جمعت أواني طبخ قديمة من كل مدن العالم العين تأكل قبل الفم.. وتناسق الطعام يعد فاتحا للشهية فى حد ذاته مهنة ال food stailingتتجاوز الطبخ وتهتم بتصميم شكل الأطباق لتبدو مختلفة ومبهرة الأواني الملونة والمزركشة تقلل تركيزنا على نوعية الأكل.. لكن لابد أن يكون ذوقها متناسقاً مع نوعية الطعام سمعنا عن هواة جمع طوابع البريد أو العملات القديمة، كما أن هناك هواة لجمع الأوسمة والنياشين من العهود الملكية، أو الصور والصحف القديمة، لكن جمع أواني الطبخ القديمة.. تلك هى الهواية التى لم نسمع عنها من قبل، ولكن الشيف هبة عبد العليم تعشقها لدرجة أنها جمعت أواني طبخ قديمة من عدد كبير من مدن العالم، بالإضافة إلى ذلك أنها تعد من أهم محترفي مهنة ال food stailing فى مصر.. فما هو السبب فى تلك الهواية وما الذى دفعها إليها وما حكاية الفود اتيلينج كل هذا ما ستشرحه هبة لنا بالتفصيل. لماذا أواني الطبخ القديمة بالتحديد؟ الموضوع جاء بالصدفة فأنا أهوى الطبخ والمطبخ منذ طفولتي لدرجة أن أول تجاربي فى المطبخ كانت وعمري 6 سنوات، ومن ثم أصبحت أواني الطبخ جزءاً أساسياً من تفاصيل يومي، ولكنى لم أتخيل أنني فى يوم ما سأحترف مهنة الطبخ. وكيف جاء الاحتراف؟ بعد ما تخرجت في الجامعة عملت محاسبة في إحدى شركات استيراد الخضراوات والفواكه من جنوب شرق أسيا وأفريقيا، وفوجئت أن هناك أنواعاً من الفواكه والخضراوات لم نسمع عنها فى حياتنا من قبل فى مصر ويتم استيرادها خصيصا للفنادق والقرى السياحية الكبرى، وهناك رأيت أشكالاً وألواناً جديدة وغريبة فى الأكل .. وهى ليست مجرد صور على الإنترنت إنما حقيقة أستطيع أن ألمسها وأتذوقها، وكان شكلها رائعاً.. وبالتالي فكرت لماذا لانستغل الفواكه والخضراوات الموجودة عندنا فى أن نصنع منها أشكالاً وأطباقاً مختلفة تجعل الناس فى الخارج تنبهر بمنتجاتنا كما ننبهر نحن بهم، وعندما تزوجت وأصبح لى مطبخي الخاص بعيدا عن ذوق العائلة بدأت أجرب وصفات أكل جديدة وخاصة بى، بل أبتكر فى شكل تقديمها، وعندما أعجبت زوجي ومن حولى قمت بعمل صفحة على الفيسبوك كانت بداية تغيير كل شيء فى حياتي، حيث إنني كنت أضع عليها صورا للأطباق التي أقدمها، ولكنى شعرت بأنها تختلف عن الصور الموجودة على الإنترنت رغم أنها نفس أنواع الأكل، ومن هنا فهمت أن هناك مهنة أخرى اسمها food stailing أى كيفية تصميم شكل الأطباق بحيث تبدو مختلفة ومبهرة. هل هذه المهنة موجودة فى مصر؟ نعم ولكن من يحترفونها 10 أشخاص فقط وأنا واحدة منهم، ولكنى حتى أصل لتلك المرحلة من الاحتراف كان لابد أن أدرس تلك المهنة وحصلت على كورسات فيها حتى أستطيع أن أفهم الفرق بين أشكال الأطباق رغم كونها تحتوى على نفس نوعية الأكل، ومن هنا بدأت معى قصة جمع الأواني القديمة حيث إنني وجدت أنه حتى يتم التركيز على نوعية الأكل نفسها لابد ألا يتم وضعه فى أواني ملونة أو مزركشة بشكل يخطف العين.. ولكنها فى نفس الوقت لابد أن يكون شكلها جميلاً وذوقها متناسقاً مع نوعية الطعام التى تقدم فيها. وكيف بدأت جمع الأواني القديمة؟ البداية كانت من بيت والدتي وجدتي ووالدة زوجى، يعنى مثلا من لديها مفرمة لحمة يدوية قديمة أو طقم ملاعق نحاس وأطباق صاج.. كنت أخذها منهم ومع الوقت وبعد أن تحول الأمر إلى هواية بدأت أعرف طريق "المستودعات" وهى تلك الأماكن التى يبيع فيها تجار الروبابيكيا ما يحصلون عليها، ثم يتم فرز كل شيء لأول وثانى وثالث.. وغالبا ما يذهب الفرز الأول لمحلات الأنتيكات والتحف لصيانتها وإعادة بيعها مرة أخرى بأرقام فلكية.. أما الثاني والثالث فيبدأ توزيعه على حسب حالته. ولكن معظم تلك المحلات تتعامل مع الأواني القديمة المصرية فكيف تحصلين على الأواني الإنجليزية والهندية؟ عن طريق الإنترنت، فهناك مواقع أجنبية متخصصة فى بيع أوانى الطبخ القديمة من كل بلاد العالم وتلك المواقع هى التى أشترى منها القطع النادرة سواء الإنجليزي أو الهندى أو الفرنساوي، وهى غالبا ما تكون متوافرة لأن تلك الهواية ليست منتشرة على مستوى العالم كله. هل لابد أن يكون هناك تناسق بين نوع الأكل وشكل الطبق الذى يتم وضعه فيه؟ بالتأكيد فشكل الطبق هو الذى يعطى قيمة لنوعية الأكل بالإضافة إلى أن العين تأكل قبل الفم ومن ثم فتناسق الطعام يعد فاتحا للشهية فى حد ذاته. حدثينا عن طبيعة عملك كمنسقة طعام أو food stailing؟ منسق الطعام هو الشخص الذى تلجأ إليه الفنادق والمطاعم الكبرى لتصميم شكل الأطباق الخاصة بالقائمة الرئيسية بها وتصويرها حتى تعد كدعاية لها ولكنى أنا تحديدا لى طريقة خاصة فى التعامل حيث إنني لست منسقة طعام فقط ولكنى عادة عندما أصمم أطباقاً خاصة بمطعم معين أستخدم أدواتي الخاصة، والتى غالبا ما ينعكس بريقها كأواني قديمة بل وأثرية.. حتى إنها تنعكس على الشكل العام للأطباق بحيث يبدو مثل "التحفة" مما يضفى عليه بريقا مختلفا. وهل تكتفين بعملك هذا أم تقدمين وصفات أكل جديدة أيضا؟ لا طبعا أنا فى الأصل شيف ولى وصفات باسمي على الإنترنت فى صفحة "هبة فى المطبخ" فالطبخ بالنسبة لى حياة بل ولا اكتفى بمجرد الطبخ ولكنى أبتكر فيه أيضا وصفات وطرق جديدة ومختلفة فى الطعام. ما رأيك في فكرة "الطبق الرئيسي" سواء علي مائدة الإفطار أو السحور فى رمضان؟ أنا لست مع هذه الفكرة، لكن هناك أنواعا تكون الأفضل حفاظا على الصحة العامة مثل الشوربة مثلا ولاسيما لو كانت شوربة العدس على الإفطار لأنها تحفز المعدة على العمل بعد فترة طويلة من التوقف، وألا يتعدى البروتين على نوع واحد مثل قطعة لحمة أو فراخ صغيرة لاتتجاوز 100 جرام وتبقى السلطة الخضراء هى أهم عنصر لابد أن يتواجد على مائدة الإفطار، أما السحور فطبعا الفول هو الطبق الأساسي فيه لكونه بطيء الهضم فيعطينا إحساساً بالشبع لفترة طويلة والزبادي والخضراوات لترطيب الجسم. كيف يمكننا عمل عزومة فى رمضان بتكلفة متوسطة؟ عزومات رمضان غالبا ما يكون الغرض منها التقارب بين الناس ودعم صلة الرحم وهذا هو الأهم من الأكل، لذا فليس من الضروري أن نبالغ فيها إنما يمكن أن نكتفي بنوع محشى ونوع شوربة وفراخ مشوية وبنوعين من السلطة ويمكن أن نضيف طبق كباب حلة حتى نرضى كل الأذواق. كيف يمكننا الاستفادة من الأكل الباقي من العزومات؟ إذا لم يكن خليطاً من "البواقى" فيمكن أن نعمل منه أصنافاً جديدة، وهذا يجعلنا حريصين أن نستخدم ملعقة خاصة مع كل نوع طعام ونضع لكل شخص كمية مناسبة حتى لا نتخلص من الفائض، ولذلك أنا دشنت هاشتاج على فيسبوك اسمه "مترميش الباقى" عشان نتعلم إزاى نستخدم بواقي الأكل فى عمل أكلات جديدة يعنى مثلا بواقى اللحم ممكن يتعمل شاورمة، وبواقى صينية البطاطس ممكن تبقى شكشوكة بالبطاطس، والفراخ ممكن تبقى كفتة . هل هناك خطوات معينة فى ترتيب السفرة تجعلها تبدو أكثر جاذبية؟ بالنسبة لرمضان تحديدا لابد أن نضيف بعض القطع المركزية المرتبطة به مثل الفانوس "أبو شمعة"، كما أنه من الممكن أن نثبت مع كل طبق ورقة بها دعاء جميل نقرأه جميعا قبل الإفطار، أما الأطباق فلاسيما لو كانت غامقة مثل الاسود والكحلى والنبيتى وعليها نقوشات عربية بالكتابة المدهبة.. فكل تلك الخطوات تضفى بريقا وجاذبية على السفرة وتجعلها مميزة وتساهم فى تعميق إحساسنا بروحانيات شهر رمضان العظيم. # #