احتشد اليوم بميدان التحرير عشرات الآلاف من المتظاهرين للمشاركة فى مليونية تقرير المصير لحماية الثورة المصرية، ورغم الدعوات والصيحات التى أطلقتها بعض الأحزاب والحركات السياسية للتوحد والالتفاف حول منصة واحدة والعودة بالميدان لروح الثورة الأولى إلا الواقع على أرض التحرير يعكس انقساما فى الصفوف. الهتافات الصاخبة فى مكبرات الصوت فى الميدان تعبر عن كل فصيل جاء ليشارك بأجندته الخاصة فهناك منصة الإخوان المسلمون عند مدخل شارع طلعت حرب وقد أدارها الشيخ صفوت حجازى وردد من فوقها هتافات ضد العسكر ورموز القضاء " يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط قضاة العار .. يسقط عبد المعز وبجاتو وفاروق سلطان " ثم انتقل حجازى للهجوم على الفلول " يسقط أحمد شفيق يسقط عمرو موسى ". مليونية تقرير المصير مليونية تقرير المصير أما المنصة الثانية الأكثر نشاطا بالميدان فكانت منصة القوى الثورية، والتى حملت شعار مستمرون فى الثورة ضد العسكر والفلول وعقب الصلاة ردد شباب الثورة من فوق المنصة هتافات تطالب برحيل العسكر وتسليم السلطة فى الموعد المحدد ودستور توافقى وطالبت بالتصدى للفلول وقال المستشار محمود الخضيرى من أعلى المنصة أن الشرعية فى الميدان وأن قيام مجلس الشعب بمهامه التشريعية لا يعنى أبدا زوال سلطة الميدان الذى أشعل الثورة وطالب الخضيرى بتفعيل قانون العزل السياسى ضد الفلول فورا. واحتشد فوق هذه المنصة عدد من النشطاء السياسيين مثل الدكتورة كريمة الحفناوى والدكتور جمال زهران. وعلى الجانب الآخر فى الميدان أقام أنصار أبو إسماعيل منصتين الأولى للدفاع عن الشيخ وتأييده والثانية تخص جماعة طلاب الشريعة الإسلامية والمنصتان تولتا الدفاع عن الشيخ ورددتا هتافات تنادى بعودة الشيخ " الشعب يريد حازم أبو إسماعيل" وهاجمت منصتا أبو إسماعيل وزارة الداخلية والقضاء المصرى واللجنة العليا لانتخابات الرئاسة وطالبتا بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى . مليونية تقرير المصير مليونية تقرير المصير وبجوار منصة أبو إسماعيل ناحية مسجد عمر مكرم أقامت حركة 6 إبريل منصة كبيرة طالبت من فوقها برحيل العسكر ودستور لكل المصريين دون أن تستحوذ عليه طائفة أو حزب معين وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها . كما أقامت الجمعية الوطنية للتغيير منصة أخرى تحت مسمى جبهة دستور لكل المصريين وبخلاف ذلك هناك منصات أخرى صغيرة منها منصة تنتمى لحزب العمل الجديد ومنصة تنتمى لحركة أم الرشراش. ورغم اختلاف المنصات إلا أن الهدف الذى اجمعت عليه جميع القوى السياسية هو عزل الفلول وحرمانهم من الانتخابات الرئاسية وانتشرت بالميدان لافتات تندد بعمرو موسى وأحمد شفيق وحسام خير الله ومحمود حسام الدين وهم من المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية. ووزعت حركة إمسك فلول آلاف المنشورات للمطالبة بمنع هؤلاء من خوض الانتخابات. وفى خطبة الجمعة التى ألقاها الشيخ مظهر شاهين بالميدان أكد على أهمية عودة التعاون والوحدة بين صفوف الشعب المصرى ووصف جمعة اليوم بمليونية المرحمة والتسامح والاتحاد بين جميع أطياف الأمة من مسلم ومسيحى وإخوانى وليبرالى وسلفى ويسارى مطلبا بالعودة لأخلاق الميدان فى أيام الثورة الأولى وذلك بهدف استكمال الثورة المصرية حتى تتحقق أهدافها وأوضح الشيخ مظهر مطالب مليونية تقرير المصير التى اتفقت عليها القوى الثورية اليوم فى عدة نقاط وهى: مليونية تقرير المصير مليونية تقرير المصير - إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى الخاصة بحصانة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. - تفعيل قانون العزل السياسى على رموز النظام السابق ومنعهم من خوض الانتخابات الرئاسية. - دستور يلبى رغبات وطموحات الشعب المصرى. - لا دستور تحت حكم العسكر - رحيل العسكر فى الموعد المحدد 30 /6 والانتقال إلى الدولة المدنية . وقال الشيخ مظهر فى خطبته: نحن صامدون أمام هذا العدوان وهذا الغزو لأعداء الثورة المصرية .. وهذا اليوم يوم مشهود فى تاريخ الثورة حيث جئنا جميعا ضد أعداء هذا الوطن وقد حالوا أن يفرقوا بين كل المصريين حتى لا يتحدوا فى ميدان واحد وعملوا على تفريق هذه الأمة وتمزيقها فأبى المصريون إلا أن يقفوا يدا واحدة وصفا واحدة وكلمة واحدة لأنهم أبناء ثورة واحدة وأهدافهم كانت ولا زالت واحدة .. إن المصريين مصرون على استكمال مطالب الثورة كاملة وهذا يوم عظيم فى تاريخ مصر .. فحافظوا على مبادىء ثورتكم ولا فرق بين إخوانى ولا سلفى ولا ليبرالى فالجميع مصريون وكلنا أبناء بطن واحدة .. قفوا صامدين فى وجه الفلول وإننا جميعا جئنا لنتساءل: - هل سينسى الشعب دماء شهداءه التى لم تجف بعد - هل سنقبل باستمرار حكم العسكر - هل سنقبل بإعادة انتاج نظام مبارك مرة أخرى. - هل سنترك الفرصة للفلول للعودة لدورهم القديم الفاسد مرة أخرى. لا بل عار علينا أن نتفرق بعد اليوم ولا استسلام بعد اليوم ولن نفرط فى مبادىء ثورتنا فاليوم يوم المرحمة ويوم نغفر فيه ذنوب بعضنا البعض ونقبل بعضنا وسنبقى أوفياء لهذا الوطن حتى يحكم الشعب نفسه بنفسه. ومن ناحية أخرى فقد تحركت مسيرات عديدة من أماكن وميادين ومساجد متفرقة للمشاركة فى مليونية اليوم كما طافت المسيرات الصغيرة بأنحاء الميدان الذى بدا ممتلأ إلى حد كبير بمشاركة واسعة من التيارات الإسلامية التى بدت معزولة تماما حيث التف أنصار كل تيار حول المنصة الخاصة به فى حين بدا الميدان من بعيد وحدة واحدة لكن من الداخل احتفظ كل تيار سياسى بأجندته الخاصة.