جذبني خبر قرأته يوم الخميس الماضي وفكرت أن يكون موضوع اليوم، فقد منعت إدارة الصحافة و النشر العامة الصينية الصحف والمجلات والدوريات وكذلك الكتب ومواقع الإنترنت من استخدام أي مصطلحات باللغة الإنجليزية للحفاظ على نقاء اللغة الصينية، لأنها ترى أن الاستخدام المتزايد لتلك المصطلحات يضر إلى حد كبير بتماسك ونقاء اللغة الصينية المكتوبة والشفهية. وأن تلك المصطلحات تقضى على بيئة لغوية وثقافية سليمة ومتناغمة، ولها تأثير سلبي في نفس الوقت على المجتمع. وقررت بذلك منع إدخال عبارات أجنبية أو كلمات أو مختصرات إنجليزية في المنشورات الصينية أو استحداث عبارات أجنبية ليست صينية وذات معان غير واضحة، وإنما سمحت فقط باستعمال عبارات أجنبية في حالات الضرورة القصوى بشرط أن يتم ترجمة معانيها بالصيني، بما في ذلك أسماء الأشخاص والأماكن. بالفعل خبر يستحق الوقوف أمامه لوقت طويل فإذا كانت التجربة الصينية هي دعوة للحفاظ على التراث واللغة الأم من الطمس وفقد الملامح الجميلة، فمن الأولى بنا أن نفعل مثلما فعل الصينيون لأن لغتنا العربية لغة جميلة، ولابد أن نقتدي بالصينيين، من أجل الحفاظ علي هويتنا ولتدريب الجيل الجديد على تذوقها وخاصة في الصحافة المصرية التي أصبح أغلب الكتاب والصحفيين يتبارون في استخدام أكبر كم من المصطلحات والكلمات بالإنجليزية وأيضا الفرنسية، وحتى لغة "الروشنة" كما يطلق بعض الكتاب الجدد من الجيل الجديد، وحتى الكبار صاروا معهم بنفس الطريق، على الرغم من أن لغتنا فيها كل أدوات الجمال كالبلاغة بما فيها من استعارات وجرس موسيقى، فليس مبررا للوصول للقارئ البسيط والنزول للشارع بما نكتب أن نتدنى بمستوى الكتابة، وأن ندخل مصطلحات أجنبية بداع وبلا داع كنوع من التفاخر بأننا نتحدث لغات أجنبية لمخاطبة شريحة مماثلة دائما ما تتفاخر بأن يكون حديثها "بالفرانكوآراب"، إذا هيا بنا لنطبق التجربة الصينية. عبير المرسى