كلنا تابعنا في الأيام الأخيرة الجدل الشديد بخصوص أزمة إغلاق عدد من القنوات الفضائية الدينية بسبب ترويجها - حسبما قالت وزارة الإعلام - للشعوذة والخرافات.. وفى المقابل تم أيضاً إغلاق بعض القنوات الأخرى بسبب إباحيتها و تجاوزاتها الاجتماعية مثل قناة سترايك والإمارة ولايف تى فى. وبين الحالتين الأولي والثانية .. فوجئنا بظهور تجاوز أخر وهو فيلم" سكس " تم تصويره وإخراجه وإنتاجه فى مصر وطاقم العمل كله من أول الكامير مان وحتى الأبطال من المصريين , وعشان خيالنا ميروحش لبعيد وحتى نعرف أصل الحكاية تحدثنا مع محمد عادل مخرج ومؤلف الفيلم الذى استغرب جداً انزعاج الناس من اسم الفيلم لان كلمة "سكس" معناها جنس .. وهى كلمة تستخدم فى البطاقة وفى جواز السفر إضافة إلى وجود علم اسمه "السيكسولوجى" .. فما المشكلة ان يكون هناك فيلم اسمه"سكس" ؟! مع العلم أن الفيلم الهدف منه هو نقد سياسة الشعب المصرى والعربى التى تعتمد على الحكم من خلال المظهر العام دون النظر للجوهر والمضمون. ويضيف محمد : اسم "سكس" يوحى بأن محتوى الفيلم يتضمن قصصا جنسية مثيرة ومشاهد خارجة، بينما "سكس" هو فيلم روائي قصير يتناول قصة أحد الشباب، درس علم السيناريو فى أمريكا لمدة 5 سنوات فى إحدى الجامعات وبعد إنهاء دراسته كتب سيناريو عرضه على بعض المنتجين هناك فتحمسوا له بشكل كبير لإنتاجه , وبعد تفكير منه أراد أن تستفيد بلده بالسيناريو باعتبار أنها أولى من الدول الغريبة ..وبالفعل ينتقل هذا الشاب إلى مصر ويحاول عن طريق صديق له مساعدته للوصول لأحد المنتجين لإنتاج الفيلم فينصحه صديقه بالتوجه أولا إلى الرقابة على المصنفات لتوافق له على السيناريو ثم يعرضه على المنتجين ، فيذهب إلى جهاز الرقابة ويقدم السيناريو لهم ولكن بمجرد أن قرأ موظف جهاز الرقابة اسم الفيلم ذهب مسرعا الى رئيس الرقابة قائلا له إن السيناريو يخدش الحياء دون أن يقرأه، وأنه يجب أن يحرر محضرا رسميا لمؤلفه بتهمة خدش الحياء ، وبالتحقيق مع صاحب السيناريو يتضح أن السيناريو يتناول قصة كفاح فريق موسيقى يتكون من 3 شباب هم سامى وكريم وسمير وأن اسم الفيلم "سكس" هو أول حرف من اسم كل عضو فى الفريق ولا يحمل الفيلم أي محتوى جنسى أو مشاهد مخلة . ويعبر محمد عن استيائه من جهاز الرقابة المصرى لإن كل همه – حسب كلامه - هو الحجر على حرية الرأى والفكر دون التعمق فى التفاصيل ، ويضيف : أنا كتبت قصة الفيلم من خيالى لكن بالفعل هذا الخيال تحول لواقع فعلى بمجرد أن حاولت عرض الفيلم على الرقابة واسست جروب على الفيس بوك باسم الفيلم تم إغلاقه والناس شتمتنى وسبتى وكفرتنى دون محاولة منهم فى التعرف على قصة الفيلم ، نحن لا نطالب بإلغاء الرقابة ولكن المطلوب ان يتم تغيير الموظف ووضع بدل منه فنان يفهم ويقدر ما يعرض عليه من أعمال سينمائية ، وأنا سعيد جدا بأن الناس عرفت فيلمى ورسالته وصلت لديهم قبل عرضه ، إضافة إلى أنهم منتظرون عرض الفيلم والذى سيكون فى دار الأوبرا المصرية وساقية عبد المنعم الصاوى بحلول عيد الفطر المبارك ، وبعد العرض المصرى سيشارك الفيلم فى مهرجان اثينا السينمائى ثم مهرجان كان . وكشف عادل أن الفيلم لاقى تضامن العديد من النجوم الكبار الذين وافقوا على المشاركة فيه كضيوف شرف مثل المخرج والمنتج هانى جرجس فوزى والفنان الكبير أسامة عباس ، أما البطولة فهى لحفيد الفنان الراحل عبد المنعم مدبولى، عمر مدبولى وحسام صالح وباسم عاصم ومحمد عبد العزيز وإبراهيم فواز وأحمد العسال وحسام حلمى ومحمود خاطر ومحمد عثمان وطه الريان وعلى عبد العزيز و الفيلم من إنتاج "فيوتشر ارتيست" ومساعد مخرج محمد زكى ومونتاج بيتر عزت وتصوير خالد أحمد ومدير تصوير سامح محمد . وبما أن الفيلم كله ينتقد الرقابة فكان لابد ان نعرف رأى الرقابة .. وتحدثنا مع سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية والذى قال لبوابة الشباب : أنا لا أعرف أي شىء عن هذا الفيلم وأكيد تم تصويره داخليا بدون تصريح وبدون علم الرقابة ، وهذا الولد لم يتقدم بأى سيناريو إلى الرقابة كما يزعم وأحب أن أؤكد أنه سيقع تحت طائلة القانون لأنه سيقوم بعرض الفيلم بدون تصريح من الرقابة ، إضافة إلى خدشه للحياء العام بهذا الاسم المقزز ، فالرقابة على المصنفات ليست سطحية لان تنخدع بمثل هذه الدعاية الرخيصة حتى ولو كان الفيلم لم يتضمن أى مشاهد إباحية لكن ممكن الكلمة تتسبب فى جرح مشاعر المشاهد .. فالرقابة مهمتها هو تنفيذ القانون وليس الحجر على حرية الفكر والإبداع ، فالوضع مشابه لازمة الفضائيات التى تم إغلاقها مؤخرا فالأزمة تتلخص فى تنفيذ القانون وليس الحجر على فكر معين. أما الناقد محمد صالح فكان رأى أخر وهو أن اسم الفيلم غير كاف للحكم عليه فنياً ، إضافة إننا لم نشاهد الفيلم حتى الآن فلا يجوز أن نعترض عليه ولكن من حق اى شخص محترم ان يعترض أن يعرض فيلمأً بهذا الاسم الساذج والأهبل والتافه فى دار الاوبرا المصرية .