فاز السيد البدوى فى انتخابات رئاسة حزب الوفد التى أجريت أمس خلال جمعية عمومية للحزب.وكان من بين المتنافسين على رئاسة الحزب فؤاد بدراوى السكرتير العام للحزب. وحزب الوفد من أقدم وأكبر الأحزاب الليبرالية المصرية، تأسس فى أعقاب ثورة 1919، وسمى على اسم "الوفد" الذى اختاره المصريون لإجراء مفاوضات نحو الاستقلال عن إنجلترا التى احتلت البلاد عام 1882. وتم حل الحزب بعد ثورة 1952 مع حظر الأحزاب السياسية، وأعيد تأسيسه عام 1978 فى فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات التى سمح خلالها بتأسيس أحزاب سياسية بدلا عن الاتحاد الاشتراكي؛ الحزب الوحيد قبل 1976. وجاء الحزب فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى المركز الثالث تاليا لحزب الحرية والعدالة الذى أسسته جماعة الإخوان، وحزب النور السلفى، وانتخب عبد العليم داوود النائب عن حزب الوفد وكيلا لمجلس الشعب عن العمال والفلاحين. وأعلن حزب الوفد مؤخرا دعمه لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 26 و27 مايو المقبل. وقد توافد العشرات من أعضاء حزب الوفد على مقر الحزب للمشاركة في انتخابات رئيسه أمس الجمعة، حيث سيعقد الحزب الجمعية العمومية له، واختار أعضاء الهيئة الوفدية بين الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وفؤاد بدراوى، السكرتير العام للحزب، المرشحين على رئاسة الحزب، ويحيى محمد رشاد، أمين عضو لجنة الوفد العامة بالمنوفية. وأجرى البدوى وبدراوى جولات مكوكية بمختلف المحافظات خلال اليومين الماضيين للالتقاء بأعضاء وقيادات الوفد بمختلف اللجان الفرعية للحزب لكسب ودهم وأصواتهم فى تلك المعركة. وتبادل أنصار المرشحين – بدراوي والبدوي - الاتهامات حول مسئولية كل منهما عن الأزمة المالية بالحزب وتراجع الوفد على الساحة السياسية وفى الشارع المصرى، بالإضافة إلى تحالف الحزب فى وقت من الأوقات مع الإخوان المسلمين. وكان الدكتور السيد البدوى، رئيس الوفد، وفؤاد بدراوى، السكرتير العام للحزب، تحالفا فى الانتخابات الماضية فى مواجهة الدكتور محمود أباظة، الرئيس السابق للحزب. وكان بدراوى أعلن خوض الانتخابات الماضية ثم تراجع وأعلن دعمه للبدوى وجاب معه المحافظات، وانتهى الأمر إلى فوز الأخير، وتبدل الحال فى المعركة التى تحسمها الهيئة الوفدية، حيث جاب الفرقاء المحافظات كل بمفرده حرصا على الحصول على دعم الهيئة الوفدية التى انقسمت حول ذلك. اللافت هذه المرة أن من دعموا أباظة فى الانتخابات الماضية أعلنوا دعمهم لفؤاد بدراوى بسبب غضبهم من ممارسات البدوى، وهو ما رد عليه أنصار البدوى بالهجوم على من أسموهم "أصحاب الجمعيات الممولة أمريكيا". وقد تصاعد الهجوم المتبادل لدرجة أن قيادات وفدية حذرت من أن يؤدى ذلك إلى التأثير بالسلب فى وضع الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال السيد البدوى، إن الحزب من أقدم وأعرق الأحزاب فى مصر، وله كثير من المواقف الوطنية على مر التاريخ، لافتا إلى أن رئاسته مهمة ومسئولية كبيرة على أى شخص. وأضاف البدوى أن الانتخابات تمت بين عائلة وفدية واحدة، ولن تكون هناك أى فرقة أو شتات، بل سيخرج الرئيس الفائز مع المرشح الخاسر متشابكى الأيدى دون أى مشاكل. وتابع: "شرفت فى الانتخابات الماضية أن أكون كبيرًا للعائلة الوفدية لمدة 4 سنوات، وأعظم ما أعتز به ثقة الوفديين وتتويجهم لى رئيسا" .