منذ شهور قليلة ظهر بين تطبيقات التليفون المحمول والأجهزة اللوحية تطبيق جديد يحمل أسم "أجندة 25" والذي نال إقبالا كبيرا بين الشباب من مستخدمي الإنترنت على هذه الأجهزة.. حيث يوفر البرنامج خدمات إخبارية لكل ما له علاقة بالشأن السياسي المصري بطريقة مبهرة وسهلة وبسيطة وغير مكلفة في نفس الوقت، حيث أن البرنامج متاح على الإنترنت ويتم تحميل بشكل مجاني ويسهل تحميله على العديد من أنظمة التشغيل، المزيد من التفاصيل عن هذا البرنامج وما يجري في كواليسه سوف نعرفها من العاملين عليه من خلال السطور التالية.. د.محمد خيري-مدير عام المشروع وأستاذ بكلية الهندسة بجامعة القاهر-يقول: الفكرة بدأت من خلال مجموعة من أساتذة الهندسة ولدينا مجموعة أفكار نعمل عليها ولها علاقة بفكرة تصنيع تكنولوجيا مفصلة بحسب ذوق من يستخدمها، ولدينا براءة اختراع في هذا المجال حيث أن هدفنا الأساسي هو تطبيق هذا الأمر على مجال الاتصالات بمختلف أنواع الشبكات الموجودة التي يزداد عليها الضغط بزيادة عدد التليفونات المحمولة مع الوقت وهو ما سيؤدي بعد ذلك مع زيادة الحمل على الشبكات إلى صعوبة تقديم خدمة الاتصال سواء للمكالمات الهاتفية أو الإنترنت وهو ما حدث بالفعل في أوربا والولاياتالمتحدةالأمريكية، ولذلك عملنا على توقع احتياجات المستخدم ونقدمها له من خلال باقة في وقت مبكر وبذلك نقدم له احتياجاته وفي نفس الوقت نخفف العبء من على الشبكة، وبدأنا نفكر في تقديم هذه الخدمة من خلال تطبيق يتم تداوله لتصل الفكرة إلى الناس بشكل أسرع، فحينما وجدنا الناس خلال الفترة من بعد الثورة وحتى الآن منشغلة بالسياسة فمن هنا جاءت فكرة "أجندة 25" ليكون التطبيق المتخصص في التغطية الإخبارية الخاصة بكل ما يتعلق بالسياسة حيث يجمع الأخبار الخاصة بهذا المجال من كافة المصادر الإخبارية المختلفة ويعرضها في مكان واحد هو "أجندة 25" بأشكال مختلفة سواء في صورة أخبار أو مقالات وآراء وفيديوهات وفي كل قسم منم يوجد مصادر مختلفة، ويتم تحديث المادة المعروضة على البرنامج طوال الوقت لتعرض أحدث الأخبار، ومن ضمن مميزات البرنامج أنه يتعرف على شخصية مستخدمة ويستطيع فهم احتياجاته واهتماماته من خلال طريقة تصفحه للبرنامج كأحد أنواع الذكاء الاصطناعي حيث أن المستخدم حينما بتعامل مع البرنامج سوف يكتشف أنه يفهمه ويعرف ما الذي يرغب فيه، حيث إذا كان من خلال استخدامه للبرنامج قد يتصفح الأخبار المتعلقة بشخصية معينة فيفهم البرنامج تلقائيا أن مستخدمه مهتم بهذه الشخصية وبالتالي بمجرد أن تصرح تصريح من خلال أي وسيلة إعلامية يبرز له هذا التصريح في مقدمة أحدث الأخبار، وبالتالي فالبرنامج يرتب الأخبار أيضا بحسب مدى أهميتها بالنسبة للمستخدم وهو أحد أهم أنواع التفاعل بين البرنامج والمستخدم، ولذلك يعد هذا البرنامج نموذج للنتائج التي توصلنا لها خلال عملنا في هذا النوع من التكنولوجيا، وقد أستغرق البرنامج مدة ستة أشهر من العمل لخروج إصداره الأول، ولم تمر سوى أربعة شهور حتى قمنا بطرح الإصدار الثاني من البرنامج، وفي النهاية أجندة ليس هو التطبيق الوحيد الذي نعمل عليه حيث أننا نعمل حاليا على تطبيق جديد يتناول كل ما يتعلق بأخبار الرياضة وسنهتم فيه بكرة القدم في العالم كله وليس في مصر فقط، وسنطرح هذا التطبيق بشكل مختلف ما هو موجود في مصر ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها من حيث الشكل وجودة التطبيق في نفس الوقت.
.. ويضيف أمير الشربيني-مدير المشروعات-: منذ البداية كنا مؤمنين بفكرة أن البرنامج سينجح إذا خرج على مستوى عال من الجودة، وذلك لبداية وجود تجارب مصرية سابقة في هذا المجال، فنحن منذ بدايتنا وحتى الآن أصبح لدينا 25 ألف مستخدم يومي للبرنامج ويأتي أكبر عدد من المستخدمين داخل مصر ثم يأتي بعد ذلك السعودية ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالتالي البرنامج لم ينجح في مصر فقط بل وصل نجاحه للعالمية من خلال مستخدميه في دول العالم المختلفة، وقد حصلت "أجندة 25" على جائزة أفضل تطبيق موبايل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال استفتاء ومضة لعام 2011، وقد اخترنا أسم "أجندة 25" تحديدا لأكثر من سبب أن مصطلح أجندة قد أرتبط بشكل طريف بالثورة المصرية بخلاف أن الاسم نفسه متوافق جدا مع فكرة البرنامج لأن الأجندة بشكل عام تعبر عن خصوصيتها بالنسبة لصاحبها وتعبر عن مدى أهميتها بالنسبة لها، وبما أننا نقدم تطبيق هدفه تقديم الأخبار المناسبة لمتلقيها فكان هذا الاسم هو الأكثر مناسبة للبرنامج، ومن ضمن أهم مميزات الذكاء الاصطناعي الموجود بالبرنامج أنه يفهم ذوق مستخدمه واختياراته، وما هي طبيعة الأخبار التي يهتم بها ويريد معرفتها، وبالتالي بمجرد أن يكون المستخدم موصل بإنترنت مجاني يقوم البرنامج تلقائيا بجلب الأخبار التي يريد المستخدم في عرفتها حتى قبل أن يكون هذا المستخدم في حاجة لها، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون هناك تسجيل دخول خاص بكل مستخدم لأن من خلاله يتعرف البرنامج على المستخدم كما أنه يتيح له نفس الأخبار التي يرغب في معرفتها والتي تناسب اهتماماته من أي جهاز يستخدمه ، ونحن كشباب مصريين ندعو العديد من الشباب إلى تنفيذ أفكارهم في مجال تكنولوجيا المعلومات وأن يتخذ من "أجندة 25" نموذج يثبت إمكانية أن يقدم الشباب المصريين تطبيقات على مستوى عالي جدا ينافس تطبيقات أخرى على مستوى العالم. أما حاتم زايد-أحد المبرمجين ب "أجندة 25"-فيقول: قبل نشر البرنامج قمنا بتوزيعه على حوالي 100 شخص ليقوموا بتجربته ومنحنا تعليقاتهم عليه وملاحظاتهم حوله لكي لا نقوم بطرح البرنامج قبل أن نعالج المشاكل التي تأتي بعد مرحلة التشغيل، حتى جاءت لحظة إطلاق البرنامج وهذا اليوم لا أنساه حيث كنا جميعا منشغلين برد الفعل ومعرفة أرقام تحميل البرنامج وخلال الأسبوع الأول كنا نتابع تعليقات المستخدمين التي يكتبونها لنا، ومن ضمن أهم مميزات البرنامج أنه يقوم بتحديث الأخبار تلقائيا بمجرد توصيله بالإنترنت وإعطاء أمر التحديث، ويتم الاحتفاظ بتلك الأخبار حتى يقوم المستخدم بتصفحها في أي وقت حتى ولو كان غير موصلا بالإنترنت، ومعنى ذلك أن مستخدم البرنامج من الممكن أن يحدث الأخبار وهو في البيت أو في العمل أو حتى في أي مكان به إنترنت مجاني Wi-Fi، ثم يتصفح تلك الأخبار في التوقيت الذي لا يتاح الإنترنت بالنسبة له فيه دون أن يحتاج أن يستهلك رصيده لتحميل الأخبار من جديد بشبكة ال 3G وهو الأمر الذي حصلنا فيه أيضا على براءة اختراع أخرى, وقد تم اختيار ألوان البرنامج من ألوان علم مصر لكي يعكس مدى ارتباطه بالحالة السياسية المصرية، وكلما تظهر لنا فكرة جديدة سواء في الشكل أو المضمون نقوم بإضافتها للبرنامج، ومن هنا يأتي العديد من الاختلافات بين الإصدار الأول والثاني للبرنامج مثل إمكانية اختيار مصادر الأخبار وشكل واجهة الدخول وسرعة التحميل، أما عن عدد العاملين على البرنامج هم 10 شباب متوسط أعمارهم 25 سنة تقريبا، ونعمل على مدار ال 24 ساعة خصوصا لو كان هناك تعديل جديد سيتم طرحه. ويقول حسام فهمي-مصمم الموقع الإلكتروني ومسئول التسويق الإلكتروني-: الدور الذي ألعبه داخل الأجندة هو دور مهم جدا لأن مهما كان البرنامج متميز وعلى مستوى عال ولا يوجد أحد يعرف عنه شئ فيكون قد فقد كل قيمته، ولذلك دوري أن أقوم بالتسويق إلكترونيا للبرنامج وتوصيله إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين، فلا يوجد أحد يستخدم التليفونات الذكية التي نستهدفها إلا ويستخدم الإنترنت بصفة يومية، ومن وجهة نظري أن ما أكثر ما يميز "أجندة 25" أنها تهتم بأخبار مصر السياسية فقط دون أي نوعية أخرى من الأخبار، ولذلك فهي ملمة بكل ما له علاقة بهذا الشأن على مدار اليوم بشكل محايد ودون تدخل من الفريق لعرض أخبار بعينها دون أخرى، ولذلك فمستخدم الأجندة يجد أن كل الآراء والتوجهات مطروحة أمامه وهو وحده الذي يكون آراءه ومواقفه بنفسه في النهاية. ويشير محمد عاصم-مبرمج نسخة البلاك بيري-إلى أن تصميم نسخة تناسب البلاك بيري من أهم الأهداف بالنسبة لهم بسبب انتشاره بين المستخدمين الذين يتصلون بالإنترنت بشكل أساسي، ويقول: كانت الفكرة هي أن نصمم نسخة من الأجندة تناسب المستخدم الذي تعود على نمط معين من شكل التطبيقات التي يستخدمها ولذلك كان علينا أن نصمم له نسخة من الأجندة تناسب ما قد أخذت عليه عينه أثناء تعامله مع جهازه المحمول ولكن في النهاية بطريقتنا الخاصة، حيث أننا نقدم للمستخدم صحيفة يومية خاصة بمواصفاته الشخصية وقناعاته التي يؤمن بها من خلال المصادر التي يختارها بنفسه، وقد تعلمت كثيرا من خلال عملي في هذا المشروع خصوصا أني حديث التخرج وهذا هو أول عمل أشترك فيه بعد تخرجي مباشرة، فحينما تكون أولى خبراتك عمل ناجح أعتقد أن ذلك سوف يؤثرا كثيرا على مستقبلك. ويختتم الحديث كريم يوسف-مسئول السيرفرات ومصمم نسخة الأي فون-قائلا: كنا مهتمين بتوفير البرنامج لأكثر نظم التشغيل انتشارا منها الأندرويد والأي فون والبلاك بيري، ولذلك عملنا عيهم باهتمام شديد حتى انتهينا منهم وعملنا على التطوير بشكل دائم، ولكن يعد من أهم الخدمات أيضا التي يقدمها البرنامج على كافة نظم التشغيل هو وجود خدمة منح المستخدم معاني المصطلحات السياسية الصعبة التي قد لا يفهمها في خبر معين أو مقال معين، فيقوم البرنامج بمنحه فقرات صغيرة تعرف المستخدم بمعنى هذه المصطلحات التي قد يقف أمامها، ولذلك فهو يلعب دور معرفي مهم بالنسبة للمستخدم بجانب خدماته الإخبارية.