حالة من الغضب وتصاعد مفاجئ للأحداث، هذا باختصار وصف للمشهد الذى يعيشه الشارع المصرى من يوم الجمعة الماضية والذى يواكب ذكرى ثورة 25 يناير الثانية، فبدأت الأحداث بعد عصر يوم 25 يناير الماضى بقطع طريق الكورنيش بالقاهرة والإعتصام أمام مبنى ماسبيرو ومحاولة البعض لإقتحامه. وماهى إلا ساعات قليلة وتنتقل سخونة المشهد من أمام ماسبيرو إلى شارعى القصر العينى ومحمد محمود ونشوب إشتباكات بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين، وتبادل الطرفين الرشق بالحجارة وأستخدام قوات الأمن للرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع طبقا لرويات شهود العيان الذين كانوا متواجدين بمحل الأحداث. وقبل أن تهدأ أشتباكات القصر العينى ومحيط مجلس الوزراء يتوجه بعض المتظاهرين إلى قصر الإتحادية للتظاهر أمامه معلنين رفضهم لسياسات الحكومة وتدخل الإخوان فى شئون البلاد، ولم يقف الأمر عند التظاهر فقط أمام الإتحادية بل قام بعض الأشخاص بمحاولة تصلق أبواب القصر واقتحامه مما لكن بأت جميع المحاولات بالفشل نتيجة تصدى قوات الأمن هناك لمثل هذه المحاولات. هذا بالإضافة إلى قيام البعض بقطع كوبرى 6 أكتوبر فى الإتجاهين مما تسبب فى تعطيل حركة المرور، وأرتباك قائدى السيارات، كل هذا كان فى القاهرة فقط، اما المحافظات فكان الوضع بها اعنف وأشرس فتنشب اشتباكات كبيرة وشديدة بين المتظاهرين والداخلية بالسويس ومحاولات قتحام أقسام الشرطة هناك ومبنى مديرية الأمن والمحافظة. وينتهى يوم الجمعة لكن الأحداث لاتنتهى وفى إتصال دائم، فيأتى أمس السبت لتحكم المحكمة بتحويل أوراق 21 متهما فى أحداث مجزرة أستاد بورسعيد لفضيلة مفتى الديار المصرية، وبمجرد سماع الخبر تعم الفرحة جماهير "التراس" الأهلى ويتجهوا لإستاد مختار التتش للإحتفال بالقصاص لزملائهم، وعلى قدر هذه الفرحة كانت هناك حالة من الحزن والغضب تسود محافظة بورسعيد. فيتجه أهالى المتهمين فى قضية بورسعيد إلى السجن هناك فى محاولين إقتحامه وتهريب زويهم، إلا أن الشرطة تعاملت مع هذه المحاولات واجهضتها جميعا، لتبدأ بعد ذلك حالة إستنفار أمنى كبيرة بالمحافظة خاصة بعد استشهاد ضابط الأمن المركزى أمام سجن بورسعيد أمس، لتبدأ الإشتباكات تتصاعد بين أهالى المحافظة والشرطة، مما أطر قوات الجيش إلى النزول لتأمين سجن بورسعيد والمقرات الحكومية والممتلكات الخاصة. كل هذه الأحداث كانت نتيجتها وفاة 32 شخص فى بورسعيد و8 بالسويس وشخص بالإسماعيلية، كل هذا جعل الجميع فى حالة ترقب خاصة المواطن البسيط الذى بدأ يسأل الأن هل ستشهد مصر غدا الأثنين يوم غضب أخر، خاصة وأن غدا سيواكب الذكرى الثانية لجمعة الغضب الأولى والتى وافقت 28 يناير من عام 2011 . بوابة الشباب قامت بالإتصال بعدد من رموز شباب الحركات والإتلافات للإجابة عن السؤال، فيقول محمد علام رئيس اتحاد الثورة المصرية منذ يوم الجمعة الماضية وهناك حالة من الإحتقان الكبير تسود الشارع المصرى، وجبهة المعارضة، فحتى الأن لم نشعر أن هناك ثورة قامت فنفس سياسات النظام السابق كما هى، تظاهر ومطالب بالشارع لتحقيق أهداف ومطالب الثورة، والرئاسة والحكومة تتجاهل تماما مايطلبه الشارع الأن، بالإضافة إلى رد الفعل البطئ على مايحدث بالساحة السياسية الأن. رغم كل ذلك لا أعتقد أن البلاد ستشهد يوم غضب مثل ماحدث فى 28 يناير 2011 ، فحكم فى قضية مذبحة بورسعيد بالأمس أستطاع امتصاص غضب "الالتراس"، وبهذا تكون قوة منظمة وكبيرة مثلهم خرجت خارج المشهد، هناك حالة من الإستنفار الأمنى قوات الشرطة ليست منهكه وستنفزه مثلما كان الحال معها فى يوم جمعة الغضب، لكن غدا ستكون هناك مسيرات كبيرة وحاشدة ستشارك فيها جميع قوى المعارضة ستخرج من بعد صلاة العصر من مسجد الإستقامة بالجيزة والنور بالعباسية ومصطفى محمود بالمهندسين، وبالنسبة لمطالبنا هو القصاص للشهداء إقالة حكومة هشام قنديل إصلاح الوضع السياسى. وأكد علام على أن الإتحاد لن يطالب بإسقاط الرئيس حتى لاتعم الفوضى البلاد، وأن مطالبهم هى كما ذكرها. ويتفق مع الرأى السابق عمرو أسامة أحد الأعضاء المؤسسين لحركة 6 إبريل، والذى قال هناك دعوات للخروج فى مسيرات والإحتشاد بالميادين من أجل إقالة حكومة قنديل، والمطالبة بعد تدخل جماعة الإخوان بالحكم وفصلها عن مؤسسة الرئاسة، لن يكون من بين مطالبنا دعوات ومطالب بإسقاط الرئيس. وفى نفس الوقت طالب أسامة من الرئاسة أن تكون صاحبة مبادرات لحل الأزمة وأن تحاول إحتواء الموقف والشباب الثائر بالشارع، وتحقيق أهداف الثورة التى لم يحقق منها شئ حتى الأن، وخروج الرئيس للشارع والتحدث إ ليه. اما محمد فاضل عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية فيعترض على مع الأراء السابقة ويؤكد على خروجهم غدا فى الشارع للمطالبة بإسقاط النظام، الذى تعقد جماعته صفقات سرية الأن مع رجال أعمال النظام السابق الهاربين، وفشل إدارته السياسية داخليا وخارجيا، وأتباع حكومته نفس طرق حكومة نظيف فى التعامل مع الأوضاع الإقتصادية المتردية، والتعامل مع الأزمات فى الشارع.