بعد اشتباكات عنيفة دارت ليلة أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم .. توقف العنف الدائر فجأة فى مختلف الشوارع المؤدية إلى مقر وزارة الداخلية بعد أن نجح عدد من المواطنين فى الفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن .. الوضع كان يبدو هادئا حتى الساعة الثالثة عصراً بعد أن أكد الكثير من شهود العيان لبوابة الشباب انسحاب الألتراس من موقع الأحداث باستثناء مجموعات قليلة لا تزال تصر على مواصلة الاشتباك مع قوات الأمن ..وقد بادرت مجموعات اخرى من الشباب بدعوة جميع المتظاهرين والمتواجدين بالقرب من وزارة الداخلية للتوجه إلى ميدان التحرير والتظاهر به منعا لحدوث أى مصادمات أخرى وردد المتظاهرون هتاف على "الميدان على الميدان .. الثورة لسه فى الميدان "######## يقول محمد نصار عضو اللجنة الشعبية فى شارع منصور أنه نجح بمعاونة عشرات الشباب فى الفصل بين المتظاهرين بعد أن تضاءل عدد الألتراس أمام مقر الوزارة مساء أمس وبعد أن اشتعل الحريق بالكامل فى مبنى مصلحة الضرائب العقارية ولهذا تراجع الشباب أمام مشاهد النيران ثم تراجعت الشرطة وتم عمل منطقة عازلة على مسافة تصل إلى حوالى مائة متر بين الطرفين وتم إقامة عازل من الأسلاك الشائكة والأحبال وحاليا نمنع أى أحد من الاقتراب من قوات الأمن المركزى ..#### أما عن الأوضاع فى شارع عبد المجيد الرمالى أو شارع فهمى المطل بشكل مباشر على باب وزارة الداخلية فقد هدأت الأحوال أيضا وتراجعت قوات الأمن المركزى فى ظل وجود مناوشات بسيطة بين الجانبين وفى شارع نوبار تقوم مجموعات من المواطنين بعمل حاجز بشرى بين الطرفين. ويؤكدون المتواجدون فى اللجان الشعبية بوزارة الداخلية أنهم لا ينتمونى لأى جهة ولا ينتمون لفخوان كما ادعى الكثيرون. #### وقد أدت الأحدات إلى تحط بعض المحلات كما اعتدى عدد من البلطجية على مول الكمبيوتر بباب اللوق وتمت سرقة محتوياته من أجهزة كمبيوتر وخلافه فى حين يؤكد بعض شهود العيان ان أصحاب المحلات داخل المول انقذوا ما كان بها من اجهزة .. كما احترق مبنى مصلحة الضرائب بالكامل وواجهة مبنى فى شارع آخر مجاور .###### وحول الوضع فى المستشفى الميدانى يؤكد الطبيب أحمد مصطفى ان المستشفيات الميدانية لم تستقبل اى حالات منذ الصباح باستثناء حالات قليلة لمصابين بتوتر عصبى وإغماءات خاصة وان الغاز المستخدم يؤدى لتشنجات حادة ومنتهى الصلاحية. ومن ناحية أخرى فقد عادت الحياة إلى طبيعتها إلى ميدان التحرير حيث تم فتح الميدان امام حركة السيارات فى ظل غياب نسبى للمتظاهرين.. لكن مع حلول الرابعة عصراً انقلب الوضع .. صحيح لم تبدأ المناوشات لكن كما اختفوا فجأة .. عاد المئات من الألتراس وتقدموا بشكل منظم في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية واصبحوا علي مسافة أمتار من الوزارة ، حتى الآن المسألة لم تتعد ترديد هتافاتهم التى تهاجم الشرطة .. لكن اقترابهم بهذا الشكل يجعل قنبلة الاشتباكات علي وشك الانفجار في أى وقت . وبالفعل .. في الرابعة والنصف اتضح المشهد .. فانسحاب الألتراس كان منظماً بدليل أن هجومهم كان أيضاً كذلك .. فقد انتشروا فجأة في جميع المداخل والشوارع المؤدية للوزارة وأطلقوا وابلاً من الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية والطوب باتجاه عساكر الأمن المركزي ، باختصار .. نحن أمام إعادة لمشهد معارك الكر والفر بالأمس .. وبمرور الوقت تصاعدت حدة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بمحيط وزارة الداخلية فى شوارع محمد محمود ومنصور والفلكى، وقامت سيارات الإسعاف بنقل العديد من المصابين بحالات اختناق نتيجة الغازات ، وتدور حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن بمحيط وزارة الداخلية ، بينما شكل العشرات من أهالى عابدين حوائط بشرية ومصدات حديدية أمام قوات الأمن بشارع نوبار لمنع إعادة الاشتباكات بينهم وبين المتظاهرين، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بشارع منصور. ومع حلول السادسة مساء توصلت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب مع اللواء أحمد جمال مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، إلى مبادرة لوقف الاشتباكات فى محيط وزارة الداخلية بين المتظاهرين وقوات الأمن. تقضى المبادرة بتحديد ساعتين يتم فيها وقف أى اشتباك، وتكون بمثابة هدنة ويتم خلاله بناء أسوار أسمنتية على بعد مائة متر فى شارع منصور وفهمى وجميع الشوارع المؤدية للداخلية، وسيكون هذا السور بمثابة خط أحمر، من يتعداه يصبح من حق الداخلية التعامل معه، وفقا للقانون، كما سيتم تشكيل وفد من نواب لجنتى الدفاع والشباب لتنفيذ المبادرة على أرض الواقع والتفاوض مع المتظاهرين ، ووافق مساعد الوزير على المبادرة واقترح أن تبدأ مساء اليوم ووجه الشكر للنواب، كما تم الاتفاق على عقد اجتماع مع القوى السياسية الساعة الثامنة مساء اليوم، بلجنة الدفاع بمجلس الشعب، لتفعيل المبادرة وإقناع المتظاهرين بالعودة لميدان التحرير.