مفاجأة لم يتوقعها أحد .. ربما كانت هناك تكهنات بأن الميدان لم يحتشد فيه عشرات الآلاف ، لكن أن يصل الأمر لعدة مئات فقط فى " مليونية " دعت إليها 30 حركة سياسية وحزباً تحت اسم جمعة "استرداد الثورة" الثانية .. فهى فعلاً مفاجأة ! . وقد خلت ساحات التحرير من المتظاهرين على غير المتوقع .. المتظاهرون التفوا حل المنصة الرئيسية بالميدان وهتفوا بسقوط أحزاب الفلول التى خرجت من عباءة الوطنى المنحل .. اما باقى منصات الميدان فقد بدت خاوية .. وقال الشيخ مظهر شاهين فى خطبته اليوم بالميدان: نعلم بتحركات الحزب الوطنى المنحل كما نعلم أيضا أسماء أحزاب الفلول التى خرجت من عباءة هذا النظام الفاسد ولهذا فنحن نطالب بتجميد هذه الأحزاب، وأتساءل الآن أين هؤلاء الذين كانوا بالأمس يدوسوننا بالأقدام أصبحوا الآن تحت أقدامنا وتحت أقدام الثورة وأقدام الشعب الذى أبى إلا أن يحرر نفسه وهؤلاء الفلول إذا عادوا بأحزاب جديدة فسنحرقها مثلما تم حرق مبنى الحزب المنحل والطريق مستقيم وليست هذه دعوة منى للحرق والتدمير فالثورة لم تحرق ولم تدمر وإنما شاء الله أن يكون مصير مقر الحزب "الواطى" أسودا مثل تاريخه الأسود ونحن دعاة سلام وأتعجب أيضا من أشخاص يجلسون مع المجلس العسكرى ويتفاوضون معه ثم يعودون ليسحبوا كلامهم وأنا لا أشكك فى وطنيتهم فهم شرفاء ولكننى فى الوقت نفسه أدعو لتشكيل لجنة مستقلة تشمل ممثلين عن القوى السياسية وممثلين عن ميدان التحرير للتفاوض مع المجلس العسكرى لضمان توحيد الصفوف ومن أجل وضع جدول زمنى لتسليم السلطة للمدنيين . وحدد الشيخ مظهر شاهين مطالب الثورة فى عدة مطالب وهى: - تفعيل قانون الغدر وإقصاء كل من تسببوا فى إفساد االحياة السياسية. - تجميد الأحزاب التى خرجت من عباءة الحزب الوطنى المنحل. - تحديد جدول زمنى لانتقال االسلطة للمدنيين فى موعد أقصاه إبريل المقبل. - استرداد ما تم بيعه من مصانع وشركات فى ظل نظام الخصخصة. - تشكيل لجنة مستقلة للتفاوض مع المجلس العسكرى - تعديل قانون مجلسى الشعب والشورى بما اتفقت عليه الأحزاب. - تطهير المؤسسات من الفاسدين. - إنهاء قانون الطوارىء وتفعيل قانون العقوبات وعاد الشيخ مظهر شاهين ليؤكد أن الحرية لا تعنى إطلاق يد الفاسدين مجددا وأين كانت الحرية عندما عزلوا الشعب عن حياته العامة لمدة 30 سنة مضت وما نعانيه الآن هو من بقايا النظام الفاسد من مستشفيات خربة ومدارس غير كافية لأولادنا وأنا أريد أن أسأل عندما تم بيع المصانع من الذى باع ومن الذى اشترى إنهم باعوا البلد لأنفسهم واليوم يقولون حرية إنه لا حرية للفاسدين الذين يجب أن يكون جزاؤهم النفى لو طبقنا شرع الله .. وأعود لمن أفتوا بحرمانية الخروج عن الحاكم وأقول لهم بأى أمارة لا نخرج عمن باعوا فلسطين وتحالفوا مع اليهود وبأى أمارة نتحالف مع من باعوا أرضنا ونهبوا أموالنا .. إننا فى ثورة يناير طبقنا قول النبى الكريم: "أفضل الجهاد كلمة حق فى وجه سلطان جائر" وحذر الشيخ مظهر شاهين بعض القنوات الفضائية "الدينية" التى دأبت فى الفترة الأخيرة على مهاجمة الثورة لأنها تتلقى أموالا من دول عربية تخشى أن تنتقل الثورة إليها وهدد بوقف بثها إذا لم تتوقف عن مهاجمة الثورة. وأكد الشيخ مظهر شاهين فى خطبته أن الأغلبية الصامتة تؤيد استمرار الثورة فى الميدان لأن هذه الأغلبية حسب تعبيره هى التى خرجت يوم جمعة الغضب وهى التى لن ترضى بعودة النظام وفلوله وهذه الأغلبية لن تقف مع الفاسدين بطبيعة الحال. أما حركة كفاية فقد قامت بتوزيع بيان حاد اللهجة اليوم ضد الأحزاب التى تفاوضت مع المجلس العسكرى وذكرت فى بيانها أنها ستعود مرة أخرى للنضال ضد نفس القضية التى قامت من أجلها وهى "التوريث" معتبرة أن الثورة لم تغير من واقع القهر وأن البلاد لا تزال تركة يتوارثها أصحاب المصالح الشخصية وجاء فى البيان" تعلن الحركة العود إلى ما بدأته من نضال ضد التمديد والتوريث مرة أخرى.. وكأن الثورة لم تهب ودماء الشهداء التى سالت هى دماء كباش الفداء .. وتهيب الحركة بكل أعضاءها المناضلين الشرفاء للوقوف صفا واحدا كما بدأوه أول مرة فى أول مظاهرة 12/12/2004 لتعاود مسيرتها الأولى ببداية جديدة يوم 12/12/2011 وتحذر الجميع من الوقوع فى مصيدة الوعود الكاذبة والجرى وراء سراب الانتخابات بلون الدم وتطالب بإنقاذ الثورة من براثن الغرماء. أما ضمن فعاليات هذه الجمعة .. فقد رسم المتظاهرون على الأرض شخصاً مكبلاً، ومغلق العينين وكتبوا على جبينه "الدليل الحصرى للإنسان المصرى قبل وبعد الثورة"، كما رسموا بجوار "كوسة" مصحوبة بعبارة "انتخابات نزيهة.. شريفة.. عفيفة.. قائمة ونائمة"، فى إشارة منهم إلى رفضهم لقانون الانتخابات البرلمانية بصيغته الأخيرة. جدير بالذكر أن عدة الحركات السياسية قد دعت إلى المشاركة في مليونية التحرير ، ومن بينها الجمعية الوطنية للتغيير، وحملة حازم صلاح أبوإسماعيل، والجبهة الحرة للتغيير السلمى، وتحالف القوى الثورية، وتحالف الثوار الأحرار العرب، وشباب الحزب الناصرى، واتحاد شباب حزب العمل، والهيئة العليا لشباب الثورة والتى تضم شباب 20 حركة وائتلافا وحزبا سياسيا ، وتم نصب منصتين رئيسيتين داخل الميدان، احدهم خاصو بحملة حازم صلاح ايو اسماعيل، والاخري لحركة فنانين الثورة.