حفلت الحضارة العربية الإسلامية بالعديد من المنشآت المعمارية الضخمة التي استهدفت تحصين المدن وحمايتها في حالة الحروب، وتحقيق الهدف الدفاعي لها ضد الغارات والهجمات الخارجية ولذلك انتشرت في المدن الإسلامية القلاع والأسوار والأبراج ومداخل المدن، وزودت هذه المنشآت بالتحصينات اللازمة وعناصر الدفاع المختلفة. وتعد أبواب المدن العربية والإسلامية القديمة من أهم هذه المنشآت التحصينية، فقد كانت تلك الأبواب تخترق الأسوار العالية المحاطة بهذه المدن، وتعد المدخل الوحيد إلى قلب المدينة، مثل أبواب مدينة القدس ومنها باب الأسباط أو باب الأسود، والذي يقع في الجزء الشرقي من السور مقابل جبل الزيتون، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى أسباط بني إسرائيل، ويعرف أيضاً باسم باب الأسود لوجود تمثالين لأسدين على جانبي الباب يرمزان إلى شعار الظاهر بيبرس، حيث يشتهر تاريخياً أن الظاهر بيبرس هو بانيه، وقد رممه السلطان سليمان القانوني سنة 945ه، الموافق 1538م. . . . ويقع باب الأسباط من الجهة الشرقية لمدينة القدس، ويعتبر أقرب بوابة للحرم القدسي الشريف، وبالإمكان الدخول منه بالسيارة حتى نهاية طريق المجاهدين، وإلى الشمال منه يقع باب الساهرة. والباب عبارة عن مصراعين كبيرين خشبيي الصناعة، وهو الباب الوحيد الذي تدخل منه السيارات والشاحنات عند الحاجة، ويكون الضغط عليه أيام الجمع وفي شهر رمضان، حيث يدخل إليه جميع الآتين من خارج المدينة، ويغلق هذا الباب بعد صلاة المغرب ولا يفتح في صلاة الفجر، إذ يستعاض عنه بباب حطة.