لم يخطر بخاطر السيدة "مريم منصف", أول وزيرة كندية من أصول أفغانية, والتي جاءت إلي كندا كلاجئة سياسية هاربة من أفغانستان, إنها ستسجل علامة فارقة كونها اول سيدة من اصول افغانية تتولي حقيبة وزارية في كندا وذلك فى التشكيل الوزاري الجديد برئاسة "جوستان ترودو" رئيس الوزراء الكندي الجديد. وفاز الحزب الليبرالي الكندي في الانتخابات الفيديرالية والتي اقيمت فى اكتوبر الماضي؛ ومن المتبع أن يشكل رئيس الحزب الفائز بالانتخابات, الحكومة الكندية الجديدة.. وحرص "جوستان ترودو"على تقديم تشكيلة وزارية بنكهة مميزة, إذ ساوي بين الجنسين فى تقسيم الوزارات، كما حرص على التنوع العرقي فى التوزيع الوزاري وترتب علي ذلك تولي السيدة "مريم منصف" منصب وزيرة المؤسسات الديمقراطية وبذلك تعد "مريم" أصغر وزيرة فى الحكومة الجديدة والتي شكلت في 4 نوفمبر 2015. حسام العايدي- صحفي مصري مقيم بكندا ولدت "مريم منصف" في أفغانستان لعائلة فقيرة وقدمت عائلتها طلبا للجوء السياسي بكندا عندما كانت الوزيرة فى الحادية عشر من عمرها هربا من الصراع الدائر فى افغانستان ومن مطاردة طالبان لأسرتها خاصة أن والدها قد قتل في ظروف غامضة من قبل طالبان حسبما أفادت "مريم" فى تصريحات لهافينغتون بوست الكندية. ولم تكن رحلة "مريم منصف" لكندا سهلة أو هينة, بل صادفت أهوالا ومشاقا مع عائلتها حتي نجحوا فى الوصول لكندا.. وبدأت الرحلة الصعبة من أفغانستان مرورا بإيران والتي قضوا فيها بعض الوقت ثم انتقلوا منها الي باكستان واخيرا الي الأردن ومنها إلي كندا... وتحكي "منصف" عن رحلتها قائلة: إنها ركبت الحمير والجمال وسارت بين الجبال مع أسرتها المكونة من والدتها وشقيقاتها وناموا فى العراء ومع ذلك لم يفقدوا الأمل . ومن أبرز المصاعب التي واجهتها "مريم" فى بداية حياتها بكندا كان عدم قدرتها على التحدث باللغة الانجليزية والتي شكلت عائقا أمامها للحديث مع الآخرين... أما عن أول حدث مهم رأته "مريم" في حياتها الجديدة بكندا فكان صنبور المياه أو ما يسمي بالحنفية, إذ لم يسبق لها أن شاهدت ماء ينسدل من فتحة الصنبور, كما انبهرت بالبانيو كونها لم تتخيل وجود مثل هذه الاشياء خاصة أن طالبان قد منعت الافغان من مشاهدة التلفاز أثناء حكمهم افغانستان. لم تكن مسألة الاندماج بالأمر الهين خاصة أن "مريم منصف" لم تكن تعرف الانجليزية ولكن بمرور الوقت ومع المساعدات التي تلقتها وأسرتها من المجتمع الكندي, نجحت "مريم" في الاندماج في حياتها الجديدة حيث تعلمت وأجادت اللغة الانجليزية ثم حصلت علي بكالوريوس العلوم من جامعة "ترنت". و لم تنس "مريم" البلد الذي جاءت منه فحرصت على الانضمام للعديد من الجمعيات الاهلية الهادفة الي تقديم مساعدات إلي النساء فى أفغانستانوكندا. انضمت "مريم" الي قوائم الحزب الليبرالي عام 2014 وترشحت ممثلة له هذا العام, وسعت منذ انضمامها للحزب الي التركيز على قضايا المرأة خاصة ما يتعلق بالعنف ضدهن. وعن اختيارها كوزيرة قالت: إنها تفاجأت بقرار رئيس الحزب بترشحها كوزيرة المؤسسات الديمقراطية خاصة أنها لم تطالب ولم تكن تسعي إلي أي منصب سياسي. أما عن حياتها الشخصية فهي عزباء وبرغم أنها غير متزوجة إلا أنها تمزح قائلة :إنها متزوجة بالمدينة التي تسكن بها وهي لم تصادف الشخص المناسب حتي الآن.