سؤال بسيط طرح نفسه على الساحة الرياضية خلال الفترة الماضية .. هل هناك لاعب يستطيع تغيير مصير فريقه ؟! بمعنى أنه فى ظل وجود هذا اللاعب فى الفريق يصبح الفريق بطلا ويحرز بطولات وفى غيابه يتغير الحال وتنقلب الأوضاع ولا يحقق هذا الفريق أى إنجازات تذكر ؟!هذا التساؤل كان لا بد من طرحه بسبب أزمة إحتراف شيكابالا وإختلاف الآراء حول إحتراف اللاعب فهناك من يؤيد فكرة إحترافه تحقيق : حواش منتصر لكن الفئة الأكبر من الرياضيين وكل جماهير و عشاق الزمالك يقفون ضد إحتراف اللاعب وكأنه برحيله فإن الزمالك سيصبح ناديا مغمورا لا يعرفه أحد هذا الكلام لا يعنى أننا نقلل من حجم شيكابالا وموهبته كلاعب مميز لكن بالتأكيد الزمالك الذى أنجب العديد من نجوم اللعبة فى مصر لن يتوقف عن البطولات ولن يتوقف عن إنجاب النجوم، نفس الوضع حدث عندما كانت هناك عروض احتراف لأبوتريكة عندما كان متألقا مع الأهلي، لكن بالمنطق وبالأرقام فإن تاريخ كرة القدم منذ بدايتها وحتى الآن لم يشهد لاعبا يصنع تاريخ فريق سوى لاعبا واحد فقط إسمه دييجو أرماندو ماردونا و غير ذلك مهما كانت إمكانياته ومهما بلغ تألقه وحب الجماهير له لم يستطع أن يغير تاريخ فريق ويصعد به من نادى مغمور إلى أفضل نادى فى العالم سوى ما فعله مارادونا مع نادى موناكوالفرنسى. مارادونا عندما إنتقل من برشلونة الأسبانى إلى نابولى الإيطالى عام 1984 لم يكن أحدا يعرف شيئا عن النادى الإيطالى وفجأة تحول النادى المغمور لواحد من أهم الأندية بعد أن حقق معه مارادونا قفزة نوعية فقد فاز الفريق بالدوري الإيطالي مرتين موسم 86/1987 و 89/1990 وكأس إيطاليا مرة واحدة عام 1987 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989 وكأس السوبر الإيطالي عام 1990 كما كان الفريق وصيفا للدوري الإيطالي مرتين في موسمى 87/1988 و 88/1989 .. فى التحقيق التالى سألناه عدداً من خبراء اللعبة هل مازالت فكرة اللاعب الأوحد موجودة؟ وهل النادى الذى يصنع النجم أم اللاعب هو الذى يصنع ناديه؟ وهل حقيقى أن هناك لاعبين يغيرون مصير فرقهم أم أنه يشارك فى جزء من التاريخ ولا يصنعه؟ المعلق الرياضى محمود بكر أكد قائلا : إذا تخيلنا وجود شىء إسمه اللاعب الأوحد الذى يقوم عليه الفريق فبالتالى لا يجب أن نطلق على كرة القدم أنها لعبة جماعية، لكن يمكن أن نقول أن هناك لاعب مميز سواء كان حارس مرمى أو مدافع أو لاعب خط وسط أو مهاجم، وهذا اللاعب المميز لا يفرط فيه ناديه بسهولة لأسباب مهمة أولها موضوع الإنتخابات فمجلس الإدارة يقول إن هذا اللاعب يساهم بشكل كبير فى فوز الفريق و فى حالة الإستغناء عنه سيهبط مستوى الفريق وبالتالى هذا سيؤثر على نسبة التصويت فى صناديق إنتخابات النادى، الأمر الثانى فإن الأندية لا تفرط فى اللاعب المميز ليس لكونه اللاعب الأوحد الذى بدونه يموت الفريق وينساه الجمهور ولكن لسبب أبسط من ذلك بكثير وهو أن الخيارات المتاحة أو البديل لهذا اللاعب ليس موجود بكثرة فالمواهب فى الملاعب المصرية قليلة وهذا هو السر فى عدم تفريط الأهلى فى أبو تريكة مثلا خلال السنوات الماضية رغم العروض المغرية التي تلقاها، وهنا لابد أن نقارن ما يحدث عندنا فى مصر بما يحدث فى الملاعب الأروبية فهناك مرونة فى التعامل لأن هذه الأندية تدار إقتصاديا ، فإذا كان النادى لديه نجم يساهم فى إنجازات الفريق فليس من العيب بيعه مهما كان إسمه ومهما بلغت نجوميته لأن مساحة الإختيار هناك واسعة فهم ينتقون من كل دول العالم و بالتالى لن يجد صعوبة فى ضم نجم فى نفس المستوى أو أقل قليلا وهذا ما حدث بالفعل مع كريستيانو رونالدو بعد أن تركه مانشيستر يونايتد وهو فى قمة تألقه لينتقل لريال مدريد وهنا يكمن الذكاء فهذا اللاعب لن يعطى أكثر من ذلك لمانشيستر وبالتالى لابد من البحث عن بديل له، نفس الأمر بالنسبة لكاكا نجم الإنتر عندما تركه ليلعب لنادى ريال مدريد الأسبانى. أما الناقد الرياضى الدكتور علاء صادق فيقول: فى الوقت الحالى من الصعب أن نقول أن هناك لاعباً أوحد يصنع تاريخا لفريقه سواء على المستوى المحلى أو العالمى، لكن فى كل زمان هناك لاعب مؤثر إيجابا لصالح فريقه وغيابه يؤثر سلبا فمنذ موسمين كان أبو تريكة هو هذا اللاعب للأهلى و منتخب لأنه اللاعب الوحيد الذى يصنع الفارق ، لكن فى القرن الماضى فى الخمسينات و الستينات و السبعينات كان من الممكن أن نرى فكرة اللاعب الأوحد فلولا النجم البرازيلى بيليه ما كان أحد سيعرف نادى إسمه سانتوس البرازيلى ، بيليه هو الذى صنع تاريخ هذا النادى و هناك لاعب آخر إسمه بوبى تشارلتون ساهم بشكل كبير فى صناعة تاريخ مانشستر يونايتد الإنجليزى فى الستينات ، أما فى الثمانينات لا يجب أن ننسى الأسطورة مارادونا الذى لم نعرف أي شىء عن نابولي الإيطالي إلا فى الفترة التى قضاها اللاعب داخل جدران النادى ، لا قبلها و لا بعدها ذاق هذا الفريق طعم البطولات، هذا الكلام ينطبق على كل اللعبات الجماعية فالتاريخ يذكر لاعب آخرا يمكن أن نضعه داخل قائمة اللاعب الأوحد لكن ليس فى كرة القدم و لكن فى كرة السلة هذا اللاعب إسمه مايكل جوردن والذى صنع تاريخا لنادى شيكاغو بولس فى دورى كرة السلة الأمريكى للمحترفين فقد حصل الفريق على بطولة الدورى 7 مرات متتالية ثم إعتزل جوردن اللعبة لمدة موسمين لم يتمكن خلالها شيكاغو من تحقيق أى لقب ثم عاد بعد ذلك مايكل جوردن للنادى ليتمكن شيكاغو مرة أخرى من الفوز ببطولتين متتاليتين و منذ ذلك الوقت و حتى الآن لم يعد نادى شيكاغو إبلي خريطة كرة السلة الأمريكية ، نعود مرة أخرى لكرة القدم و أقول أن النادى أهم من اللاعب فبنسبة 99% النادى يصنع نجومية اللاعب وبنسبة تقل عن ال1% اللاعب قد يصنع تاريخ للنادى و هذه حالات إستثنائية لا يمكن تعميمها ، و هذا ينقلنا لنقطة أخرى و هى فكرة الإنتقال من تشجيع النادى للاعب، فأنا لست مؤيدى هذه الفكرة لأنه ببساطة لو أجرينا إستطلاعا بين جماهير الأهلى الذين يحبون أبو تريكة أو بركات ستجد المسألة محسومة للأهلى و ليس للاعب بنسبة 95%، نفس الأمر بالنسبة لشيكابالا مع الزمالك فلو ترك أبو تريكة الأهلى ليلعب فى نادى آخر هل سترحل جماهير الأهلى معه أم ستظل فى تشجيع ناديها ؟! نفس الأمر بالنسبة لشيكابالا فى الزمالك .. و يقول الكابتن خالد بيومى الناقد و المحلل الرياضى : إذا كنا نتحدث عن اللاعب سوبر الذى يحمل الفريق على أكتافه فإن هذا ليس موجودا الآن ففى فترة السبعينات كان هذا اللاعب موجودا مثل الفرنسى ميشيل بلاتينى والألمانى رومينيجه لكن الآن الوضع إختلف سواء فى التكتيكات أو فى الكم الهائل من اللاعبين، والتأكيد أن فكرة اللاعب الأوحد ليست موجودة الآن هو أن بيكهام عندما ترك مانشستر يونايتد لم يتوقف الفريق عن المكاسب ولا كاكا عندما ترك الإنتر نفس الوضع بالنسبة لصامويل إيتو عندما ترك برشلونة متوجها لإنترميلان والسبب فى ذلك أن كل فريق به أكثر من عنصر يمكنه أن يؤدى ويغير من نتيجة فريقه نفس الوضع يمكن أن نطبقه على على الأندية في مصر فهي لن تتأثر بغياب لاعب بعينه لأنه بالتأكيد هناك لاعبون مميزون سيقومون بنفس الدور، فالتعامل يكون مع الفريق ككتلة واحدة و منظومة متكاملة ، لكن فكرة اللاعب الأوحد قد تظهر بشكل اكبر فى أندية الوسط أو الأندية الصغيرة مثل الإسماعيلي، و لكن فى الفترة و تحديدا من سنة 2000 و حتى الآن لا يوجد لدينا لاعب يمكن أن نرى فيه جزء من سمات اللاعب الأوحد سوى محمد أبو تريكه و قبله كان حسام حسن، أما فكرة صناعة اللاعب لإسم النادى فهى غير مقبولة فمثلا على المستوى العالمى كل النجوم الذين انضموا لأندية كبيرة كانوا مغمورين و نجوميتهم لم تصنع إلا فى النادى الذى يلعبون له مثل كاكا و كريستيانو رونالدو و ميسى حتى زالاتان إبراهيموفيتش عندما كان فى اليوفنتوس لم يظهر إلا عندما لعب مع الإنتر ميلان ، فالنادى هو الذى يخلق اللاعب و ليس العكس ، و فى النهاية لا يمكن إلا أن أقول أن اكبر مثال على اللاعب الأوحد هو مارادونا عندما لعب لموناكو لأنه مع عدد من اللاعبين العاديين و فى نادى مغمور حقق بطولات عديدة فى وقت كان فيه الدورى الفرنسى يضم عددا من نجوم اللعبة العالميين أمثال ميشيل بلاتينى و زيكو و سقراط .. أما الكابتن طارق يحيى المدير الفنى لنادى الإنتاج الحربى فيقول : أعتقد أن هذا اللاعب لم يظهر حتى الآن و لكن نستطيع أن نقول أن محمد بركات و محمد أبو تريكة و شيكابالا و من قبلهم حازم إمام و حسنى عبدربه من اللاعبين المؤثرين وجودهم يعد إضافة لفرقهم لكن هذا لا يعنى أنه بغيابهم تغيب البطولات عن أنديتهم ، فالأهلى لا يعتمد أبو تريكة فقط ولكن على عدد من اللاعبين المميزين مثل بركات و ابو تريكة و متعب و حسام غالي وحسام عاشور وغيرهم و كل واحد له دور محدد يقوم به خلال ال90 دقيقة ، على العكس مما كان يحدث فى فترة سابقة فالأهلى كان يعتمد على الخطيب بشكل كامل لكنه عندما إعتزل فالأهلى لم يتوقف عن حصد البطولات و لم يحدث إخفاق للفريق، لذلك يمكن أن نقول أن هناك لاعبين يصنعون تاريخا لأنديتهم مثل محمود الخطيب فى الأهلى و حسن شحاتة فى الزمالك لاعبين مثل هؤلاء الإستاد يمتلىء بالجماهير من أجلهم لكن من الصعب أن تجد مثل هذا اللاعب لأن المواهب قلت فمثلا لن نجد لاعبين مهاريين بحجم على خليل أو فاروق جعفر أو إبراهيم يوسف فكلهم نجوم مع إختلاف مهامهم و قدراتهم و كل منهم يستطيع أن يصنع مجد ، لكن الآن كل لاعب يكمل الآخر ..