ينهي حلف شمال الأطلنطي عمليته العسكرية في ليبيا عند منتصف الليل بعد سبعة اشهر من شن حملة جوية وبحرية ساعدت في إسقاط وقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وقال الحلف أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن سيعلن انتهاء المهمة بزيارة ليبيا الاثنين حيث يلتقي مع المجلس الوطني الانتقالي وأعضاء بالمجتمع المدني. وعلى الرغم من اعتبار راسموسن أن "المهمة في ليبيا من انجح العمليات في تاريخ الحلف"، إلا أنها سببت خلافات حادة داخل الحلف. وتمسك الحلف بقراره إنهاء العملية على الرغم من دعوات المجلس الوطني الانتقالي له للبقاء لفترة أطول. وقال الحلف انه لا يتوقع أن يلعب دورا كبيرا بعد الحرب غير أنه قد يساعد في الانتقال إلى الديمقراطية من خلال المساعدة في إصلاح قطاع الأمن. وقد تولى حلف الأطلنطي مهمة ليبيا في 31 مارس آذار بتفويض من الأممالمتحدة فرضت بموجبه منطقة حظر جوي فوق ليبيا وسمح لقوات عسكرية أجنبية منها قوات الحلف باستخدام مختلف الإجراءات اللازمة لحماية المسئولين الليبيين. وانتهى التفويض يوم الخميس الماضي على الرغم من طلب المجلس الوطني الانتقالي من مجلس الأمن الدولي الانتظار حتى يقرر ما إذا كان بحاجة إلى مساعدة الحلف في تأمين حدود ليبيا. لكن مسئولي الحلف قالوا إن الأعضاء لهم الحرية في تقديم المزيد من المساعدات الأمنية لليبيا بشكل فردي. ويحرص أعضاء بالحلف على إنهاء الجهود المكلفة بسرعة إذ انطوت على أكثر من 26 ألف طلعة جوية ودوريات بحرية على مدار الساعة في وقت تقع فيه الميزانيات تحت ضغط شديد بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي اندرس فو راسموسن قد أعلن القرار الأسبوع الماضي واصفا عملية ليبيا بأنها واحدة من أنجح العمليات في تاريخ الحلف الذي يمتد إلى 62 عاما. وكانت عملية ليبيا أول عملية للحلف لا تضطلع الولاياتالمتحدة بقيادتها كما أثارت انتقادات حادة من واشنطن لقدرات الحلفاء بعد أن فشلوا في تحقيق نتائج بالسرعة المرجوة. وأشاد مندوب الولاياتالمتحدة في الحلف ايفو دالدر وقائد عمليات الحلف الأميرال الأمريكي جيمز ستافريديس بنجاح المهمة اليوم في تعليق كتبه لصحيفة نيويورك تايمز لكنه أكد الحاجة إلى أن يعالج الحلفاء أوجه القصور في القدرات التي اتضحت خلال العملية. وفي حين وصفا العملية بأنها "جهد حقيقي للحلف" إذ ساهمت طائرات أعضائه بنسبة 75% من الطلعات الجوية فإنهما قالا أن الولاياتالمتحدة لعبت دورا بارزا في تدمير نظام الدفاع الجوي الليبي وتوفير الموارد الضرورية ومنها كميات هائلة من معلومات المخابرات والمراقبة والاستطلاع وإعادة التزويد بالوقود في الجو. وقدمت دول الحلف وعددها 14 وأربع دول أخرى قوات بحرية وجوية لكن ثماني دول فقط من الحلف شاركت في المهام القتالية. وعارضت بعض كبريات دول الحلف خاصة ألمانيا التدخل. وقال دالدر وستافريديس أن الطائرات الأمريكية نفذت ربع مجمل الطلعات الجوية فوق ليبيا فيما ساهمت فرنسا وبريطانيا بالثلث وكانت أغلبها غارات قصف أما بقية الدول المشاركة فأسهمت بنحو 40 %.