احتشد عشرات الألوف من المصريين يوم الأربعاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة ومدن أخرى لإحياء الذكرى الأولى للثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ليكشف الحشد عن انقسام شعبي حول الطريق الذي تسير فيه البلاد بعد الثورة. وغلب ارتفاع المعنويات على المحتشدين الذين وحدهم الكفاح ضد مبارك لكن نشطاء أكدوا يوم الأربعاء على تمسكهم بإنهاء إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد فورا وفي المقابل قال الإسلاميون الذين حققوا مكاسب انتخابية كبيرة في أول انتخابات أجريت في البلاد بعد مبارك أنهم يحتفلون بما تحقق. وهتفت مجموعة من الشبان المحتجين وقفت قرب شارع محمد محمود الذي دارت فيه اشتباكات في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول مع الشرطة والجيش "يسقط يسقط حكم العسكر" و"ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر." ورسم نشطاء لوحة على جدار مبنى الجامعة الأمريكية في الشارع صورت رجالا بالزي العسكري يسبحون في بحيرة دم. وأثنت الولاياتالمتحدة وهي حليف مقرب من مصر أثناء حكم مبارك على "العديد من النقاط التاريخية الفارقة في انتقالها (مصر) إلى الديمقراطية." وأضاف بيان للبيت الأبيض "على الرغم من أنه ما زالت هناك الكثير من التحديات فان مصر قطعت شوطا كبيرا خلال العام المنصرم ونتمنى أن يحيي كل المصريين هذه الذكرى بروح السلام والوحدة التي سادت في يناير من العام الماضي." وبعد عشرات السنين من الركود السياسي لم يكن الكثيرون يتوقعون أن الكثير من التغيير السياسي حتى بعد بدء الاحتجاجات في يناير كانون الثاني الماضي حين كان المصريون يعيشون تحت قبضة مبارك. وحتى بعد اندلاع الاحتجاجات قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن حكومة مبارك "مستقرة وتسعى وراء سبل الاستجابة للمطالب والمصالح المشروعة للشعب المصري." لكن كثيرين يرون أن هناك تحديات ماثلة. ويشعر النشطون الذين يطالبون بالديمقراطية والذين شاركوا في الثورة وشاركوا يوم الأربعاء في مسيرات اتجهت إلى ميدان التحرير بأن قادة المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن منصبه يعرقلون الإصلاح حماية لمصالحهم لذا خرجت احتجاجاتهم لمطالبة المجلس بتسليم السلطة للمدنيين على الفور.