اختتمت فعاليات أيام قرطاج الموسيقية والتي احتضنتها العاصمة التونسية لتقدم واحداً من أنجح المهرجانات الموسيقية في العالم العربي. نجاح أيام قرطاج جاء لاعتماده خلطة مختلفة عن المعتاد، كانت الوصفة الاسهل هي الاعتماد على نجوم واسماء معروفه جماهيريا تم استهلاكها مرارا وتكرارا، ولكن يبدو أن ادارة المهرجان بقيادة الفنان أشرف الشرقي قررت اضافة ابعادا اخرى تعني بالفن كثقافة تسمو بالشعوب وتسافر بأرواحها عبر حواجز الزمن والمكان واللغة . عبرت برمجة المهرجان عن هذه الفلسفة، واستطاعت جذب اهتمام الجمهور ليتفاعل معها بشكل لافت، فقدم المهرجان سهرات موسيقية شديدة التنوع ما بين حفل الفنان التركي مراد ساكاري والذي الهم الجمهور بمقطوعاته الموسيقية وحفل نجم البلوز الأمريكي لاكي بيترسون وعرضا مختلفا للغاية مع الفرقة الهندية تريوبوليود بخلاف الهيب هوب للثنائي أوراكل وعلاء وعرضاً مشتركاً للموسيقى الإلكترونية والسهرة الأنجح لطارق العربي طرقان والذي ادى فيها مجموعة من شارات مسلسلات الاطفال الاكثر شهرة ونجاحاً ليشكل نجاح حفله وإقامة حفل جديد له في نفس اليوم حدثا استثنائيا ضمن المهرجان. ولأن المهرجان مصر على الاختلاف، ولانه ليس مجرد مهرجان وإنما أيام معدودات للاحتفاء بالموسيقي، كان المعرض المخصص للآلات الموسيقية حدثا لافتا التقى فيه صناع الآلات الموسيقية مع العازفين والموسيقيين لعرض احدث ما وصل له العالم في هذا المجال. كما ضمت أيام قرطاج حدثا استثنائيا يتمثل بالملتقى الدولي للعود والذي جمع اهم وأشهر عازفي العود في العالم كما ضم مجموعة من المسابقات الغنائية بخلاف تكريم لموسيقي تونسي راحل وهو حسن الدهماني. فعاليات ايام قرطاج لم تنتهي بعد، ففيها دارت محموعة من المسابقات سواء للأطفال او الموسيقى الشعبية او الإلكترونية او الهيب هول او التميز في العزف، ولأن الإبداع لا حدود له ابتكر المهرجان لأول مرة في العالم العربي فكرة اشراك المساجين في الدورات وتأسيس ناد للموسيقى لهم. انتهت أيام ودروس قرطاج الموسيقية، وامتلأت نفوس محبي الموسيقى من جمهورها بجرعة عالية من الفن السامي، في انتظار أيام جديدة.