الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية .. هذه الجملة قيلت كثيرا من قبل عن مدي إمكانية أن يمارس الشعب الديمقراطية .. مثلما أكد ذلك عمر سليمان .. ولكن بعد ثورة 25 يناير وأيضا بعد كل ما رأيناه في استفتاء الدستور ونحن علي اعتاب انتخابات مجلسي الشعب والشوري .. نريد أن نعرف .. هل نحن علي قدر الديمقراطية سواء كشعب أو كقوي سياسية؟ ! الإجابة في حوار لن تندم علي قراءته مع الكاتب الكبير كيف نمارس الديمقراطية؟ هناك مدرستان في ذلك , واحدة تري أن نضع الشعب تحت الوصاية إلي أن ينضج , والمدرسة الأخري تعتمد علي دراسة التطور الديمقراطي في دول العالم , فأوروبا تحققت فيها الديمقراطية خلال 200 أو 300 سنة , وكان بها كل هذه المشاكل وكل هذا العوار , وأنا انتمي للمدرسة الثانية , فالتغلب علي عيوب الديمقراطية يكون عن طريق المزيد من الديمقراطية , فهي ممارسة وليست تلقينا , فيجب أن يمارس المواطنون الديمقراطية , ويخطئوا في اختيار ممثليهم , ولن تنشأ أحزاب قوية إلا بعد مرحلة طويلة من ممارسة الديمقراطية تشمل تداول السلطة وتراجع أحزاب موجودة علي القمة , فما نحن فيه ظواهر صحيحة , وإذا بدأنا بداية صحيحة بحيث أقمنا مجتمعا ديمقراطيا وأجرينا انتخابات حقيقية , وأطلقنا حرية المواطنين وتشجيعهم علي المشاركة في الأحزاب وإذا استطعنا أن نصبر قليلا علي اخطاء الديمقراطية فممكن خلال 40 أو 50 سنة أن نصل لممارسة الديمقراطية ونكون قدها وهذا ليس كثيرا . لو تحدثنا عن القوي السياسية الموجودة علي الساحة الآن ونبدأ بالإخوان المسلمين .. فما هي حدود ديمقراطيتهم؟ الإخوان المسلمون كل أهدافهم يالا حالا بالا إلي الانتخابات , وهناك من يتصور أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية فقط , وهذا غير صحيح , فهي تقوم علي مبادئ وقيم مثل أن الأمة مصدر السلطات , ووجود الدولة المدنية التي تفصل بين ما هو سياسي وديني , فالدولة الديمقراطية لابد أن تكون علمانية بكل صراحة , والإخوان المسلمون غير ديمقراطيين ويسعون إلي دولة دينية , ويتحدثون عن أن الإسلام دين مدني , وهذا غير صحيح ولكن المسلمين ليسوا مدنيين , والدولة التي أقامها المسلمون لم تكن دولة ديمقراطية ولم يكن فيها شوري ومفهوم الشوري في الإسلام مدني ولكن في الترجمة الحقيقية هو استشارة أهل العقد والحل والذين يختارهم الحاكم وليس الحق في اتخاذ القرار , فالإخوان يناورون ويتصورون الدولة المدنية علي أن حاكمها يرتدي البدلة والكرافتة وليس العمة , ولذلك أطالب الإخوان بأن يقوموا باجتهاد فقهي يطبق حقيقة أن الإسلام دين مدني , فالإخوان المسلمون ليسوا جماعة مدنية , ولن يكونوا ديمقراطيين . الجميع يخشي الآن السلفيين ويعتبرونهم أشد من الإخوان .. فكيف تري الديمقراطية لديهم؟ بالطبع حدود الديمقراطية اضيق عندهم , والسلفية قبل الثورة كانت تعتبر التظاهر والخروج علي الحاكم خروجا عن الشرع , ولكنهم غيروا موقفهم اثناء الثورة , وقرروا بعدها ان يعملوا في السياسة وانكروا الفتاوي التي تقول انهم ضد الخروج علي الحاكم , ولكن دخولهم العمل السياسي بشعارات دينية وانطلاقا من رؤي دينية هو خروج عن الديمقراطية , والدليل علي ذلك أنهم يقولون الله زعيمنا والرسول والقرآن دستورنا فماذا يقول الآخر , فهذه الامور تقوم علي فكرة ان يحتكر تيار ما مقدسات الامة والتي هي ملك للجميع , ولذلك هذه الجماعات سوف تشوش تشويشا شديدا علي التطور الديمقراطي في مصر , وانا من غير المتفائلين بأننا من الممكن ان نصل لديمقراطية سريعة بسبب وجود هذه التيارات والجماهيرية الواسعة التي حازتها في ظل 60 عاما من غياب التنافسية الحزبية , واتوقع في الانتخابات القادمة انه من الممكن ان تحصل هذه التيارات بما فيها الإخوان علي الأغلبية , وهذا خطر علي الديمقراطية . وماذا عن أتباع الحزب الوطني بعد كل ما حدث له؟ { اعتقد انه حزب وانتهي , وصيغته انتهت او علي الاقل يجب علينا ان ننهيها , ولكن من الوارد ان نجد انفسنا امام صيغة لاصطناع كيان بديل للحزب الوطني ويلعب نفس الدور , ولكن اعضاء الحزب الوطني بالتأكيد سوف يغيرون جلدهم في ممارسة الديمقراطية . كيف تري قدرة الحركات السياسية الشبابية علي ممارسة الديمقراطية؟ هذه الحركات سوف تكون حدودها في ممارسة الديمقراطية اكثر اتساعا ولكن يجب ان يدركوا ان الديمقراطية تقوم عن طريق جماعات سياسية موحدة الرأي والإرادة وليست افرادا فجزء من العوار الديمقراطي هو فكرة الكتلة الكبيرة من المستقلين , وبروز دور الإخوان والسلفيين كان بسبب أنهم جماعات منظمة ولها قيادة عندما تقول اشتركوا في جمعة الغضب يشتركون , وانا طالبت بأن القوي التي شاركت في الثورة من الشباب وهي كتلة قوية إما أن يشكلوا حزبا او اثنين او كل واحد منهم ينضم الي حزب قريب من رؤيته وحتي لو كانت الأحزاب ضعيفة او فاسدة عليهم ان يدخلوها ويصلحوها .