الأستاذ فهمي هويدي ظهر قبل يومين علي قناة الجزيرة مباشر مصر- والتي لا يعرف احد في مصر مصدر نفوذها والذي يمكنها من استمرار البث رغم الدور المشبوه الذي تقوم به ضد مصر منذ سنوات- في حلقة من برنامج يسمي "علي مسئوليتي " .. ولاني كنت أتابع بعضا مما تبثه هذه القناة من منطلق "اعرف عدوك" فقلت أسمع الأستاذ فهمي يمكن يكون لديه ما يمكن أن يفيد به الوطن بعد ثورته العظيمة في 30 يونيه .. والتي كنت أتصور أن يلتزم بالحياد تجاهها رغم أن اتجاهاته المؤيدة لتيارات اليمين المتطرف السياسية في مصر غير خافية علي احد . تصورت أن هويدي سينتصر للكاتب داخله أكثر من انتصاره لميوله السياسية مثلما فعل الأستاذ هيكل بعد أن وصل الأخوان للحكم كنت اطمح أن يتعالى علي انحيازا ته من اجل نقلة جديدة لهذا البلد الذي ذاق الأمرين علي مدار اسود عام في تاريخ مصر وهو العام الذي تولي فيه مرسي الحكم. كنت انتظر أن يناقش الأخوان في أخطائهم بل خطاياهم في حق الوطن وكيف يمكن تجنبها لعلهم يعودوا في يوما ما للساحة السياسية بشكل مرضي للناس ..كنت انتظر أن يطالب البسطاء من أعضاء تيارات اليمين المتطرف أن يعودوا لبيوتهم ويتحولوا لجزء من ماكينة العمل الجاد في بناء هذا الوطن لكن يبدوا أن أمنيات المتفائلين ليست واقعية دائما لان في لحظات التجلي الكبير للحقائق تسقط الأقنعة عن الكثيرين . سقط هويدي في فخ الانحياز المطلق لانتمائه السياسي وتحدث عن انقلاب ثم يبدو انه وجد صعوبة في استمراره في التمسك بهذا المصطلح الكوميدي لأنه في الحلقة ذاتها لم ينكر أن حشودا كبيرة وملايين امتلأت بهم الشوارع في هذا اليوم والأيام التي تلته.. فاخذ يستشهد علي جيشنا العظيم وثورة الشعب بتقارير أمريكية وإسرائيلية تؤكد أن المصريين عادوا للدكتاتورية العسكرية وهو ما يعني أن أمريكا وإسرائيل ضد 30 يونيو لكنه عاد ليناقض نفسه ويقول أنهم يؤيدوا ما حدث في مصر . كيف يا أستاذ هويدي تستشهد بتقاريرهم ضد الثورة والجيش ثم تقول أن أمريكا وإسرائيل مع الجيش ؟؟ هبل أحنا يا أستاذ فهمي أم مغيبين ؟؟هل تري الناس فقدت عقلها لتصدق أن أمريكا التي تدافع عن رئيسكم المعزول دفاعا مستميتا وأمريكا التي أحضرته للقصر الجمهوري بصفقة مريبة ضد الفريق شفيق الذي أكدت السفيرة الأمريكية آن باترسون في احدي لقاءتها بالسفارة الأمريكية في مصر بأنه كان الفائز الفعلي في الانتخابات - وهو ما ذكره الأستاذ طارق حجي وأكد انه قيل في وجوده. إذا كان لأمريكا حلفاء في مصر الآن فهم جماعات اليمين المتطرف يا أستاذ فهمي الذين يساهمون بكل جهد لتحويل مصر لعراق جديد أو سوريا أخري أو ليبيا ثانية ..أعضاء اليمين المتطرف الذين يحاربون الجيش في سيناء ويريدون نقل المعركة للقاهرة ..أعضاء اليمين وعلي رأسهم الأخوان الذين تحولت قبلة الجهاد لديهم من الاقصي إلي رابعة العدوية ؟؟ لسنا سذج يا أستاذ فهمي لنصدق ما ذكرته في نفس الحلقة من أن هناك حرب ضد 25 يناير والتفاف علي أهدافها وهنا أطالبك بان تقول لنا هدفا واحدا من أهداف 25 يناير تحقق علي يد اليمين المتطرف ..أين العيش وفين الحرية وأخبار العدالة الاجتماعية إيه علي مدار العام الذي جلسوا فيه في الحكم؟؟ أين حق الشهداء والسؤال الأهم لك ولكل من يريد ربط 25 يناير بجماعات اليمين المتطرف هل خرج شباب 25 يناير ليقولوا أنها ثورة دينية وهل سمعنا بهتاف اخوانية أو سلفية أو جهادية أو إرهابية في الميدان ؟؟ مالكم انتم ب25 يناير التي حولتوها من انتفاضة شباب حالم بوطن أفضل لنكسة شعب بعد أن استوليتم عليها منذ 28 يناير يوم دخولكم وأعوانكم من حماس وحزب الله للميدان؟؟ أستاذ فهمي لقد رسبت في امتحان الحياد الايجابي المطلوب في الكتاب الكبار وسقطت في فخ الانحياز مما اظهرك في حالة غير مسبوقة من الارتباك والتوتر وخلط الأوراق وقول الشيء ونقيضه ويبدو انه يصدق فيك قول الأستاذ ياسر رزق عندما قال عنك "كان صرحا من خيال فهوي ".