زي أي بنت .. كانت بتحلم بالتفوق والستر ، أقصى أمنياتها إنها تبقي معيدة في كلية التجارة لأنها شاطرة جداً في دراستها ... من أسرة متواضعة الحال تعيش في إمبابة ، شعرت بألماً بسيطاً من قرصة نموسة بالليل.. عادى .. فذهبت إلي طبيب مغمور ولكن لأن أهلها خافوا عليها لأنها مصابه بالسكر ذهبوا بها إلى دكتور شهير في عيادته الخاصة وأعطاها دواء خاطئاً .. لكنه للأسف تسبب فى بتر ساقها , واكتملت المآساة بأن تخلي عنها خطيبها لأنها أصبحت عاجزة عن الحركة وتستعين بطرف صناعي , شيماء تحكي لنا خلال السطور القادمة عن حكايتها وعن أحلامها التي شعرت إنها بترت هي الأخرى بسبب ما حدث لها . شيماء محمود إبراهيم تمتلك قدراً من الجمال وعيونها بها حزن مرير علي حالتها .. تقول : أشعر أني فقدت كل شيء ولم اعد أستطيع أن أحقق ما حلمت به!...الحكاية بدأت ب "قرصة" ناموسة صغيرة وسببت لي في احمراراً والتهاباً بالجلد ، وذهبت إلي دكتور في إمبابة بجوار سكني وأعطاني مضاداً حيوياً ومسكناً ولم أجد أي نتيجة ، وفي الإستشاره طلب أخذ عينة لزيادة الاطمئنان وذهبت إلي أحد كبار أطباء فى وسط البلد متخصص في الأمراض الجلدية , ثم ذهبت إلي الطبيب المشهور وهو أستاذ كبير في طب القاهرة, ورغم أن هذا الموضوع كلفني كثيرا إلا أن بعدها حدث جرح مكانها وأعطاني علاجاً ليضبط السكر ويعالج الالتهاب ، وبعد أسبوع ذهبت لاستلم العينة ورغم أن الجرح لم يلتئم لكن الدكتور قال لي أن العينة ليست بها أي مشاكل وأنها مجرد التهابات بسيطة تحت الجلد وأضاف أدوية للمعدة , وبعدها أعطانى دواء ثانياً وقال لي تعالي بعد شهرين ، وبعد أسبوعين فقط تضاعف الألم ورجعت له - وطبعا في كل مرة كشف ادفع 200 جنيه وفي الاستشارة ادفع 100 جنيه - وأكد أنها مجرد التهابات وأعطاني 14 نوعاً من العلاج بخلاف 6 حقن ولم أكن أعرف إنها كورتيزون والذي يعتبر خطراً علي مريض السكر ، ولكنني تناولت العلاج أملا في الشفاء . تذكرت الأحداث وتوقفت عن الكلام لان دموعها سبقت كل شيء ولكنها حاولت التماسك وأضافت : بعدما ساءت حالتى طلب منى الدكتور أن انتقل فورا الي القصر العيني قسم الجلدية الذي يرأسه ، وبالفعل ذهبت لكنهم رفضوا استقبالي لعدم وجود أماكن فأخذني والدي إلى مستشفي خاص لاجراء تحاليل علي الاوعية والعظام كلفتنا 750 جنيهاً ، ثم توجهت مرة أخري إلي القصر العيني لوجود الإمكانيات وهناك علق لي الأطباء المحاليل التي تحتوي علي كورتيزون مما أدي إلي مضاعفة الألم وأدت إلي تصاعد رائحة الجرح ، ودخلت لإجراء عملية تنظيف بعد أن امتد الجرح إلي اعلي وعندما أصبحت في وعيي وجدت أن عظمة رجلي واضحة بلا أي عضلات حولها .. مجرد هيكل عظمي فقط ، وتم استئصال جزء اكبر من الجزء الذي يمكن تعويضه, وتحدثت الي الدكتور الشهير والمتسبب فيما وصلت اليه بعد معرفتي بان ساقي سيتم بترها ولكنه طردنا مع ابي وامي من مكتبه وفي النهاية لم أجد حلاً إلا أن ابترها لأتخلص من الألم الذي لم أتحمله أبدا ، ولم يقتصر الأمر علي أنني فقدت رجلي .. ولكن فقدت خطيبي الذي رفضني وابتعد عني بعد أن عرف بموضوع البتر وهو أبن عمي ولكن طبعا دي مسالة شخصية وأنا لن أجبره علي الارتباط بي وتركني وخطب أخري .. ولكن المشكلة الأكبر إني كنت أتمني أن أصبح معيدة في الجامعة كما أنني لا أعرف من سيرضي بالارتباط بي وأنا في هذه الحالة ولكن الحمد لله علي كل حال أعيش حالياً بطرف صناعي اشتريناه ب 40 ألف جنيه, وحررنا محضراً ضد الطبيب بعد كل هذا لأنني لم أتوقع أبدا أن أصل إلي هذه الدرجة بسبب علاج خطأ وإهمال من دكتور كبير .. ولكن المحضر تم حفظه ولا اعرف لماذا وشعرت إني حقي ضاع, طبعا هذا بخلاف اتصال أحدي الطبيبات التي كانت في المستشفي وقالت لي " أنتي هتستفيدي ايه من اللي عملتيه ده انتي بتعملي تشويش وخلاص " !.