مع الأسف مرت العلاقات المصرية السعودية بحالة من التوتر الشديد بسبب قضية المحامى أحمد الجيزاوى الذى اعتقل من قِبل السلطات السعودية لاتهامه بإدخال أقراص مخدرة إلى المملكة.. هذه القضية التى أشعلت الأوضاع فى مصر إلى حد قيام الكثيرين بالتظاهر أمام السفارة السعودية، ووصلت للمطالبة بقطع العلاقات مع المملكة، بالطبع نحن لا نرضى أن يتعرض أى مصرى للظلم فى الخارج، خاصة بعد ثورة 25 يناير، فإذا كان المصرى قبل الثورة يُهان، فبعد الثورة أصبحت قيمته كبيرة جداً ويجب أن يعرف العالم كله ذلك. ولكن هل يعى الجميع معنى قطع العلاقات مع دولة مثل المملكة العربية السعودية؟ السعودية ليست فقط الدولة التى تعطى مصر الإعانات والمساعدات كل عام، وليست فقط الدولة التى يعمل بها ما يقرب من 2 مليون مصرى، ولكنها بلد الحرمين الشريفين، البلد الذى يتوافد إليه الآلاف والآلاف من المصريين كل عام لكى يحجوا ويعتمروا، فهى تحمل قدسية ومعنى كبيراً داخل نفوس المصريين.. كم أُكن فى نفسى حبا لهذا البلد، فقد عشت به ما يقرب من عشر سنوات من طفولتى، وكانت أول خطوة أخطوها فى حياتى داخل الحرم المكى، وشعرت بالاستغراب من عدم اكتراث البعض لقطع العلاقات بحجة أن العمرة ليست فرضا على المسلم وأن الحج لمن استطاع إليه سبيلا... إلى هذا الحد لم نعد نهتم بقدسية هذا المكان!!! وعلى الرغم من الهجوم الذى شنته العديد من التيارات على زيارة الوفد المصرى إلى السعودية، إلا أننى أراها زيارة مثمرة أعرب خلالها الجانبين عن مدى حبه واحترامه للجانب الآخر، ونتجت عنها عودة السفير السعودى مرة أخرى إلى القاهرة، وهذا بالطبع لايعنى أن ننسى قضية الجيزاوى وغيره من المعتقلين المصريين هناك، فمن له حق لابد أن يأخذه، البريء لابد أن يُفرج عنه والمدان لابد أن يُعاقب، ولكن إذا طالبنا بقطع العلاقات مع أى دولة أخرى فلا يمكن أن نقطع علاقتنا ببلد الحرمين الشريفين. أميرة داود