حالة من اليأس الثورى أصابت ساحات ميدان التحرير اليوم، حيث خلا الميدان من أى تجمعات أو قوى ثورية كتعبير عن الإحباط السياسى الذى تعانى منه الكثير من القوى والإئتلافات التى نشأت من رحم الثورة نتيجة بدء الانتخابات وعودة نواب الوطنى السابقين لتصدر القوائم الانتخابية ومع صمت الأحزاب وقبول التيارات الدينية الأمر ودخول شباب الثورة الانتخابات فى بعض الدوائر فقد باتت تجمعات ميدان التحرير لا محل لها من الإعراب.. ومع ذلك فقد تجمع نحو 30 شخصا فقط بالجزيرة الوسطى بالميدان عقب صلاة الجمعة تعبيرا عن الوحدة الوطنية. وجدير بالذكر أن هذه المليونيات لم تعد تحظى بتأييد شعبى كما أن الجبهات التى لا تزال تحرص على التواجد بالميدان يوم الجمعة غابت اليوم لمشاركتها فى مسيرة الوحدة الوطنية من الأزهر للكاتدرائية ولهذا بدا الميدان خاليا. وقد بدت هذه الروح فى خطبة الجمعة فقد انتقد الشيخ مظهر ثوار يناير الذين قبلوا الدخول فى مساومات المعركة الانتخابية وكان أولى بهم حسب رأيه أن يعودوا للميدان لمواصلة الثورة ضد بقايا النظام السابق، ولهذا ذكر الشيخ مظهر شاهين أنه فى خطبه يعبر عن رأيه الشخصى وأنه لم ولن ينتمى لأى تيار أو إئتلاف من إئتلافات الثورة وعبر عن أسفه من تراجع المد الثورى وانشغال شباب الثورة بالانتخابات وقبولهم الدخول فى هذه اللعبة السياسية وخوض المعركة مع الفلول وتساءل الشيخ مظهر قائلا" أين أنتم يا ثوار مصر .. كل واحد بقى عايز كرسى.. كان يجب أن تكون هناك وقفة وبيان صريح حتى لو تأخرت الانتخابات فلا يعقل أن يعود فلول الفساد للبرلمان مرة أخرى" وأبدى الشيخ مظهر دهشته من قبول التيارات السياسية والأحزاب ودخولها فى تحالفات وموازنات وتوافقات وأنه كان يجب أن تكون هناك وقفة من إخوان وسلفيين ويمين ويسار وأحزاب لوقف الانتخابات حتى يصدر قانون العزل السياسى .. كان يجب أن نستكمل معا طريق البناء. وقال الشيخ مظهر شاهين : الذين هاجموا القوات المسلحة من المندسين يجب أن يتم ردعهم لأنهم أرادوا أن يقضوا على هيبة الدولة ونحن جميعا نرفض أى محاولة اعتداء على الجيش لأن هيبته من هيبة الوطن وهو كيان من نسيج الوطن بمسلميه ومسيحييه ومنوط به أن يحمينا جميعا .. إننا يجب أن ننتبه لأن هناك من يريد أن يجر مصر إلى نفق مظلم بالوقيعة بين المسلمين والمسيحيين وبين الشعب وجيشه وهناك من يسعد بانتشار الفوضى ليحقق مآربه لكننا أمناء على هذا الوطن بمقدراته وتاريخه ورجاله ورموزه. وأكد الشيخ مظهر أن هؤلاء المندسين ليسوا بعيدين عن النظام السابق من المستفيدين من تدمير الوطن بأفعالهم السابقة كما دمرونا فى السابق وهناك بلا شك أنظمة داخلية وخارجية لا تريد لهذا الوطن الخير أو الأمن وفلول النظام السابق للأسف لا يزال لديهم الأمل فى العودة للسلطة من خلال البرلمان أو رئاسة الوزارة أو حتى رئاسة الدولة وعندهم الأمل فى أن يحكومننا مرة أخرى ولكن لن يكون ذلك فى يوم من الأيام ولو رأينا أحدهم فى مقعد من مقاعد السلطة فسوف نخرج فى ثورة سلمية ثانية لإقصاءهم ولهذا لازلت أطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار قانون العزل السياسى حتى يهدأ هذا الوطن. وحول مسيرات الأقباط الدينية دعا الشيخ مظهر إلى ضرورة تنحية الرموز الدينية من المسيرات فلا يجب على حد ذكره أن يحمل المسيحيون الصليب فى مسيراتهم وأن يكتفوا بالعلم المصرى وقال: إخواننا المسيحييون هم شركاء فى هذا الوطن ونحن مع جميع مطالبهم وحقوقهم ولكن يجب أن نبتعد بالدين جانباً وأن نتعامل مع هذا الأمور باعتبارها قضايا مصرية ووطنيه وليست قضايا طائفية ولهذا لا يجب أن يسير بهذه المسيرات رجال الدين ولا يجب أن ترفع فيها الصلبان ولا يجب ترديد أى شعارات دينية. وعاد الشيخ مظهر ليؤكد على أن حرية الرأى لا تعنى "الهرجلة" على الفضائيات وذكر أنه ليس كل كلام يقال خاصة فى ظل هذه المحن وقد صور البعض الأزمة باعتبارها حربا أهلية واحتقان بين عنصرى الأمة فنحن نحتاج لتعقل.