أزمات الإسماعيلى تتوالى بشكل أصبح يهدد الكيان نفسه وينذر بمصير مخيف سبقه إليه أندية عريقة كالترسانة والأوليمبى والمحلة ، فالمعادلات تغيرت والحسابات اختلفت وأصداء التاريخ والشعبية تراجعت أمام سطوة المال وغلبت المصالح الشخصية وذهاب معان الإنتماء ورد الجميل لطريق اللاعودة . الخوف من القادم فالحكاية ليست حكاية موسم مُذل أو هزائم مُهينة متكررة بقدر ما هى قصة مؤسسة رياضية عريقة باتت بحاجة مُلحة لتغيير حاد بمعايير انتخاب مجالس الإدارات وأسلوب الإدارة ووسائل جلب الموارد المالية وأدوات الرقابة و المحاسبة . فمن قبل قلنا أن أفضل انجاز يمكن للإسماعيلى أن يحققة هذا الموسم هو الإحتفاظ بموقعه بالدورى العام بعدما فرط ابراهيم عثمان وأضاع وأساء وفشل فى اصلاح ما أفسد ، فقبل الإنتقالات الشتوية وعد بالدعم و التجديد فإذا بالنزيف يستمر ، فالفريق وفق ما أكد شيخ النقاد الرياضيين بالإسماعيلية محمد كمال حافظ مازال ثان أسوأ دفاع وصار أسوأ هجوم . موقف متأزم ، وإدارة متخبطة ، وجماهير ثائرة ، وفريق مُترهل ، فلا روح أو اداء ، فالإسماعيلى لا يخسر فقط وانما يُهان بكل أسف بالملعب ، والحل لن يأتى بفورات سريعة أو تغييرات فنية أو تحسن وهمى للنتائج فيما تبقى من مباريات بالدورى أو الكأس . فحتى رحيل مجلس ابراهيم عثمان وإن كان يستحقه بجدارة سواء بالإستقالة أو الإقالة لن يحل المشكلة ، قد يُفرغ شحنات الغضب .. نعم ، لكنه لن ينهى المعضلة بل سيلبسها ثياب أخرى ، ألوان مختلفة . هنا الحل فالحل الحقيقى يكمن بيد الإسماعلاوية ، فلا المسئولون أو مجالس الإدارات أو الرموز يمكن لهم تعديل المسار من دونهم ، فجماهير الدراويش كانت دوماً العنصر الأكثر فاعلية فى إدارة الإسماعيلى ، فغضبها كان كفيل برحيل ادارات وذهاب مديرين فنيين وتسريح لاعبين . صحيح أن الحال الآن مختلف ، فالحراك الجماهيرى مُقيد لحد بعيد ، فلاحضور للمباريات ، وإن حدث فليس بالزخم المألوف ، أو فرصة لتعبيرات معارضة على الأرض ، كل ما هنالك أصوات متناثرة بالإعلام وعلى صفحات الفيسبوك وربما مساع خائبة تناشد مسئولين يبدو أنه ليس لديهم الرغبة أو العزيمة . لكن تبقى الجمعية العمومية التى ينبغى على كل من يتغنى بحب الدراويش أن يسارع لعضويتها ، ليكون له صوت فعال فى اختيار من يسوس النادى ومراقبته وحسابه عند اللزوم ، فالتغيير والإصلاح لن يأتى من على واجهات الأنترنت أو مقاعد المقاهى . فعلى الرغم من كل الإستياء الذى يبديه الإسماعلاوية الآن تجاه ابراهيم عثمان فلو أجريت انتخابات بالتو واللحظة سيفوز حتماً وبإكتساح لا لشيئ سوى انه يسيطر على أصوات الجمعية العمومية لأسباب غير خافية . ثم تأتى معضلة تدبير موارد مالية مستقرة ، امكانيات تكفى لصناعة فريق يفى بطموح جماهير اعتادت الأداء الجميل والمنافسة وتطالب بالمزيد ، وهنا تتعدد الأمانى فما بين حلم المستثمر الخليجى على غرار ترك آل الشيخ ، لدخول فى شكل ما من التوأمة مع نادى القناة بحيث يمكن معها الإستفادة من دعم هيئة قناة السويس . لمحاولة استقطاب رأس مال محلى لديه القدرة على الصرف كما حدث من قبل مع يحي الكومي وغيره ، للإستمرار بكنف العثمانيين بعدما وعد المهندس محمود عثمان بالتدخل الجاد وإعادة ترتيب الأوراق, يكثر الكلام والقيل والقال . طريق ثالث لكن بين تلك الأمانى والبدائل ، وبعيداً عن دنوها أو ابتعادها عن أرض الواقع يبرز حل آخر ، يضمن للإسماعيلى استقلاليته وهو تخليق موارد مالية ذاتية له عبر آليات متنوعة ( العضوية ، التسويق ، الدعاية ، الحفلات ، النادى الإجتماعى ، ... ، .... ، ... ) واستثمارها على نحو يضمن تنميتها و ديموميتها . وبهذا الخصوص ، فهناك دراسة علمية سبق أن أعدها الشاب الإسماعلاوى محمود الجرايحى وهو متخصص بالإقتصاد الرياضى حول سبل تحويل الإسماعيلى من مؤسسة خدمية لمؤسسة اقتصادية رابحة ، لكن أحداً لم يستمع له ، فلما لا يستعان به ويمنح الفرصة فهو إن لم يُفيد فلن يجرح أو يُفسد . فلا أمان للإسماعيلى إلا إذا ملك الإسماعلاوية زمام جمعيته العمومية وتوافرت له موارد مادية مستقلة وثابتة ، وهاهو النادى الإجتماعى الذى طالما نادت الجماهير به قد أكتمل فى حسنه لإبراهيم عثمان ينبغى عدم انتقاصها يمكن أن يشكل ركيزة مالية مساندة إذا ما أحسن إدارته واستثماره . أما الأصوات التى تعالت مؤخراً استغلالاً لوهنه كمحمد أبو السعود أو غيره فى محاولة مكشوفة لإستعادة اضواء لم يكن يستحقوها أصلاً أو تلك التى تبحث عن مصالحها بالنفاق اللزج كمحمد شيحة ومن مثله فعليها أن تصمت ، فصمتها رحمة .
الوقت .. والدواء المُر يقيناً فإن بعض ما سُقنا من طروحات يحتاج تحقيقه لوقت ، لزمن قد يطول أو يقصر ، والراجح أمامنا أن ابراهيم عثمان مُصرّْ على البقاء ، والمسئولون عازفون عن التدخل ، ومحمود عثمان وعد بصفته الرئيس الشرفى بالإنقاذ ، والبدائل العاجلة ضبابية . فهل لعشاق الدراويش لحين أن يسلكوا الطريق المرجو أن يعلقوا الآمال مرة أخيرة بالعثمانيين ، فصعب أن نتخيل أن ابناء رمز كبير يفخر به الإسماعلاوية جيل من بعد جيل كالمعلم عثمان أحمد عثمان يذهبوا بهذا الشكل المسيئ لعطائه التاريخى ، أم أن الدواء أمر من أن يُحتمل .