليتهم وتثبيت دورهم وموقعهم العربي والإقليمي"، مشيرًا إلى أن "الموقف العراقي الذي عبر عنه بوضوح تباعاً كل من رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي، بين رغبة عراقية لإجراء مقاربة موضوعية للملف السوري وتثبيت استقلالية العراق، وهو الأمر الذي يؤهل هذا البلد العربي مستقبلاً للعب دور في حل الخلافات العربية عبر تثبيت الخيار العربي، بدل الهروب الى الأمام كما حصل في موضوع مقاربة الجامعة العربية للملف السوري"..