تري أن زوجها الإعلامي عبد اللطيف المناوي رجل وطني وتفتخر به,ولا تخفي تعاطفها مع هايدي زوجة علاء, بينما أكدت أنه كان من الأفضل تحديد إقامة مبارك وعدم محاكمته, وأبدت تخوفها من الإخوان رغم أن نظرتها تغيرت في السلفيين , كلامنا عن الإعلامية رولا خرسا التي عادت للشاشة من خلال قناة صدي البلد, تفاصيل أكثر في حوار ضد التيار مع رولا .. تصوير : محمود شعبان كيف ترين المرحلة المهنية الحالية التي تمرين بها؟ بعد 25 يناير تغيرت الأحوال بشكل كبير , وأصبحنا جميعا نتحدث في السياسة , اصبح لكل منا رأي ووجود , فقبل هذا التاريخ كنا كلنا نؤدي شغلنا فقط , ولكن بعد الثورة أصبح للإعلام دور أكبر بكثير من حيث التوعية , وخدمه البلد , والإيمان بأفكار معينة , فضلا عن تطبيق معايير للأسف لم تصبح موجودة بالصورة التي يجب أن تكون عليها في الإعلام . وهل ترين أن الإعلام يقوم الآن بهذا الدور الذي تتحدثين عنه؟ في الحقيقة لا يقوم به , وأري أن الإعلام في أسوأ مراحله بعد 25 يناير , ولم أر الإعلام يوما ما بهذا القدر من الكذب وعدم الصدق في المعلومة ونشر الشائعات علي أساس أنها خبر , وتركيب الموضوعات علي الشائعة , فضلا عن عدم تكذيب ما قيل بعد ظهور الحقيقة , ولم أشاهد من قبل إعلاما ' أصفر ' مثل الإعلام الذي يضخ للجمهور منذ سنة تقريبا إلي درجة التشويه والتشهير بشكل فادح , وهذا يتضح من كمية البلاغات الموجودة أمام النائب العام , لدرجة أن الواحد ممكن يشعر أن نصف الشعب يقدم بلاغات في النصف الآخر , وهذا ينعكس علي الإعلام أيضا الذي يبحث عن أي شخص يفضحه , ولكن هذه ليست وظيفة الإعلام في الحقيقة . البعض يري أن ما يحدث من تخبط في الإعلام الآن هو انعكاس لحريات مكبوتة؟ أي شخص يقول إنه لم تكن هناك حرية تعبير أيام مبارك , أقول له : إن هذا الكلام غير صحيح , فمثلا إبراهيم عيسي ووائل الإبراشي , وغيرهما من الصحفيين الذين هاجموا نظام مبارك ورجاله كانوا يكتبون ما يريدون , أما أنا شخصيا فلم تتم مصادرة مقال كتبته . ولكن عيسي والإبراشي صدرت ضدهما أحكام , كما أن مقالاتك لم تكن تتطرق إلي الحديث عن النظام السابق؟ صدرت ضدهما أحكام , ولكن لم يحبس أي منهما يوما واحدا , ربما كان يقع عليهما تهديد , وأنا فعلا لم أكن أتحدث عن النظام السابق في مقالاتي , ولكن لو نظرنا بشكل عام إلي العناوين التي كانت تتصدر الصحف ; لو كانت في أي مكان غير مصر لكانت تعتبر سبا وقذفا . وأنا لا أتحدث عن أن عصر مبارك كان جيدا أو أفضل , أبدا .. خاصة أن كلنا نعرف عيوب عصر مبارك , ولكنني أتحدث عن أنه حدث قدر كبير جدا من المبالغات في الأخطاء لكل رموز عصر مبارك , ووقعنا في فخ الاستغلال السيئ للحرية , وأصبح بإمكان كل واحد الآن أن يشتم الآخر تحت شعار حرية الرأي , وتحولت الحرية إلي فوضي , والذي لا يحب الآخر يدعي عليه باطلا , ويشتمه ويهينه . هل رولا خرسا إعلامية محايدة لم يقدرها الإعلام المصري كما يجب سواء الخاص أو الحكومي؟ لم أكن أبدا محايدة ; لأنني ضد الحياد , ولكنني مهنية , أو هكذا أحاول أن أكون , وبالنسبة للإعلام الحكومي أنا لم أظلم من جانب أنس الفقي , أو حتي من أسامة الشيخ , وحتي من عبد اللطيف المناوي , ولكن البعض كان يتصور أنه بمجرد كونه رئيسا لقطاع الأخبار أنه كان يمنحني امتيازات , مما أحدث لديه تخوفا أدي به إلي ظلمي , وبالتالي اتخذت قرارا بترك التليفزيون . ولكن هل الإعلام الخاص ظلمك؟ أنا لا أحب كلمة الظلم ; لأن ربنا يرد المظالم , وكل شيء وله ظروفه , أنا حساباتي للأمور أن النتيجة في النهاية كانت رائعة , وحققت نسبة مشاهدة جيدة في ' الحياة والناس ', وحتي الآن الناس تحدثني عن حواراتي التي قدمتها في هذه القناة , وكل مرشحي الرئاسة ظهروا معي قبل إعلان ترشيحهم , وكان منهم سليم العوا , وقلت له : رشح نفسك لرئاسة الجمهورية , وعبد المنعم أبو الفتوح , والعديد من الشخصيات , والحمد لله أنا عملت شغل متميز , ولكن ظلمت أو لا , هذا لن يفرق معي كثيرا . ولكن هل دفعت أسرة عبد اللطيف المناوي فاتورة قربه من النظام السابق ورجاله؟ لم أشاهد في حياتي شخصا وطنيا مثل عبد اللطيف المناوي , وهو قدم للبلد خدمة كبيرة جدا , وعندما انحاز كان انحيازه للوطن وليس للجيش , وهناك فرق كبير جدا , وفكر في مصلحة البلد أولا , وحتي لو انحاز للجيش أنا شخصيا أنحاز إلي هذه المنظومة ; لأنني تربيت بشكل يجعلني أحترم أولادنا الذين يقدمون أرواحهم علي أيديهم فداء لنا كشعب , ولو أي دولة هاجمتنا لن نجد غيرهم يصد عنا أي اعتداء , وأربي أولادي علي هذا الاحترام , وأنا فخورة جدا أنني زوجته , وكل من عمل معه فخور جدا ; لأنه كان من السهل أن يتخلي عن المسئولية ويقول ' باي باي '; لأن أسهل شيء هو التنصل من المسئولية , وأن يترك الدنيا , وكانوا يقدرونه بطلا وقتها , ولكنه كيف كان سينظر إلي نفسه في المرآة؟ وكيف كان سينظر إلينا كأسرته وعائلته وهو متنصل من مسئوليته؟ وجودك في قناة صدي البلد هل يمثل لك خطوة للأمام .. أم أنها من أجل الوجود؟ هي طبعا محطة للأمام ; لأننا في مرحلة من المفترض أن أكون موجودة فيها , وأعبر عن رأيي بكل وضوح , وأعتبر أن لدي أكثر من ميزة في قناة صدي البلد ; أولا حرية التعبير عن الرأي دون تدخل أو توجيهات عليا من إدارة القناة , ثانيا أن رئيس تحرير البرنامج وفريق الإعداد متميز , و أعتبرها خطوة جديدة , فوجود جزء كبير جدا من الحريات في هذه المرحلة التي نمر بها مهم جدا , ومن المهم أيضا أن أقول وأعبر عن قناعاتي . رغم العروض الكثيرة إلا أنك اخترت قناة صدي البلد .. فهل كان اختيارك من منطلق أنك الإعلامية رقم 1 في القناة , وهو ما لم يكن متوافرا في العروض الأخري؟ مابعرفش أكون رقم 2 في أي مكان , وأنا كنت رقم 1 في ' الحياة 2' أعتقد أن هذا جزء من حقي , ورصيدي في المجال الإعلامي يسمح بهذا الشيء , ولكن كل الزملاء فوق رأسي , وأنا لم أدخل مطلقا في منافسة مع زملائي بالقناة , سواء كان حمدي رزق , أو دينا رامز , أو عزة مصطفي , ووجودهم إضافة كبيرة في القناة , أكون بقي ' رقم واحد ' أو ' رقم عشرين ' لا يفرق معي , أهم شيء أن أقدم شغلا متميزا أكون مبسوطة منه . خلال فترة الثورة ألم تتعرفي علي التفاصيل التي أعلن عنها لاحقا؟ لم أعرف تفاصيل الأحداث إلا بعد التنحي وعودة عبد اللطيف إلي المنزل ; لأنه كان يقيم بشكل دائم في مبني الإذاعة والتليفزيون , ولم أعرف عنه أي شيء , وكان يتحدث إلينا للاطمئنان علينا فقط . ولماذا لم تقنعيه بالعدول والظهور لتقديم أحد البرامج مرة أخري؟ يبدو أن عبد اللطيف زهد تقديم البرامج , علي الأقل في الوقت الحالي ولمدة 5 سنوات قادمة , ويرفض الظهور من خلال أي من البرامج , وكان ظهوره الوحيد مع الكاتب عادل حمودة في برنامجه ; من أجل توضيح كتابه الذي قام بتأليفه , وسوف يكتفي في الوقت الحالي بكونه صحفيا والذي كان كثيرا ما يفضل هذا التعريف في كل المقابلات , ويكتفي بمقالاته في جريدة الشرق الأوسط ; لأنه يعتز جدا بكتاباته , حتي عندما كان رئيسا لقطاع الأخبار يعرف نفسه علي أنه صحفي . وكيف ترين محاكمة مبارك؟ كنت أري أن الأرقي في التعامل مع مبارك أن تكون علي طريقة ' علي عبد الله صالح ' بأن يسلم السلطة , ويتم تحديد إقامته في شرم الشيخ , وهذا رأيي رغم اختلاف البعض معه , ولكن مادام الشعب ارتضي المحاكمة , فعلينا أن نقبل الحكم الذي سيصدر , سواء كان براءة أم إدانة له , أما عن محاكمة جمال وعلاء فأنا شخصيا كنت ضد فكرة التوريث , وكنت أري أنه لن يحدث توريث , واسألوا أي شخص يعرفني ; لأن جمال لديه مشكلة , ولا يمتلك طريقة للتوافق بينه وبين الشعب , والشعب لم يكن يتقبله , وكلمة التوريث كلنا كنا نعرفها , رغم أنه لم ينطق أحد بها . ولو ثبت إدانتهم بأي شيء في المحاكمة لابد أن يحاسبوا , ولكنني في الحقيقة أتعاطف مع هايدي زوجة علاء ; لأنها فقدت ابنها , كما أن ما تعرضت له من نبش قبر ابنها , وغيره من الأمور , يجعلني أتعاطف معها كأم , ولكن لا أشعر بأي شيء تجاه خديجة . هل كانت لك علاقة بأسرة الرئيس السابق؟ ما ذكرته عن تعاطفي مع هايدي ليس له علاقة بالنظام السابق , حيث لم تكن لي أي علاقة به إطلاقا , ولم ألتق بهم في أي مناسبة , والمرة الوحيدة التي قابلت فيها سوزان مبارك كانت في وفاة الأميرة ديانا , وكنت أقوم بتغطية للحدث في لندن فقط , ولكن رغم هذا أقول إنه لو كانت أتيحت لي الفرصة في ظل النظام السابق لأجري حوارا مع مبارك أو زوجته لفعلت , وأي واحد يقول ' غير كده ' يبقي كلامه ' مش صح '.