وقالت الخارجية الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة تربطها بمصر من خلال شراكة طويلة الأمد والعديد من المصالح المشتركة، بما فى ذلك: دعم مصر مستقرة وشاملة وازدهارا، وتأمين السلام فى المنطقة، ومكافحة التطرف. وقالت جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية، إن بلادها تريد أن ترى مصر تنجح، وتؤمن بأن الشراكة بين البلدين ستكون أقوى عندما تشهد مصر عملية ديمقراطية شاملة، ينتج عنها حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا تقوم على سيادة القانون، تحترم الحريات الأساسية واقتصاد مفتوح وتنافسى. وأشارت إلى أن واشنطن قررت كنتيجة مراجعة المساعدات لمصر، وفقا لتوجيهات الرئيس أوباما، "الحفاظ على علاقتنا مع الحكومة المصرية، مع إعادة تنظيم مساعداتنا إلى مصر". وأكدت ساكى أن الولاياتالمتحدة ستظل تعمل مع الحكومة المصرية المؤقتة والكونجرس، على مواصلة تقديم الدعم الذى يستفيد بشكل مباشر منه الشعب المصرى فى مجالات مثل الصحة والتعليم، وتنمية القطاع الخاص، كما ستواصل تقديم الدعم للمساعدة فى تأمين الحدود المصرية، ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية، وضمان أمن سيناء. كما ستواصل الولاياتالمتحدة توفير قطع الغيار اللازمة لمعدات العسكرية الأمريكية التى يستخدمها الجيش المصرى، فضلا عن التدريبات العسكرية. ولكن مع ذلك، ستستمر الولاياتالمتحدة فى تعليق مجموعة من المساعدات، ووقف تسليم مساعدات ومعدات عسكرية، بالإضافة للمساعدات المالية، وذلك لحين تولى السلطة من قبل حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا خلال انتخابات حرة ونزيهة. كما ستواصل الولاياتالمتحدة دعم التحول الديمقراطى، وتعارض العنف كوسيلة لتسوية الخلافات داخل مصر. وأكدت ساكى أن واشنطن ستستمر فى مراجعة القرارات المتعلقة بتقديم المساعدات بشكل دورى، وسوف نواصل العمل مع الحكومة المؤقتة لمساعدتها على التحرك نحو أهدافنا المشتركة فى جو خال من العنف والتهديد. بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، تعليق المساعدات العسكرية لمصر، والتى تقدر قيمتها 260 مليون دولار، كثفت تل أبيب من جهودها لإقناع الإدارة الأمريكية بعد المساس بالمساعدات العسكرية الضخمة التى تقدمها واشنطن لإسرائيل سنويا، خاصة عقب الأزمة الفيدرالية التى نشبت بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والجمهوريين. وكشفت مجلة "يسرائيل ديفينس" التابعة للجيش الإسرائيلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل على إعادة بلورة اتفاق المساعدات العسكرية لإسرائيل، ليكون بديلاً عن الاتفاق الجارى حالياً، والذى يقدم لإسرائيل مساعدات ب3 مليارات دولار سنوياً حتى أكتوبر 2017. وجاءت زيارة يعالون لواشنطن، بينما تعانى الإدارة الفيدرالية الأمريكية من شلل وسط اختبار قوة بين أوباما والجمهوريين بشأن الميزانية، ما أدى إلى تجميد المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل التى تقدر ب3.2 مليار دولار سنويا، وكان من المفترض سدادها فى أوائل أكتوبر الجارى. وأشارت المجلة العسكرية الإسرائيلية إلى أن دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل أمنياً هى أهم المواضيع التى تم مناقشتها فى الزيارة التى أجراها وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، مؤخراً فى الولاياتالمتحدة مع نظيره الأمريكى تشاك هيجل. وأوضحت المجلة الإسرائيلية أن يعالون أعرب عن شكره خلال اللقاء على المساعدات الأمنية، وعلى التعاون المشترك التى تقدمه الولاياتالمتحدة لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات الأمنية بين الجانبين، مشيرة إلى أن يعالون قد فاجأ نظيره فى ختام اللقاء بتقديمه هدية بمناسبة يوم ميلاده ال67. وكان قد ناقشا هيجل ويعالون المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل، وصفقة الأسلحة التى اتفق عليها خلال زيارة هيجل لإسرائيل فى إبريل الماضى، والتى تضمنت تزويد إسرائيل بطائرات "بوينج أوسبرى 22"، وطائرات تزود بالوقود فى الجو من طراز "كى سى 135"، ورادارات للطائرات القتالية، وذلك رغم الأزمة الفيدرالية المالية التى تشهدها واشنطن حاليا. وأكد هيجل ليعالون جهود الولاياتالمتحدة لزيادة التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل. وقال مسئولون أمريكيون من واشنطن، إنه قبل ساعات قليلة من إعلان الولاياتالمتحدة عن التعليق الجزئى لمساعداتها لمصر، مساء الأربعاء، قام وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل بإجراء اتصال هاتفى بنظيره المصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى، للتأكيد على أن بلاده ترغب فى الحفاظ على علاقتها بالجيش المصرى. وأكد المسئولون، أن المكالمة استغرقت 40 دقيقة، ووصفها البنتاجون بأنها كانت "جيدة جدا، وودية للغاية"، وتهدف على تأكيد تقدير الولاياتالمتحدة للتاريخ الطويل والصداقة التى تربطها بالشعب المصرى". وأضافت المصادر، أن هيجل قال ل"السيسى" خلال المكالمة إن "استقرار مصر وأمنها ليس مهما للمصريين فقط، ولكن أيضا للولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل"، كما أكد له أن "العلاقة الأمنية بين البلدين والمساعدات مستمرة"، وأضاف: "نحن مستمرون فى تقديم المساعدة فى القضايا التى تقدم كل أهدافنا الأمنية الحيوية، والتى تشمل مكافحة الإرهاب"، حيث ستستمر مصر فى تلقى "قطع الغيار" للمعدات العسكرية، وكل ما تحتاجه من أجل ذلك. لكن وزير الدفاع الأمريكى، أشار أيضا إلى أن بلاده سبق وأعلنت منذ فترة، أنها بحاجة لإعادة تقييم مساعداتها لمصر، وكنتيجة لعملية المراجعة فإن القاهرة لن تتسلم بعض نظم التسليح التى كان من المقرر تسليمها، وهذا يشمل طائرات F-16، ومروحيات من طراز أباتشى، وصواريخ "هاربون"، وقطع غيار دبابات M1A1. وفى نهاية المكالمة أكد هيجل أنه سيستمر فى التواصل مع السيسى، والعمل معه من أجل "تعزيز العلاقات بين البلدين"، وأيضا لاتخاذ الخطوات اللازمة ل"استئناف المساعدات التى تم تعليقها". من ناحية أخرى أكد مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية، أن التدريبات العسكرية للجيش المصرى مستمرة بشكل طبيعى ولن تتأثر بالقرار، لأنها كما وصفها، تمثل "رمزا لعلاقتنا طويلة الأمد مع مصر".