الموبايل من أكثر الاختراعات التى أثرت فى حياة البشرية ، فقد ألغى كل المسافات الفاصلة بين البشر ، وفى المستقبل القريب سوف تتطور وظائفه ويتغير حجمه لدرجة مدهشة ، ورغم أننا جميعا نستخدمه إلا أننا لم نسأل أنفسنا مرة : من هو العبقرى الذى اخترع هذا الجهاز ؟ هو مهندس الكهرباء الأمريكى مارتن كوبر .. شخص عبقرى للغاية ، حصل على درجة البكالوريوس فى الهندسة الكهربائية من معهد التكنولوجيا فى إيلينوى بالولايات المتحدةالأمريكية وكان معروفا عنه منذ الصغر بأنه مهووس بإعادة تركيب الأشياء وتفكيكها ، وقد خصص له والده فى بيته حجرة خاصة لهذا الغرض ولذلك تعلق ذهنه منذ الصغر بالتكنولوجيا ، وفور تخرجه اشتغل المهندس كوبر فى شركة موتورولا عام 1954 بعد أربع سنوات من العمل ضابطا فى البحرية الأمريكية وقد استمر فى شركة موتورولا حتى ابتكر الموبايل عام 1973 . وكان كوبر أبرع وأكفأ مهندسى شركة موتورولا المتخصصة فى تكنولوجيا الاتصالات وفى بداية السبعينيات نشبت منافسة حادة بينها وبين شركة آيه تى أند تى لصناعة تليفون للسيارة وبدأت الأبحاث تتصارع بين الشركتين فى هذا الإتجاه لتحقيق هذا الغرض ولكن كوبر فكر فى وظيفة وطريقة أخرى للتليفون بدلا من الحرب المشتعلة حول تليفون السيارة ومن هنا واصل أبحاثه وتفكيره حتى طور فى جهاز التليفون اللاسلكى بحيث يصبح أكثر تحررا وينقل الأصوات عبر مسافات بعيدة من خلال شبكات ومحطات تقوية ومن ثم فازت موتورولا بهذا الابتكار الجديد الذى هز الأوساط العلمية فى تلك الفترة . وفى أبريل من عام 1973 استخدم كوبر التليفون المحمول لأول مرة فى الاتصال على أحد الخطوط الأرضية وكان شكل الهاتف فى تلك الفترة مثارا للضحك والسخرية فكان أشبه بالحذاء وكان يطلق عليه الهاتف "الجزمة " وكان طوله حوالى نصف متر ووزنه كيلو جرام واحد وقد سار به كوبر فى أحد شوارع نيويورك وتكلم من خلاله وسط دهشة المارة الذين أعتقدوا أنه مجنونا يكلم نفسه فى فردة حذاء ، كانت تلك هى البداية وبعد سنوات قليلة بدأت موتورولا فى تطوير هذا الجهاز العبقرى بضغط حجمه وتقصير طوله وقد ظل نحو 10 سنوات قيد البحث والتطوير ، ثم نشأت شركات أخرى منافسة بهدف المشاركة فى تطوير هذا الاختراع الذى ظل حكرا على الأغنياء والصفوة سنوات طويلة فى الاستخدام لارتفاع تكلفة انتاجه وتشغيله حيث أنه مما يجدر ذكره أن شركة موتورولا أنفقت ملايين الدولارات من أجل ترجمة مشروع كوبر للواقع فى السبعينيات ، وانطلقت الأبحاث بعد ذلك وبدأ ينشأ استثمار من نوع جديد فى مجال الاتصالات الخلوية كما ساهم علماء آخرون فى هذا المجال حتى أصبح المحمول سلعة رائجة منذ التسعينيات ثم انتشر وأصبح وسيلة شعبية مع بداية الألفية الجديدة فى الدول النامية . ولم تتوقف طموحات مارتن كوبر ولا جهوده العلمية فى تطوير الموبايل من خلال شركة أرايكوم التى يرأس مجلس ادارتها فهو صاحب تقنية الاتصال بالإنترنت عبر المحمول ، ومؤخرا أفصح كوبر عن حلمه بأن يصبح المحمول فى منتهى الصغر وأن يوضع خلف الأذن وإذا أراد المستخدم أن يطلب رقمأً ما يكون فقط بمجرد التفكير بدون الحاجة للضغط على الأزرار فى حين تكون رنة الموبايل أشبه بهمسة رقيقة فى الأذن ، وهذا التطوير أصبح فى الأمكان بعد التطور الهائل الذى تشهده تكنولوجيا النانو التى سوف تغير كثيرا من معالم الحياة على وجه الأرض حيث تعد هذه التقنية الثورة الصناعية الجديدة فى العالم وقد عبر كوبر عن أمله فى أن يتحقق حلمه من خلال هذه التقنية خاصة بعدما بدأت بعض الشركات بالفعل فى الاقتراب من التطبيقات النانوية للموبايل .