د. جلال أمين : مستحيل أن تحدث ثورة مضادة !

وقع الكاتب الكبير الدكتور جلال أمين كتابه " مصر والمصريون في عهد مبارك " في مكتبة الديوان وسط حشد كبير من الحضور ، وتحدث عن هذا الكتاب قائلاً إن المصريين شهدوا فى علاقتهم بمبارك شهر عسل كان قصيراً جداً ..
وأضاف د. أمين إن الرئيس مبارك حرص فى بداية عهده على تهدئة الأوضاع السياسية فى مصر خاصة مع المعارضة ، وأتضح هذا خاصة مع القرارات التي اتخذها بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الكبار ، بل واستقبلهم فى قصره بالترحيب ، ومبارك كان ذكياً جداً في التعامل مع المعارضة في بداية عهده فلم يهاجم معارضيه في تلك الفترة كما كان يفعل السادات الذي كان يهددهم بالسجن وأحيانا بالفرم .
كتاب مصر والمصريون في عهد مبارك صدرت الطبعة الأولى منه عام 2008 عن دار ميريت في 260 صفحة قدّم فيها المفكّر والمؤرخ الدكتور جلال أمين أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية
وصفاُ لحال مصر في عهد الرئيس مبارك علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وقد قال وقتها في مقدمة طويلة للكتاب " لا أشك أنه قد آن الأوان لأن نلقي نظرة شاملة على عهد الرئيس حسني مبارك بأكمله ، فها قد مر أكثر من ربع قرن على تسلّمه حكم مصر وهي فترة طويلة بأي معيار ، ولكن دلائل كثيرة تشير إلى أن عصر مبارك أصبح قريباً جداً من نهايته ... " وكأنه كان يتوقع ما حدث في مصر مؤخراً .
وأكد الدكتور جلال أمين في اثناء اللقاء أنه لم يفاجأ بما حدث فى ثورة 25 يناير ، حيث كان يرى أن الشباب قد تغير للأفضل فى السنوات الأخيرة ، فهؤلاء الشباب الذين ولد معظمهم في عهد مبارك لم يعاصروا النكسة وهذا جعلهم أكثر جراءة من الاجيال التي سبقتهم وهم من سينسب لهم التاريخ التحول الكبير الذي حدث في مصر ، مؤكداً انه يفضل تسمية ثورة 25 يناير بثورة الشباب لأن دورهم كان واضحاً من البداية وهم من قاموا بالثورة وضحوا من اجلها والجميع يعرف انه لا يوجد تيار سياسي واحد يستطيع ان ينسب له ما حدث من تغيير في مصر .
وهاجم أمين بعض الكتاب والصحفيين واصفاً اياهم بالمنافقين مؤكداً ان الناس لن تصدقهم لان اليوم صعب جداً ان ينجحوا في الخداع والتضليل كما فعلوا من قبل لسنوات ، مشيراً إلي أن الصحف القومية تحتاج لتغيير جذري هي الاخري لتواكب مصر الجديدة ، وأكد أنه لا يتوقع أن تحدث ثورة مضادة مؤكداً ان هذا أمر مستحيلاً بعد ان فُضح النظام وانهار بكل رموزه ، هذا بالاضافة إلي أن جزء من الفساد وقوة النظام السابق قام علي تهاون الشعب في حقه واليوم صعب ان يكبتوا الناس أو يخرسوهم .