جميعنا شاهدنا موقف الشاب الذي وقف في إحدى جلسات منتدى الشباب العالمي منفعلا بسبب تجاهل عرض اكتشافه لعلاج الفشل الكلوي والذي قال عنه غنه سنهي هذا المرض نهائيا ووصف الشاب نفسه بأنه زويل مصر الثاني من فرط ثقته بنفسه وافتخاره بها. موقف الشاب أربك المشهد لدقائق حيث حاولت المذيعة مديرة الجلسة أن تلتزم بالضوابط الصارمة رافضة أي تجاوز لها وجاهدت لمنع الشاب من الحديث تماما وأمام إصرار الشاب تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي وحسم الأمر وطلب من الشاب الحضور أمام المنصة ليعرض موضوعه، وكان هذا تصرف منطقي تماما لأنه لا يعقل أن يكون منتدى لسماع الشباب لا يستوعب انفعال شاب ويسمع له حتى وإن أفصح عن نفسه بالخروج عن الضوابط لأنه قطعا هناك ما دفعه لذلك. وبعيدا عن اختراع الشاب أو اكتشافه العلمي فهذا أمر تحكم عليه اللجان العلمية المتخصصة ولكن اللافت هنا أن يكون هناك مؤتمر للشباب نجد فيه شكوى من شاب أنه لا يستطيع إيصال صوته ويصل الأمر على تدخل الرئيس لمعالجة الموقف. الأمر الأهم من ذلك أن نجد مسئول كبير في قامة وقيمة وتاريخ الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية وهو الدبلوماسي الشهير والمعروف يخرج عن الدبلوماسية في هذا الموقف لدرجة أنه خلال الشد والجدب بين المذيعة والشاب نجد الفقي الجالس على المنصة التي تخاطب الشباب عن المستقبل وثقافة الحوار يصف الشاب بوضوح لا تخطئه الأذن أنه مختل وليس طبيعيا مما شجع المذيعة على التمادي في رفضها إعطاء الشاب أية فرصة للحديث. ولكن المدهش أنه بعدما حسم الرئيس الموقف وتدخل وطلب من الشاب الحضور لعرض مشكلته أو موضوعه أم الجلسة وجدنا مصطفى الفقي نفسه يقول بصوت واضح أيضا" حظك من السما.. الرئيس بنفسه نادى عليك" بطريقة فيها إعجاب بالشاب وبالموقف وبموقف الرئيس. والسؤال: هل يصح هذا من مسئول كبير في الدولة ودبلوماسي معروف يهاجم شاب في فعالية مخصصة أصلا للشباب وفي حضور رئيس الجمهورية الذي يؤكد دوما انحيازه للشباب؟ وماذا لو لم يتدخل الرئيس ويعطي الفرصة لهذا الشاب بعدما وصفه الفقي بالمختل؟ الأغرب من كل ذلك أن الشاب واقف امام رئيس الجمهورية الذي أعطاه الكلمة بينما المذيعة استمرت في مقاطعة الشاب ومنعته من إكمال حديثه.