وقع المحظور ودخل الإسماعيلى مجدداً فى نفق الأزمات , ولم يكن ماجرى مفاجئاً , فما قامت به إدارة النادى من بيع لسبعة من أعمدته الأساسية بفترة الإنتقالات الصيفية دون تعويض مناسب كان طبيعياً أن يؤدى لهبوط اضطرارى فى الأداء والنتائج . المسئول الأول ولا أظن أن المدير الفنى الجزائرى المستقيل أو المقال خير الدين مضوى مسئول كثيراً عن الإنحدار الذى أصاب الإسماعيلى , فالرجل يحمل سجلاً سابقاً من الإنجازات مقبول جداً . فصلب المشكلة يكمن فى الإدارة أو بالأحرى بشخص رئيسها المهندس إبراهيم عثمان صاحب الكلمة الوحيدة وبلا منازع داخل النادى . صحيح أن للرجل انجازاته بمجالس سابقة و من الإجحاف أيضاً انكار أنه أعاد للإسماعيلى بعض من هيبته بالموسم الماضى , لكن هذا لا يمنع من مواجهته بحقيقة أخطاءه وسوء تقديراته تلك المرة . علاقة تاريخية لذا فعليه أن يتقبل ثورة الجماهير ويوقف نزيف ضياع رصيد العثمانيين لديهم , فمكانتهم عند ابناء الإسماعيلية التى صنعها المعلم عثمان أحمد عثمان ليست ملكه وحده . ولا يصح أن يهدرها بسوء إدارته أو خفقان تقديراته أو بإمساكه عن الإنفاق أو بعجرفته أو ديكتاتوريته , وله ان يدرك أن مكمن سر نجاح واستمرار امبراطورية عثمان كان يكمن فى تواضعه وأسلوبه التشاركى فى القرار والعمل . وله أن يعى كذلك أن هناك اتفاق غير مكتوب بين الإسماعلاوية والعثمانيين , فتمويل الدراويش وسد حاجته والإرتقاء بمستواه يقابله كرسى مجلس النواب الذى يشغله شقيقه الأكبر المهندس محمود عثمان . والإسماعلاوية وفوا بعهدهم ومنحوا الرجل المنصب , ومن ثم فلهم الحق فى أن يطلبوا هم الآخرين من العثمانيين تلبية احتياجاتهم فى ناديهم الأثير . بيت القصيد أيضاً على الجماهير أن يتفهموا حقيقة أزمات الإسماعيلى المتكررة , فالأمر مرجعه الدائم يعود لإفتقاده للإمكانيات المادية , ولهذا السبب يغادره ابنائه ونجومه الذين يحققون أرفع الإنجازات بالأندية الأخرى جبراً غالباً ورضاءاً أحياناً. ما علينا فالبكاء على اللبن المسكوب لن يفيد وكما يقول أهلنا العايط فى الفايت نقصان بالعقل , فالآن ينبغى الشروع سريعاً فى تدشين حل ينقذ الفريق ويحول دون انزلاقه لحيث ما لا يحمد عقباه . وهذا ليس ببعيد فجهاز فنى قوى فنياً وإدارياً وتدعيم سريع بلاعبين مميزين بيناير المقبل مع تكاتف إدارى وجماهيرى كفيل بتوجيه السفينة لمناطق دافئة . لكن هذا حل مؤقت ولن يمنع من تكرار الأزمات , فلا بديل عن توفير موارد مالية كافية ودائمة للإسماعيلى , ومنعاً للإطناب الممل فعلينا أن نواجه الحقيقة بأن كل المقترحات التى طرحت من قبل لتنمية موارد النادى فشلت أو أفشلت . كما أن مناشدة الحكومة أو وزير الشباب والرياضة أو المحافظ أو مجلس النواب بالوقوف مع النادى أثرها محدود ولن تأتى بأكثر من بعض المسكنات لظروف معلوم خلفياتها وأسبابها . مهاب الأمل لذا فالأمل كل الأمل فيما تردد عن وجود اتجاه لدى الفريق مهاب مميش لدمج ناديى القناه والإسماعيلى فى مؤسسة رياضية واحدة تدعمها هيئة قناة السويس ففيه مصلحة محققة لكل الأطراف . إذا ما أحسنت صياغة التوأمة ووضع لها الضوابط الكفيلة بإنجاحها , فعندها يمكن الحديث عن دراويش الإنجازات الذى يهب السعادة للإسماعلاوية ولكل عشاق الكرة الجميلة .