شباب تافه وضعيف الاهتمامات وكل وقته يضيع في النت والكورة والبنات والكافيهات ومالوش في السياسة.. هذا أقل ما كان يقال علي الشباب المصري من قبل.. ولكن هؤلاء الشباب هم أنفسهم الذين قاموا بواحدة من أروع وأمجد الثورات الشعبية فى التاريخ ، وبالتأكيد دماغ الشباب اختلفت.. وتفكيرهم واهتماماتهم تغيرت .. مش تعليم وشغل وبس .. لازم يبقي لي دور في المجتمع ، هذا ما يدور في دماغ رأفت أحمد- بكالوريوس تجارة- والذى يقول: في خلال شهر واحد التفكير كله اختلف تماما، وأصبحت لدي اهتمامات مختلفة، فأنا كان كل همي أن أتعلم وأتخرج وأشتغل وأقبض مرتب كويس فقط، ولكن الآن كل تفكيري منصب في أن يكون لي دور في المجتمع، فلازم أكون متطوعاً في أي شئ يخدم بلدي، ولن يكون في دماغي أي شئ تافه مثل زمان، فمن قبل كنت لازم كل يوم أجلس في كافيه أو ألعب بلاي ستيشن أو بلياردو، ولكن الآن الوقت الذي أضيعه في كل ذلك لازم أستفيد منه حتى ولو في الشغل أو قراءة كتاب أو أي عمل تطوعي. مش همشي وأسيبها حتى ولو هشتغل زبال.. هذا ما أكده حمادة عيّادة- بكالوريوس تربية- ويقول: منذ تخرجي وأنا أبحث عن فرصة للسفر خارج مصر بأي شكل من الأشكال لأني كنت متأكداً أن الأمور هنا صعبة، ومن المستحيل أن أجد عملاً مناسباً ، ولكن بعد كل ما حدث مستعد أشتغل زبال في مصر ولن أتركها وأمشي، هذا بجانب أنه أصبح لدي أمل في الحياة أكثر، وتفكيري كله تغير، فلن أهتم بالكرة وبس مثل زمان، فيجب أن أبدأ في تنمية مهاراتي وأتعلم أشياء جديدة تساعدني في سوق العمل وأفيد بها بلدي. ويقول محمد عبد الهادي- كلية تجارة- : صعب أكون شاب تافه بعد ما حدث في 25 يناير، ولكننا كنا تافهين لأن الدولة كانت تريدنا كذلك ولا تريد أن يكون لنا صوت، أما الآن فأنا شخصيا لن أسكت، ولن أرضي بأي إهانة ولن أسكت على أي شئ خطأ أو أي فساد، كما أني كنت من قبل " مدمن إنترنت " ولكن الآن سيكون استخدامه في حاجة مفيدة فقط. كما يقول إسلام فؤاد- بكالوريوس هندسة-: هناك سلوكيات كثيرة تغيرت بداخلي، بجانب أن الاهتمامات اختلفت، فلازم أقرأ كثيرا وأتعلم أشياء جديدة، كما أني مستعد أن أشارك في تنظيف الشوارع على الرغم أننا كنا نري أن ذلك عيب ويقلل مننا من قبل ولكن الآن أنا تحت أمر بلدي وخدمتها في أي شئ، وأهم شئ أني لن أدفع رشوة من أجل أي شئ حتى ولو مصلحتي ستتعطل . أبحث عن حقوقي وأشارك في السياسة وأفيد بلدي.. هذا ما يفكر فيه إسماعيل سيد- كلية طب القصر العيني- ويقول: ثورة 25 يناير أكدت أن لدينا طاقة ومحتاجين نستغلها صح، وفي نفس الوقت نحتاج لقدوة نسير ورائها بدون تضليل، وكل واحد لازم يتغير من داخله، فأنا سوف أهتم بأن أعرف ما هي حقوقي وأبحث عني وأيضا واجباتي تجاه البلد، ولازم أكون قارئ جيد في السياسة وأشارك فيها، ويجب أن أفيد بلدي بأي شئ، فعدم تضييع الوقت في أي شئ تافه يفيد بلدي أو حتى اتقاني لعملي أكيد يفيدها، كما أني لن أنساق وراء أي كلام يقال ولازم أتأكد من أي كلمة تقال لي، ولن أضر أحد بأي شكل من الأشكال، ولن أفعل مثلما يفعل البعض ويهين الشرطة، كما أنه أصبح لدي هدف في الحياة ورسالة سأقدمها لبلدي. التزام- أخلاق- وطنية.. هذه هي المبادئ التي وضعها يوسف محمد علي- بكالوريوس تجارة- لنفسه.. ويقول: أصبح لدي وعي كبير بعد الثورة، وأريد أن أبتعد عن أي شئ خطأ كنت أقوم به من قبل، ووضعت لنفسي مبادئ وبإذن الله سوف أسير عليها، فلازم يكون عندي التزام في كل شئ، ففي العمل والشارع وفي البيت لازم أكون ملتزم، ويجب أن يكون عندي أخلاق في التعامل وفي كل شئ، بجانب أني يجب أن يكون لدي وطنية وأحافظ على بلدي وأشارك في أي شئ يخصها. مش هعيش تاني في غيبوبة.. هذا ما عبر عن اهتماماته به أحمد رياض- ليسانس آداب- ويقول: لازم أفكر في الصح بعد ذلك، ولن أسكت على أي فساد، ولن أعيش في غيبوبة مرة أخري، فأنا من قبل كنت لا أريد أن أعرف حتى ما يحدث في البلد، ولن الآن أصبح لدي وعي كامل بكل شئ، فلن تكون دماغي كلها في الكورة والأهلي والزمالك ولا حتى في الفن وآخر ألبوم وآخر فيلم في السينما، فكل ذلك تغير، لأني لن أستطيع أن أعيش وسط الشباب الحالي بتفكير تافه. والآن .. السؤال لك : دماغك فيها إيه ؟!....