فزت ببطولة العالم ويدي مشروخة ! مصروفات التمارين والأجهزة والمكملات الغذائية أهم تحديات اللعبة
محمود عاطف هو واحد من أبطال مصر والعالم في رياضة الكونغ فو، حيث يوصف بأنه أول لاعب مصري يهزم بطل الصين وبطل إيران في هذه اللعبة وتم تكريمه عام 2012، وقد وحقق الكثير من البطولات المحلية والعالمية، ومع ذلك يشتكي من التجاهل ويطالب بالمزيد من الدعم حتى لا يضطر لترك اللعبة، في السطور التالية التقيناه لنتعرف على مشواره مع الكونغ فو. كيف بدأت ممارسة لعبة الووشو كونغ فو؟ بدايتي مع اللعبة كانت في عام 2002 في ناد صغير، تحت قيادة مدرب منتخب مصر الكابتن عماد عيسي الذي اكتشف الموهبة بداخلي، وزرع حب اللعبة فى قلبي، وبدأت المنافسات في سن صغيرة وكانت بداياتي مبهرة ومبشرة ففي عام 2006 كانت بدايات انطلاقي حيث حصلت علي بطولة الجمهورية الأولي، وفي عام 2010 انضممت لصفوف المنتخب المصري لمرحلة الشباب.. ومن هنا بدأت المعاناة وكان تمرين المنتخب في القاهرة وأنا من الإسكندرية وكنت صغيرا علي السفر بمفردي.. وشاركت في بطولة إفريقيا مع المنتخب والحمد لله ربنا حقق حلمي وأكون أصغر لاعب يحقق البطولة وأول لاعب في إفريقيا يحقق اللقب وزن 48 كجم.. ورجعت إلى مصر وأنا رافع علم بلدي وكنت أنتظر معاملة مثل معاملة لاعبي كرة القدم من حيث المكافأة والإعلام لكن للأسف لم أجد أي شيء من هذا ولا حتي مكافأة مادية ولا معنوية. وماذا عن مشاركتك في بطولة الصين؟ بطولة العالم التي أقيمت في الصين في عام 2012، كانت هي الأهم في مشواري الرياضي.. وكنت أجهز نفسي من سنة 2011، وذهبت إلي معسكر مغلق مع نادي المؤسسة العسكرية بالإسكندرية، للاستعداد لبطولة إفريقيا للرجال علما بأنني في مرحلة الشباب لكن كان يجب أن أتنافس مع من هم أكبر مني سنا وخبرة كي أكتسب الخبرة اللازمة للفوز ببطولة العالم وبالفعل ذهبت مع نادي المؤسسة العسكرية إلي تونس وحققت المركز الأول وكانت مفاجأة للجميع إن أصغر لاعب في البطولة يفوز بالميدالية الذهبية، وعدت إلى صفوف المنتخب مرة أخرى للسفر لبطولة العالم... وسافرت مع المنتخب إلى الصين وحققت الميدالية الذهبية في بطولة العالم وحصل المنتخب المصري علي المركز الثالث على مستوى العالم وهذا انجاز غير مسبوق. ما التحديات التي تواجه اللعبة في مصر؟ توفير المال لشراء لوازم التمرين والمكاملات الغذائية، إلى جانب مصاريف التمرين والسفر وخلافه، وعدم وجود دعم كاف للعبة في مصر، ولهذا كنت أبحث عن شغل في مجال التدريب بجانب تدريب المنتخب حتى أوفر فلوس السفر التي كان يساعدني أبي بها ولكن كنت أحب الاعتماد علي نفسي.. واضطررت للعمل في صالة ألعاب رياضية، وكنت أسافر 3 أيام وأشتغل وأدرس باقي الأيام.. وكنت أبحث عن أحد رجال الأعمال ليكون راعيا لي لأوفر مجهودي للتمرين فقط لكن للأسف لم يستجب أحد لي.. حتي أثناء إصابتي لم يقف |أي أحد بجانبي غير مدربي وأبي الذي وفر لي كل الاحتياجات اللازمة للرجوع إلي كامل صحتي. هل تعرضت للإحباط نتيجة هذه التحديات؟ وكيف أثرت على قدرتك على حصد المزيد من البطولات؟ حزنت جدا وأصبت بحالة إحباط شديدة، ورغم ذلك خلال 3سنوات حققت 4 ميداليات ذهبية لمصر ورفعت اسم بلدي في 4 مراسم دولية ولم يتم الالتفات إلي ولم أجد التقدير المناسب من المسئولين.. لهذا تركت اللعبة لفترة قصيرة لكن حبي لها وإيمانى بنفسي كبطل جعلني أعود بسرعة للمنافسات. وماذا عن رياضة الكيك بوكسينج؟ في عام 2017، التحقت بمنتخب مصر للكيك بوكسينج، وكنت أول لاعب على مستوى مصر يحقق ميداليتين ذهبيتين في بطولة العرب في أسلوبين مختلفين.. وكانت منافسة شديدة وتحد جديد بالنسبة لى، كما أننى كنت أول لاعب مصرى يهزم بطل الصين وبطل إيران فى الكيك بوكسينج، ثم رجعت إلى الكونغ فو، وجهزت نفسي لبطولة حورس 2018، وقبل البطولة بثلاثة أيام فقط أصبت بشرخ في يدي اليمنى، وطبيب الفريق والمدربون قالوا لي: "مش هينفع تلعب" لكن أنا رفضت الأمر مطلقا حتي لا تخسر مصر لاعب من أصل 6 لاعبين، ولعبت البطولة ويدي مشروخة واستطعت الفوز ولم يلتفت الاعلام للتضحية التي قدمتها. وماذا عن آخر الإنجازات التي حققتها في اللعبة؟ بطولة حورس 2019، وقد أصيبت قبلها أيضا بقطع في غضروف معصم اليد، ورفض طبيب المنتخب وحذرني من اللعب، وقال لي رئيس الاتحاد المصري للكونغ فو اللواء محمد عاشور "مش لازم تلعب أهم حاجه سلامتك".. وكان التحدى كبيرا بالنسبة لي والحمد لله لعبت وكسبت بطولة العالم وأصبحت أفضل مقاتل في وزني، وتكفل رئيس الاتحاد بعلاجي.