" هى مهبط الوحى جامعة القلوب" بهذه الكلمات حاول الدكتور محمد مرسى أن يعبر عن مدى حبه للسعودية وتقديره لها شعبا ونظاما .. وتؤكد التصريحات المتبادلة بين الرئيس المصرى والملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين والتى تناولتها جميع وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية أن البلدين حريصان على إستمرار شكل العلاقة الوطيدة بينهم ، ولكن فى مقابل الأخبار السعيدة الواردة من الرياض توجد بعض الأخبار التى تدعونا لأن نسأل .. هل هذا يليق إعلانه أثناء زيارة الرئيس للسعودية؟!. الخبر الأول هو عن تحديد يوم الأربعاء القادم للبدء فى محاكمة المحامى المصرى أحمد الجيزاوى فى القضية المتهم فيها بجلب الأقراص المخدرة من مصر لترويجها وبيعها فى السعودية ، وكانت هذه القضية محل جدل كبير فى ساحات الإعلام المختلفة ، مما نتج عنه توتر مؤقت فى العلاقات بين مصر والسعودية وصلت لدرجة إستدعاء السعودية ل أحمد القطان سفيرها بالقاهرة ، ليعود مرة أخرى لممارسة فى مصر بعد زيارة الوفد الشعبى المصرى الذى تبنى مبادرة لم الشمل المصرى السعودى مرة أخرى للسعودية ، اما الخبر الثانى هو عن إستقبال مطار القاهرة صباح اليوم ل 38 مصرى رحلتهم السلطات السعودية مساء أمس لإنتهاء مدة إقامتهم القانونية ، الموضوعان محل الخبران ليس بهم اى شئ يشين فعل السعودية فهى تتخذ إجراءات قانونية تنظيمية خاصة بأمن المملكة ، لكن هل من الكياسة السياسية والأعراف والتقاليد الدبلوماسية أن تتخذ السعودية مثل هذه القرارات التى تبدو سيئة حتى لو تخص عدد محدود من الأسر المصرية ، فى الوقت الذى مازال فيه الرئيس المصرى فى الأراضى السعودية ولم يغادرها بعد ؟!. هذا ما يجبنا عنه السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية ويقول : فى البداية أحب أن أعلق على زيارة الدكتور مرسى للملكة العربية السعودية ، فأختياره للسعودية لتكون أول دولة يزورها خارجيا بعد توليه رئاسة البلاد ، هو أختيار زكى وموفق ، ويمكن أن يكون رفع عنه الحرج لو كان زار اى دولة أخرى ، فالسعودية بلد له مكانته لدى الشعب العربى عامة والمصرى خاصة بسبب قداسية مابه من الكعبة المشرفة والمسجد النبوى الشريف ، لكن إعتراضى الوحيد هو توقيت الزيارة فقد كنت أتمنى أن تتأخر بعض الشئ حتى يستطيع الدكتور مرسى أن يحقق بها مكاسب وأهدافاً أكثر ، فالمشهد السياسى المصرى الداخلى الأن ملتبس وبه بعض التخبطات وهذا بدوره ينعكس على رؤية الأنظمة الحاكمة العربية والدولية لنا فكل ما تذهب لدولة وأنت مستقر داخليا على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تكون مهمتك فى تحقيق أهداف هذه الزيارة أسهل. وبالنسبة لتحديد السعودية يوم الأربعاء القادم لبدء محاكمة المحامى المصرى احمد الجيزاوى المتهم فى قضية الإتجار بالأقراص المخدرة ، وقيام السلطات هناك بترحيل 38 مصرى صباح اليوم لإنتهاء مدة إقامتهم القانونية ، هذا طبعا كان يمكن تأجيل الإعلان لحين مغادرة الدكتور مرسى للسعودية ولكن إذا تم ذلك فهو من باب " الشياكة" الدبلوماسية وليس أكثر ، ويمكن أن ننظر لهذا التصرف برؤية أخرى وهى أن السعودية تريد أن توصل رسالة بشكل عملى ومهذب وهو كأنها تريد أن تقول العلاقة بينها وبين مصر علاقة كبيرة وتاريخية وستظل هكذا للأبد ، وأن تطبيق القانون والحفاظ على أمن المملكة ليس له علاقة بكون هذا المخالف مصرى أو يحمل أى جنسية أخرى ، فهذا شئ وهذا شئ أخر ويجب الفصل بين الأمرين. ويؤكد خلاف على أن العلاقة بين البلدين قوية فالسعودية تعتبر الشريك العربى القوى مع مصر فى تحمل مشاكل المنطقة العربية باسرها ، كما أن السعودية دولة قائده لدول الخليج ، وترحيل المصريين هذا شئ روتينى فكل فترة فى كل دول العالم يتم ترحيل الأجانب المنتهية مدة إقامتهم القانونية ، غير أن المصريين من أكثر الجاليا المنتظمة فى الدول العربية ، ففى الأسبوع الواحد كان يمكن أن يأتى إخطار بترحيل عدد من المصريين من مختلف الدول العربية.