هل يدفع بن طلال ثمن وصفه لترامب بأنه عار على أمريكا؟ سؤال يطرح نفسه في هذا التوقيت، بعد احتجاز الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، للتحقيق معه في حملة ضد الفساد قامت بها المملكة العربية السعودية ضد مجموعة من الأمراء والوزراء ومسئولين حكوميين حاليين وسابقين.
ما يقرب من عامين مرت على تغريدة الوليد بن طلال على حسابه بموقع "تويتر"، وتحديدا في شهر ديسمبر عام 2015، شن فيها هجوما على المرشح للانتخابات الأمريكية وقتها دونالد ترامب قال فيها "أنت عار ليس فقط على الحزب الجمهوري ولكن على أمريكا بأسرها.. انسحب من سباق الرئاسة الأمريكية فأنت لن تفوز أبدا".
ورد ترامب هو الآخر بتغريدة قال فيها "الأمير الأحمق الوليد بن طلال يريد أن يتحكم في الولاياتالمتحدة، والسياسيون الذين ينعمون بثروات آبائهم لن يستطيعوا فعل ذلك عندما يتم انتخابي".
ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي شن فيها الوليد بن طلال هجوما على ترامب، بل وصفه في أغسطس 2016، في حديث لجريدة "حرييت" التركية بأنه "رجل سيء وناكر للجميل، مؤكدا أنه أنقذ ترامب من الإفلاس مرتين، وأنه اشترى الفنادق التي يملكها بعد أن وضعت يدها عليها البنوك وبدأت في مطالبته بسداد الديون، ليس هذا فحسب بل أكد أيضا اليخت الذي أوصله إلى شواطئ أنطاليا التركية كان قد اشتراه سابقاً من دونالد ترامب حين كان معرضاً للإفلاس".
وبعد ما يقرب من عام من تغريدة الوليد بن طلال الهجومية الأولى على ترامب، وتحديدا في نوفمبر 2016، تغيرت لهجة الهجوم إلى التهنئة، وكتب الوليد بن طلال على حسابه بموقع تويتر "الانتخابات الرئاسية.. دونالد ترامب، مهما كانت الخلافات الماضية، أمريكا قالت كلمتها، تهاني وأطيب التمنيات لرئاستكم".
ثم عاود بن طلال بعد ذلك تحسين علاقته بالرئيس الأمريكي، وقال في لقاء تلفزيوني، أن علاقتهما تمتد لما يقرب من 25 عاما، وأنهما تجاوزا خلافتهما السابقة.
ورغم تصريحات الوليد بن طلال، بتجاوز الخلافات، لكن يظل السؤال، هل تجاوز ترامب هذه الخلافات؟
الواقع يؤكد، أنه في الوقت الذي يواصل فيه رجل الأعمال ترامب رحلة الصعود بعد جلوسه عى العرش الأمريكي، يبدأ رجل الاعمال بن طلال رحلة السقوط، بعد أن احتجز من قبل السلطات السعودية بتهم فساد.
ويعد الوليد بن طلال من أكبر وأهم المستثمرين في المنطقة، حيث بلغت ثروته ما يقرب من 20 مليار دولار أمريكي، بحسب بيانات شبكة فوربس، إلا أنه خسر في اليومين الماضيين بحسب الشبكة نفسها ما يقرب من 1.2 مليار دولار، بعد احتجاز ليتراجع ضمن قائمة أغنياء العالم من المركز ال70 إلى المركز 78.
ولد الأمير الوليد بن طلال في عام 1955، في مدينة الرياض، لأب سعودي وهو الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، نجل الملك عبد العزيز آل سعود، وأم لبنانية هي الأميرة منى رياض الصلح، ابنة الرئيس اللبناني الأسبق رياض الصلح.