سنة سبعين مات عبدالناصر بأزمة قلبية.. مات فجأة في عز عز مجده.. كان بقالنا تلات سنين بندوق طعم الهزيمة في 67 و مرار الذل و نفسنا مكسورة و راسنا مطاطية.. لسبب ماكنتش فاهماه كانت لسه الناس تؤله عبدالناصر و تغفر له خطايا كتير أهمها إنه استلم خريطة مصر كاملة و مات و هي ناقصة سينا.. حتة كبيرة يعني مش شبرين.. حتي لما حب يعلن إنه المسئول عن الهزيمة عشان اتخدع بكلام { المهم إن الناس صدمت صدمة شديدة من وفاته الفجائية .. و خرجوا في مناحات جماعية و اتحدوا كلهم علي غناء نشيد ماحدش عرف مين ألفه و لا لحنه .. قعدوا ييجي أسبوع عاملين صوانات عزاء و بيقروا قرآن و يغنوا النشيد اللي كان بيقول الوداع يا جمال يا حبيب الملايين .. و فضل الحداد أربعين يوما والبلد لابسة أسود .. { كان النائب ساعتها أنور السادات .. و انتقلت إليه السلطة و أصبح هو رئيس الجمهورية .. كان قدامه تحدي رهيب .. ازاي يحل محل الراجل اللي تمتع بزعامة مالهاش مثيل علي مستوي العالم العربي و أفريقيا و آسيا و المعسكر الشرقي اللي هو روسيا .. واجه صعوبات مالهاش مثيل .. الناس كانت مستهيفاه و بتقارن علي طول بينه و بين كاريزمة عبدالناصر الأوفر .. بس للحق مش كلهم .. لأن مش كل الناس كانت بتحب عبدالناصر .. كانت بتخاف منه و بتخاف تتكلم لحسن تعتقل .. ماهي المعتقلات كانت برضه مفتوحة عالباهلي و الناس بيجيلها زوار فجر ياخدوها الي حيث اللامكان .. وساعتها ماكانش مسموح لحد يسأل و لا يشتكي .. كان يبقي نايم وسط عياله يطب عليهم زوار الفجر .. الولية تصوت شوية و تقوله مع السلامة يا سبعي .. وتخرس .. لحد ما تلاقيه رجع تزغرط وتقوله كفارة يا سبعي .. { فضل السادات يحاول يشغل حيز الرياسة رغم كل التهزئ و قلة الأدب والنكت اللي طلعت عليه هو و أهل بيته .. وتآمر عليه الطقم القديم بتاع عبدالناصر لحد ما بلغه إنهم بيدبروا لقتله .. و عمل ثورة تصحيح في 71 و فتح المعتقلات واعدم التسجيلات اللي كانت بتتسجل للناس من جهاز المخابرات .. { المهم ان السادات بعد كده كان عنده جرح لم يلتئم اسمه نكسة او هزيمة 67 وابتدي يخطط ازاي يمحو الهزيمة دي .. واضح انه وثق بمجموعة من المعاونين ليه من المؤسسة العسكرية و المخابرات .. ناس وثق بهم تماما و كان متأكد إنهم مش حايكشفوا المخطط اللي حايشتركوا في وضعه معاه .. { كانت الروح العامة للشعب و الجيش زي الزفت .. و ماكانش تقريبا حد بيفكر انه ممكن ييجي يوم و نسترد كرامتنا .. السادات استغل الروح الانهزامية دي واتك عليها للآخر .. قعد يعمل تصرفات تبان لكل الناس ان الراجل ده مش ممكن يدخل حرب و لا يعمل اي حاجة ايجابية .. صرف كل الخبرا الروس اللي كانوا ماليين البلد عشان الناس تحس اننا خسرنا دعم روسيا لينا و ما بقيناش تبع اي قوة .. لا روسيا ولا امريكا .. فزاد الاحباط .. و فضل يصدر رسائل للعالم وعلي الأخص اسرائيل اننا خلاص قبلنا بالأمر الواقع و عمرنا ماحاتقوم لينا قومة .. حتي انه صرف الضباط عالاستيداع و بعت جزء كبير منهم للعمرة في رمضان .. خلاص .. كده الرسالة وصلت و اسرائيل تأكدت اننا الحشيش أكل دماغنا و بقينا لا حول ولا قوة .. { وفي يوم السبت 6 اكتوبر 1973 وفي يوم عيد كيبور اللي اليهود فيه بيتوقفوا عن العمل تماما .. ضرب ضربته و في ست ساعات كان هد خط بارليف وادي الاسرائيليين علقة موت و حقق نصر عظيم ما شفناهوش لا في عهد الملك و لا عبدالناصر و لا مبارك .. لكن للأسف كان جزاؤه انه اتقتل علي أيد ناس غبية وجاهلة و مابتشوفش أبعد من كف ايدها .. و كان دايما احساسي يقوللي الراجل ده جه بدري عن وقته .. لو كان عاش كانت امور كتيرة اتغيرت .. حتي اتفاقية السلام اللي ابرمها مع اسرائيل ماكانتش حاتقف عند ما وقفت عنده .. كان اكيد ليها باقي يطلع بيه روحهم .. و كله بالدهاء السياسي و المكر و الحيلة والبولوتيكا .. { السؤال اللي كان بيجول في خاطري .. لو النهاردة جالنا رئيس جمهورية زي السادات .. بكل دهائه ومكره و حنكته السياسية .. و اتحطينا ( لا قدر الله ) في موقف زي ستة اكتوبر ده .. هل حياخد فرصة يخطط و يدبر ويضحك عالعالم كله في سبيل مصلحة بلده؟؟ .. هل ممكن يجد معاونين يساعدوه بإخلاص و يحافظوا علي سرية التكتيكات اللي بيعملها؟؟ .. و الا حا يواجه بناس عمالة تنقده كل ربع ساعة وتطلب منه يطلعلهم كل اسبوع يديهم تقرير باللي بيعمله؟؟ .. هل ممكن تتدبر امور وطن بسياساته الخارجية والداخلية علي مسرح في ميدان التحرير؟؟ .. هل كل تصرف ممكن يعمله لازم يعمل عليه استفتاء و كل الأطياف تقعد تفتي وتتفزلك دون وعي حقيقي بما يدور في الكواليس؟؟ .. هل صح أن سياسات الدول تطرح علي الملأ كده؟؟ .. مش فيه حاجات اسمها خدع سياسية ودهاء و كر وفر وسحب بساط و تمثيل وضحك عالدقون خصوصا مع الأعداء او المنافسين اللي ما بقوش اسرائيل و بس .. دول كتروا قوي .. سؤال بجد محيرني .. ياريت ألاقيله إجابة .