سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 23-4-2024 في بداية التعاملات    انخفاضات ملحوظة في أسعار السلع والمنتجات الغذائية في السوق المصرية بعد تدخل حكومي    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024 في الأسواق    آخر مستجدات تطور العلاقات المصرية الفرنسية في عهد السيسي وماكرون    مقتل 10 أشخاص إثر تحطم مروحتين في شمال غرب ماليزيا    وزير خارجية إيران: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود "غير قانونية" على طهران    عصابة القتلة تضحى برئيس الاستخبارات.. استقالة أهارون حاليفا معترفا بالفشل    الجيش الأوكراني: خسائر روسيا القتالية في أوكرانيا ترتفع إلى 461 ألفًا    موعد مباراة الزمالك القادمة والقنوات الناقلة    محافظ شمال سيناء يستقبل وزير الشباب والرياضة    الإسماعيلي: ندفع بأحمد الشيخ تدريجيا لهذا السبب.. ونجهز اللاعبين للأهلي    الثانوية العامة 2024.. تعرف علي مواصفات ورقة امتحان اللغة الأجنبية الثانية    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس اليوم الثلاثاء 23-4-2024 والموجة الحارة لمدة 72 ساعة    حالة الطرق اليوم، زحام مروري بشوارع ومحاور القاهرة والجيزة    بعد قليل.. استكمال محاكمة المتهمين في قضية فساد الري    ندوة بجامعة القاهرة لتشجيع وتوجيه الباحثين لخدمة المجتمع وحل المشكلات من وجهة نظر جغرافية    التهاب الجيوب الأنفية الحاد: أعراض ووقاية    وول ستريت تتعافى وارتفاع داو جونز 200 نقطة وخروج S&P500 من دائرة الخسارة    أزمة لبن الأطفال في مصر.. توفر بدائل وتحركات لتحديد أسعار الأدوية    مصرع عامل غرقًا بمياه الترعة في سوهاج    مُسن يطلق النار على عامل بسوهاج والسبب "مسقى مياه"    مصر تستهدف زيادة إيرادات ضريبة السجائر والتبغ بنحو 10 مليارات جنيه في 2024-2025    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    نيللي كريم تظهر مع أبطال مسلسل ب100 وش.. وتعلق: «العصابة رجعت»    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    بالأرقام.. تفاصيل توزيع مخصصات الأجور في الموازنة الجديدة 2025 (جداول)    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 23 أبريل 2024    إزالة 14 حالة تعد بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية    لبنان.. شهيد جراء قصف طيران الجيش الإسرائيلي سيارة في محيط بلدة عدلون    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام عطلة شم النسيم 2024 للقطاعين بعد ترحيل عيد العمال    بلينكن ينفي "ازدواجية المعايير" في تطبيق القانون الأمريكي    رئيس الوزراء يهنئ وزير الدفاع بعيد تحرير سيناء سيناء    بشرى سارة لجمهور النادي الأهلي بشأن إصابات الفريق    عاجل.. صفقة كبرى على رادار الأهلي الصيف المقبل    بعد وفاته في تركيا، من هو رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني؟    نصائح مهمة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية خلال الطقس اليوم    الكونجرس يشعر بالخطر.. أسامة كمال: الرهان على الأجيال الجديدة    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    عبدالجليل: دور مدير الكرة في الأهلي ليس الاعتراض على الحكام    «فلسطين توثق المجازر».. فعاليات متعددة في رابع أيام مهرجان أسوان (تعرف عليها)    علي هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد العربي.. 11 دولة عربية في ضيافة النقابة العامة للغزل والنسيج بالقاهرة    عامر حسين: الأهلي احتج على مشاركة حارس الاتحاد السكندري    الشرطة تداهم أوكار الكيف.. سقوط 85 ديلر مخدرات في الإسكندرية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    علي جمعة عن سبب تقديم برنامج نور الدين: ربنا هيحاسبني على سكوتي    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 23 أبريل في محافظات مصر    مصرع شخص وإصابة 2 في تصادم 3 تريلات نقل بالوادي الجديد    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل بدأت الحرب على الفضائيات المصرية الخاصة؟

منذ أسبوعين تقريبا قامت المنطقة الحرة الإعلامية بوقف 4 قنوات بشكل مؤقت، حتى تتمكن من مراجعة آدائها الإعلامى وتعاقداتها مرة أخرى. هذه القنوات الأربع كانت «الناس، الصحة والجمال، الخليجية، والحافظ»..
القرار كان مفاجئا فى توقيته وحدته، فبالرغم من تطرف الرسالة الإعلامية التى كانت تبثها هذه القنوات إلا أن إيقافها فى وقت واحد كان أشبه بمفاجأة تم تأويلها باعتبارها مؤامرة على القنوات الدينية..
أما المفاجأة الأكبر فكانت قيام الشركة المصرية للنايل سات والتى يترأس مجلس إدارتها اللواء أحمد أنيس بإيقاف 12 قناة أخرى وإنذار ما يقرب من 20 قناة. الوضع هذه المرة كان مختلفا، فالقرار لم يصدر من قبل المنطقة الحرة الإعلامية كما كان الوضع منذ أسبوعين إلى جانب أن هذه المرة لم تكن القنوات الدينية أو التى تعمل على الدجل والشعوذة فقط هى المستهدفة من هذا القرار والذى شمل قنوات مثل «سترايك» وغيرها من القنوات الخاصة بالزواج والمسابقات.
حتى الآن يبدو القرار إيجابيا ولكن أزمة هذين القرارين المتزامنين فى نقطتين هامتين، النقطة الأولى لها علاقة بأن الكثيرين يتصورون أن إيقاف هذه القنوات كان فقط بسبب المضمون الذى تقدمه وبالتالى يعد هنا اعتداء على حرية تعبيرها الفضائية وهذا غير صحيح حيث نوضح فى السطور التالية كيف تتم عملية إيقاف قناة سواء من قبل النايل سات أو من قبل المنطقة الحرة الإعلامية، وما الضوابط التى تحكم حصول هذه القنوات على رخصة من الأساس وصولا إلى الحالات التى يمكن أن تصدر فيها المنطقة الحرة الإعلامية قرارا بإيقاف قناة بالاضافة إلى معلومات تفصيلية حول عدد القنوات التى تتعامل مع المنطقة الحرة والآليات التى تحكم العمل لكى تكون الصورة أكثر وضوحا.
النقطة الأخرى لها علاقة بأبعاد قرارى الإيقاف.. بمعنى آخر كيف نضمن ألا تكون هذه القرارات بداية لمرحلة جديدة يتم فيها تضييق الحصار على تجربة الفضائيات المصرية الخاصة؟ خاصة فى ظل ما يقال حول أن ما حدث والكلام المستمر من قبل قيادات «النايل سات» حول احترام قيم المجتمع وسياقه الأخلاقى ومن ثم تتحول هذه المصطلحات الفترة القادمة إلى قيد جديد يفرض على حرية الإعلام الخاص.
نعم هناك تخوفات من أن تكون هذه القرارات التى تبدو إيجابية حتى الآن الخطوة الأولى على طريق تطبيق الوثيقة التى وضعها وزراء الإعلام العرب من خلال جامعة الدول العربية منذ أكثر من عامين والمتعلقة بتنظيم البث الفضائى.. ومن هنا كان لابد من طرح السؤال أولا على اللواء أحمد أنيس -رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للنايل سات- ثم على قيادات العديد من الفضائيات المصرية الخاصة التى نجحت على مدى سنوات فى أن تكسب ثقة المشاهد المصرى.
69 قناة
القرار الأول كما أشرنا من قبل جاء من خلال المنطقة الحرة والتى كما سيتضح تعتمد فى قرار كهذا على معايير محددة.
أسامة صالح رئيس هيئة الاستثمار والمنطقة الحرة أو ضح ل «روزاليوسف» أن عدد القنوات التابعة للهيئة والمنطقة الحرة العامة للإعلام يبلغ 69 قناة تابعة ل 40 شركة فى حين أن هناك 539 قناة فضائية تتبع النايل سات وليس للهيئة أى سلطة للإشراف عليها ولعل هذا ما يفسر انفراد «النايل سات» بقرار إيقاف ال12 قناة التى تم وقفها مؤقتا خلال الأسبوع.
وتحتل شركة مودرن الفضائية المرتبة الأولى فى عدد القنوات التى استخرجت تراخيص لها وهى سبع قنوات، منها الدراما والروايات والرياضة والعامة وتساوت شركتان فى بث خمس قنوات لكل منهما وهما شركة البراهين العالمية والتى تم إيقاف قنواتها عن البث وشركة سيجما للإعلام (قنوات الحياة) وتأتى أربع شركات فى المرتبة الثالثة، حيث تبث ثلاث قنوات وهى شركات دريم للإعلام وكليوباترا ميديا للقنوات الفضائية وبانوراما للإنتاج الإعلامى والشركة الأولى للإعلام (قنوات سترايك) وفضلت 7 شركات بث قناتين فقط وهى شركات أسما للإنتاج الإعلامى وشركة كايرو للقنوات الفضائية وشركة النيل للإنتاج الإذاعى (قنوات (fm) وشركة هوا ليمتد (قنوات otv) ومنشأة عمال الاقتصادية والإعلامية (أسعد مبارك محسن الدوسرى) وشركة الأفق للقنوات الفضائية (موجة) وشركة النجاح الإعلامية وبثت 26 شركة قناة واحدة فقط وهى شركات تليفزيون تميمة والمحور للقنوات الفضائية والإعلام وبشائر الهدى والواحة «قناة البغدادية» وشركة مسيان والرافدين والعربية للإرسال الإعلامى «قناة الساعة» وشركة الأهلى ومنشأة الرحمة وشركة أمان للإنتاج التليفزيونى والبدر وشركة أصيلا للإنتاج الإعلامى» قناة «مواهب وأفكار» وشركة الرؤية والشركة العربية للإنتاج والخدمات الإعلامية «قناة صفا» وشركة فيرجينيا للإنتاج الإعلامى «قناة الفراعين» وشركة الاتصالات الإعلامية قناة i&u وقناة اللورد وشركة تى إن تى فى «قناة القاهرة والناس» وشركة إعلام للقنوات الفضائية «قناة الشباب» وشركة المصرية العالمية «قناة موتور تى فى» وشركة بروميد وشركة الوصل الفضائية وشركة لايف ستايل وشركة سبيد أجنسى «قناة كوميديا» والشركة الدولية للفضائيات وشركة جولدن آرت.
التحايل على التراخيص
ونظرا للمنع الواضح والذى بدأت به المنطقة الحرة الإعلامية قائمة ضوابطها بمنع بث القنوات ذات الصبغة الدينية لجأ عدد من القنوات إلى التحايل لاستخراج الترخيص بأنها قنوات عامة منوعة وبعضها متخصص فى الدراما والأفلام والمسلسلات والسينما وتقديمها جميع الأعمال الدرامية من مسلسلات وأفلام عربية وأجنبية رغم اسمها الدينى الواضح واسم الشركة المؤسسة لها ومنها قنوات الناس والخليجية والحافظ والتابعة لشركة البراهين وقناة الهدى التابعة لشركة بشائر الهدى وقناة البدر التابعة لشركة البدر ذات مسئولية محدودة وقناة الرحمة التابعة لشركة منشأة الرحمة للإنتاج الفنى والإعلامى.
الضوابط التى وضعتها المنطقة الحرة الإعلامية لاستخراج الترخيص تضمنت بشكل واضح عدم السماح للقنوات ذات الصبغة الحزبية أو الداعية للجنس وللعنف بالإضافة إلى الإعلان عن أى منتجات طبية وأساليب علاجية إلا بعد الحصول على موافقة وزارة الصحة وعدم بث أى مواد إعلامية من شأنها الحث على التطرف وإثارة الفتن والحض على كراهية أو ازدراء الأديان وعدم السماح ببث أى فتوى لغير المؤهلين المعتمدين من جهات الفتوى المعتمدة بمصر وهى الضوابط التى استندت إليها الدولة فى إيقاف قنوات الصحة والجمال والحافظ والناس والخليجية وإنذار قناتى الفراعين و«أون تى فى».
وأكدت الضوابط موافقة مجلس إدارة المنطقة الحرة على إقامة قنوات فضائية متخصصة فقط مع تحديد نوع التخصص، وألزمت الضوابط الشركات التى يرخص لها بالعمل فى المنطقة بميثاق الشرف الإعلامى بالإضافة إلى عدم جواز التنازل عن الترخيص الممنوح له للغير إلا بموافقة الجهة الإدارية المختصة وأن تتم أعمال التوزيع والتشفير لبث البرامج والخدمات عبر الشركات المرخص لها بذلك، بالإضافة لكفاية وملاءمة رأس المال للنشاط المطلوب مزاولته. وأن تخطر كل شركة الهيئة العامة للاستثمار باسم رئيس مجلس إدارة الشركة والممثل القانونى وكذا أعضاء مجلس الإدارة للحصول على الموافقة.
المنطقة الحرة لديها أيضا قائمة المبادىء التى يجب على القنوات المصرية العاملة مراعاتها ومنها عدم المساس بالمصلحة القومية للبلاد والالتزام بالتعليمات التى تصدرها الحكومة فى أوقات الحروب والكوارث الطبيعية، بما يضمن عدم المساس بالأمن القومى للبلاد والالتزام بالموضوعية وعدم نشر أو إذاعة الوقائع مشوهة أو مبتورة وتحرر الدقة فى توثيق المعلومات وفى العرض المتوازن للأداء.
واحترام خصوصية الأفراد وعدم اتهام الأفراد أو المؤسسات أو التشهير بهم أو تشويه سمعتهم بدون دليل والالتزام بما توجبه التشريعات من المحافظة على حقوق الغير ومراعاة حقوق الملكية فيما يبث من مواد وحظر الترويج للدعوات العنصرية أو العرقية أو الطائفية وعدم امتهان الأديان أو الحض على كراهيتها أو الطعن فى إيمان الآخرين.
مخاوف مشروعة
ما سبق كان توضيحا لمساحة الدور الحقيقى الذى تلعبه المنطقة الحرة الإعلامية من حيث آليات التعامل مع الفضائيات الخاصة ولكن وكما أشرنا من قبل فإن القرار الأصعب والمتعلق بإيقاف ال12 قناة جاء من خلال الشركة المصرية للنايل سات وليس من خلال المنطقة الحرة، لذا كان من المنطقى طرح مخاوفنا على «اللواء أحمد أنيس» والذى يملك تفسيرا لهذا القرار وإجابة عن سؤالنا الخاص بما إذا كانت هذه بداية حرب على القنوات المصرية الخاصة حيث دار معه الحوار التالى:
القرار مقلق إلى حد ما.. بمعنى أننى كمالك لقناة خاصة قد يساورنى القلق من جراء قرار كهذا.. ما تعليقك؟
«أتصور أنه من حقك أن تشعر بالقلق فى حالة واحدة، وهى أن تكون خارجا على القواعد المتفق عليها فى العقد الموقع بيننا كشركة وبينك، ولكن إذا كنت ملتزما بشروط التعاقد لماذا إذن قد تشعر بالقلق؟.
ولكن القرار كان مفاجئا أليس كذلك؟ ولماذا الآن بالذات؟
- «لقد صبرنا كثيرا وقمنا بعمل توجيهات من خلال التليفون أكثر من مرة، ثم بدأنا فى إرسال إنذارات وكل هذا كان يتم تجاهله، إذن كان لابد من وقفة عنيفة لتصحيح مسار هذه القنوات حتى تعود إلى قواعدها مرة أخرى وكى تلتزم أولا بشروط التعاقد وثانيا بمنظومة القيم التى تعمل فى إطارها.
ولكن هل الإيقاف كان الحل؟
- «بالمناسبة عدد بسيط من القنوات التى تم إيقافها قنوات دينية بينما هناك ما يقرب من 8 قنوات أخرى لا علاقة لها بالدين وتم إيقافها لأسباب تتعلق بالمضمون الذى يتنافى مع القيم الأخلاقية والاجتماعية، فالتجاوزات كانت من الشدة التى تجعلنا نتخذ قرارا كهذا.. ومرة أخرى طالما القناة ملتزمة بشروط التعاقد وبقيم هذا المجتمع الأخلاقية إذن لا داعى للقلق».
هناك تخوف من أن تكون هذه بداية حرب على القنوات المصرية الخاصة؟
- «وما العلاقة بين القنوات التى تم إيقافها وبين القنوات المصرية الخاصة، خاصة أن معظم هذه القنوات ليست مصرية ثم أنى أود أن أقول لمن يتبنى هذا التفكير إننا لن نتآمر فالتعاقدات واضحة وسليمة وعلى القنوات أن تكون ملتزمة بها، ثم إن القنوات التى تم إيقافها لا تتجاوز 3 بالمائة من اجمالى القنوات الموجودة على النايل سات». نقلنا تخوفاتنا إلى قيادات عدد من أهم الفضائيات الخاصة فى مصر لمعرفة انطباعاتهم عن هذه القرارات وما إذا كانت تشكل تهديدا على حرية الإعلام الخاص فى مصر واختلفت إجاباتهم كالتالى.
عندما سألنا د.وليد دعبس المسئول عن مجموعة قنوات «مودرن» حول ما إذا كان يعتبر قرار الإيقاف متعسفا أو أن له أهدافا أخرى بعيدة قال «مسألة إيقاف القنوات لها علاقة باشتراطات معينة يتضمنها العقد الخاص بالنشاط الذى تمارسه كقناة وبالتالى أمر طبيعى للغاية أن يتم غلق قناة إذا أنذرت ولم تتبع الاشتراطات لأنه ببساطة عندما تنص بنود عقد ما على شىء ولم يتم الالتزام به يصبح العقد لاغيا. وبالتالى لا أستطيع أن أقول إنه كان هناك تعسف، ولكن من الممكن أن نقول إن الإنذارات لم تكن واضحة بالقوة الكافية أو أن الإجراء كان جديدا من نوعه خاصة أن هناك فارقا كبيرا بين التعسف وبين تطبيق الإجراءات.
د.وليد اعتبر ما حدث أمرا متوقعا خاصة أن حجم القنوات قد زاد بطريقة غير عادية دون أن يفهم أحد ما هى أهدافها.
«لابد أن يكون لكل قناة هدف وأن يكون معلوما ما المواضيع التى تناقشها». قاطعت د.وليد متسائلا عما إذا كانت هذه بداية هجمة على الفضائيات المصرية الخاصة فقال: «لا أتصور ذلك فالقنوات ذات الباع فى الفضاء المصرى أو العربى بشكل عام ليس لها علاقة بما حدث والدليل أنها لم توجه لها أى إخطارات».
قاطعته مرة أخرى متسائلا: ولكن ألا تبدو جملة «مراعاة قيم المجتمع وأخلاقه فضفاضة إلى حد ما؟
فأجاب قائلا: «لابد من مراعاة قيم المجتمع وأخلاقياته فى كل الأحوال لأنه لا يجوز مثلا فتح قناة تحرض على الفساد أو تقدم صورا عارية وأشياء خليعة فهذا كلام غير مقبول.. ثم إنى لابد وأن أشير إلى نقطة مهمة.
كونك قناة فضائية لا يعنى ضرب عرض الحائط بالقيم أو ألا يكون هناك مواثيق شرف، فلابد من ميثاق نلتزم به جميعا كقنوات».
د.وليد أشار إلى أن بعض القنوات التى تم إيقافها كانت تحاول قيادة مصر إلى منعطف خطير يهدد كل ما حاولنا تحقيقه حتى الآن وكل هذا من خلال «شوية ناس.. بتتكلم فى الدين وتوقع بين أطراف المجتمع المختلفة من أجل الإعلانات».
حرية مسئولة
الإعلامى «طارق نور» يرى أن إغلاق هذه القنوات لا يحمل أى تهديد لحرية الإعلام من أى نوع بل تعجب قائلا: «القنوات دى كان لازم تغلق من بدرى» فالرسائل التى تحملها والمواضيع التى تتحدث عنها كان من الممكن أن تتلف عقول الناس وهذا كلام مرفوض.. ثم إن السؤال ليس لماذا يتم إغلاقها الآن وإنما كيف ظهرت من الأساس وبالمناسبة هناك فارق كبير بين الحرية وبين الهزل الدينى إلى جانب أننا فى مصر وليس أمريكا حيث المتلقى المتعلم الواعى».
عندما سألت «طارق نور» عما إذا كان متخوفا من دلالات مثل هذه القرارات أجاب قائلا: «لا أخاف من القرارات السليمة وإنما من القرارات الخاطئة وحتى الآن لم أر قرارا خاطئا وأتصور أن وزير الإعلام لم يتخذ القرار إلا بعد مداولات كثيرة».
سألناه عما إذا كان قلقا على حرية القنوات الخاصة بأى شكل فقال «حاليا أنا فى مرحلة متابعة ومشاهدة وانتظار لكى أرى ما الذى سيحدث.. بالطبع لن أقف مع أى ممارسات معادية للحريات وإنما هناك مصطلح اسمه «حرية مسئولة».
خوف «طارق نور» الوحيد كان من أن هذه القرارات وتدفقها فى وقت واحد سوف يتسبب فى حالة عدم أمان فيما يتعلق بمصير الحريات الشخصية حيث تصبح أنت حتى كمواطن فى حالة تأهب».
أما عندما توجهنا بأسئلتنا وتخوفاتنا إلى «أسامة عز الدين» رئيس مجلس إدارة قنوات «دريم» أكد لنا أنه لا يملك الإجابات المناسبة لأسئلتنا وفضل أن يعتبر نفسه مشاهدا ومستمعا لما يحدث حتى يستطيع أن يصل إلى حكم منطقى بل وقال ردا على سؤالنا حول ما إذا كان هناك تهديدات غير مباشرة للقنوات الخاصة «لم يصلنى أى توجيه أو تحذير أو أى شىء من قريب أو بعيد ومازلنا نحاول إعادة قراءة ما حدث وما سيحدث».
«أسامة عزالدين» قالها صراحة «بعض القنوات التى تم إغلاقها كان لهم كامل الحق فى القرار الذى اتخذوه معها فهى قنوات تخلق فتنة دينية بيننا وبين بعضنا البعض وبالتالى موافق على القرار بهذا الشكل أما أى قراءات خاصة بأبعاد أخرى للقرار فلا أستطيع أن أقول إنى أملك الإجابة الآن».
قليل من الربط
الوضع مختلف بالنسبة ل «ياسمين عبدالله» الرئيس الأسبق لقناة «أو تى فى» والتى شهدت وصنعت تجربة هذه القناة من بدايتها حيث تعتبر «ياسمين» أن قرارات الإيقاف ليست تحمل تهديدا لحرية واستقلالية الفضائيات الخاصة «مادام أن الفضائيات ملتزمة بالرخصة التى تحملها لأنه ليس من المنطقى أن تتحول قناة منوعات إلى قناة دينية، ولا يصلح أن تتحول قناة للأسرة إلى قناة للزواج والارتباط وبالمناسبة لو دخلت هذه القنوات فى حرب قانونية ضد النايل سات أو هيئة الاستثمار لن يكونوا الفائزين فى المعركة لأن الهيئة على حق قانونيا ثم إنه إذا تعاملت القنوات بشكل منضبط فيما يخص التعاقدات والشروط لن يكون هناك مشكلة».
- إذن أنت لا ترين أى نوع من التحفز؟
«لا أتصور ذلك خاصة أن الفضائيات المصرية الخاصة عززت من قيم الإعلام المصرى وأهميته وليس من مصلحة أى جهة أن تقلص عدد القنوات المصرية الخاصة فى الوقت الذى تملك فيه معظم الدول العربية قنوات خاصة تتحدث باسمها.. بعبارة أخرى التحفز للفضائيات المصرية لن يكون أبدا من مصلحة مصر ثم إنه مرة أخرى أود أن أؤكد أن المسألة متعلقة فى النهاية بالرخصة وشروطها المتفق عليها».
سألت «ياسمين عبدالله» عما إذا كانت تعتبر ما حدث بداية تطبيق لبنود الوثيقة التى طرحها وزراء الإعلام العرب فى جامعة الدول العربية والخاصة بتنظيم الإعلام وتم رفضها من قبل إعلاميين كثيرين فأجابت بحسم: إذا افترضا ذلك فالأولى أن نقول: إن التطبيق تأخر وكان من المنطقى أن يتم منذ 3 سنوات مثلا هذا فى حال أن صدق مثل هذا التصور. وبالمناسبة أنا لن أوافق على أى ممارسة تقلص من حرية الإعلام والرأى ولكن قليلا من الربط والضبط يكون صحيا أحيانا».
«ياسمين عبدالله» ختمت حديثها بقولها إن توقيت قرار الإيقاف نفسه توقيت شائك بسبب الدلالات التى قد يحملها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.