قالت القناة الثانية الإسرائيلية، فى تقرير لها نشرته فى ملحقها العسكرى «بزم»، إن المخابرات الإسرائيلية أصبحت مضطرة للتعامل مع عدة جبهات فى نفس الوقت، وانضمت إليها سيناء فى الفترة الأخيرة بعد أن تزايدت التهديدات التى تحيط بإسرائيل من الجماعات الجهادية هناك.. وقال شاى ليفى، المحرر العسكرى بمجلة «بزم»، نقلا عن آفيف كوخافى رئيس جهاز المخابرات العسكرية «آمان»، قوله: «نحن محاطون بمناطق لا تخضع لسيادة، وهو ما يسمح بسهولة نقل الأسلحة والوسائل الحربية الأخرى. الجهاد العالمى يعتمد على هذا، والقاعدة تخطط للتحول من الجهاد العالمى إلى الجهاد المحلى، للمرة الأولى منذ قيام إسرائيل يصبح لديها 4 جبهات متوترة فى الوقت ذاته، وتخشى هجمات إرهابية من كافة الجبهات». وأشار «ليفى» فى تقريره بعنوان «محور الشر: المنظمات الإرهابية الجديدة التى تهدد إسرائيل»، إلى أنه فى الوقت الذى يسمح فيه الجيش الإسرائيلى لنفسه بالرد على الصواريخ وقذائف الدبابات التى تأتى من سوريا ضده، فإن الوضع على الحدود مع سيناء أكثر تعقيدا من سوريا بكثير، حيث إن مصر «دولة ذات سيادة وهناك اتفاقية سلام معها، ولهذا فإن أى غارة جوية أو رد على مصدر إطلاق الصواريخ لن يكون على طاولة السلطات الإسرائيلية أبدا». وأضاف: «العمل المخابراتى فى سيناء أيضاً صعب، والحل الوحيد هو الذى بدأ الجيش الإسرائيلى فى الانتباه إليه مؤخرا، وهو تعزيز القوات الحدودية واختيار صفوة الكتائب لتأمين الحدود. الحدود المصرية تشتعل يوما بعد يوم، ووفقا لمركز مائير عاميت لأبحاث الاستخبارات والإرهاب، فإن عناصر الجهاد العالمى العاملة فى قطاع غزةوسيناء يتنافسون لتحويل سيناء إلى مسرح أعمال عناصر الجهاد العالمى، من خلال الاعتماد على الظهير اللوجيستى من دول مثل ليبيا، وشمال السودان والعراق». وتابع: «المنظمات الإرهابية الفلسطينية العاملة فى غزة، لها صلات قريبة وعلاقات تنظيمية مع التنظيمات البدوية المحلية فى سيناء، والتى تعلن نفسها على أنها عناصر الجهاد العالمى، ويعملون اقتصاديا وأيديولوجيا معا لتعزيز قوتهم. الجهود الإسرائيلية وأعمال المنظمات الإرهابية فى سيناء كُشفت مؤخرا، حينما أعلن كوخافى عن أن (أكثر من 10 بنى تحتية إرهابية فى سيناء كُشفت وتم تدميرها فى الأشهر الأخيرة». وأشار ليفى إلى أنه يمكنه تقسيم الجماعات العاملة فى سيناء إلى قسمين، الأول منها هو الجماعات الغزاوية مثل «حماس» والجهاد الإسلامى ولجنان المقاومة الشعبية وغيرها، وهم يتسللون بشكل منتظم إلى سيناء لحاجة التدريب وتنفيذ أعمال إرهابية، بسبب الضغوط الإسرائيلية على القطاع. أما القسم الثانى فهو يضم الجماعات المحلية التى تعتمد على السكان البدو هناك، وقد حولت تلك الجماعات سيناء إلى مخزن عملاق للسلاح. وتتبع المحرر عددا من الجماعات الإرهابية فى سيناء، حيث ربط جماعة «أنصار بيت المقدس» بتنظيم القاعدة، مؤكدا أنه تخصص فى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، إضافة إلى أنهم شاركوا -على ما يبدو- فى الهجوم على الحدود فى أغسطس 2011 و2012. وربط ليفى جماعة «مجلس شورى المجاهدين فى القدس» بقطاع غزة، مشيراً إلى أنها أصبحت الجماعة الإرهابية الأبرز فى سيناء. وأضاف: «النبأ الأسوأ هو أن الإرهاب فى سيناء لا يهدد إسرائيل فقط، وإنما يهدد مصر أيضاً، فهم منشغلون فى الشأن الداخلى والأزمات الاقتصادية والسياسية، وتحولت الأسلحة ووسائل الحرب إلى منتج متاح ومنتشر فى سيناء». وأكد «ليفى» أن السلطات الأمنية فى مصر لم تنقل قوات النخبة فى الجيش المصرى إلى سيناء بعد، وإن حدث بالفعل وأدخلتهم إلى هناك لمكافحة الجماعات الإرهابية، فإن الأوضاع ستنقلب وتتغير تماما وفي تصريح خاص للشباب يقول د. عبد الرحيم علي- المتخصص في شئون التيارات الإسلامية-: أيادي كثيرة جدا تعبث في سيناء، وجزء من هذه الأيادي موجود في غزة، فحماس تريد الضغط على مصر من خلال سيناء، فتقابل هدم الأنفاق وفتح ملفات فتح السجون بالتوريط مع إسرائيل، فهناك مناطق كاملة في سيناء لصالح حماس، بجانب مجموعات جهادية أخرى، ويتم إخفاء السلاح لحماس داخل أراضي سيناء، وبالتالي يتم التعاون بينها وبين الجهاديين، ويتم اختراع أسماء وهمية مثل ألوية الناصر صلاح الدين والجيش الإسلامي ومجلس شورى المجاهدين وغيرها، ولكن الفيلم كله حمساوي، وبالفعل سيناء خرجت عن السيطرة في مناطق كثيرة نتيجة لوجود كل هذه العناصر بجانب من هرب من السجون ومن كان يتدرب في غزة وعدد من تنظيم التوحيد والجهاد، وهي في النهاية لعبة لتوريط مصر في حرب مع إسرائيل والضغط عليها، وللأسف يحدث كل هذا في عصر الإخوان.