لم تعد كلمة »مستحيل» ضمن قاموس الشباب المصري بعدما انفتحت أمامهم الآفاق لتحقيق أحلامهم البطولية، وتأكيد ريادتهم في الرياضات العالمية، ومن بينهم المغامر المصري الشاب شريف العبد، واحد من آلاف الشباب المصريين الذين يحلمون برفع راية مصر خفاقة في المحافل الدولية، وبالفعل تحقق له ذلك بعدما استطاع أن يتسلق قمة إيفرست التي تُعد أعلي قمة جبلية في العالم، بارتفاع نحو تسعة آلاف متر. الفرعون المغامر »شريف العبد»،تخرج في كلية الهندسة ويعمل الآن مدير استراتيجيات الصناعة والابتكار في إحدي الشركات العالمية في دبي التي يقيم فيها منذ عشر سنوات، واستطاع أن يجمع بين متطلبات العمل وهواياته الرياضية، فهو محب للرحلة والسفر منذ صغره؛ ومنذ عام 2016م، انضم إلي أحد نوادي الجري في دبي، وشارك في العديد من سباقات المشي لمسافات طويلة وتسلق عددا من الجبال؛ ومن ذلك سباقات المشي في جبال رأس الخيمة بالإمارات، وتسلق جبال »التوبقال» بالمغرب، وثلاثة جبال في سيناء، وجبال »رونيزي» في أوغندا، وجبال »الألب» علي الحدود الإيطالية الفرنسية، وصعود قمة »لينين» في »قيرغزستان»، كما تسلق جبل »أكونكاغوا» في الأرجنتين والذي يبلغ ارتفاعه نحو سبعة آلاف متر. ويحكي لنا شريف مغامرته العالمية، ويقول: في الرابع من إبريل الماضي، بدأتُ رحلة الصعود إلي قمة »إيفرست» مع مجموعة من المغامرين العرب، من لبنان والسعودية والأردن وغيرها، واستغرقت الرحلة في مراحلها الأربع ما يقرب من 45 يومًا كاملا، وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، ومنها الانهيارات الجليدية، والعواصف الجليدية، وفقدان الشهية، والإصابة بالجفاف، ويضيف شريف: الحقيقة أن خبرتي السابقة بتسلق الجبال ونجاحي في الصعود إلي قمم جبلية سابقة كثيرة ساعدتني في تحمل المخاطر والنجاح في الصعود إلي قمة إيفرست. ويتأثر كثيرًا شريف وهو يحكي عن حالات وفيات غير قليلة لمغامرين من اليابان والهند وأستراليا وغيرها في هذا العام، كلهم كانوا أصدقاءه وزملاءه في هذه الرحلة الصعبة، ولكنه يذكر أيضًا أنه يحمل في الوقت نفسه الكثير من الذكريات التي لا تُنسي عن متاعب الرحلة، والمعسكرات الجبلية في كل مرحلة من المراحل الأربع التي مرت بها رحلة الصعود إلي القمة. ويُضيف شريف أنه ما زال يعايش حتي الآن لحظة نجاحه في الصعود إلي القمة، ورفع العلم المصري للمرة الثانية في التاريخ علي قمة إيفرست.. ويؤكد شريف أنه يؤمن بضرورة الاستعداد والتدريب المتواصل لتحقيق الهدف الذي يسعي إلي تحقيقه، حتي لا يكون الأمر حماسًا ومجازفة غير محسوبة، كما أنه يؤمن أيضًا بأن قوة الإنسان الذهنية تساعد علي تحقيق الحلم عندما لا تسعفه قوته البدنية علي ذلك. وعن النصيحة التي يوجهها إلي الشباب، يقول المغامر المصري شريف العبد إن رحلتي التي استغرقت أكثر من 45 يومًا قضيتها بين الحياة والموت قبل أن أنجح في تحقيق حلمي، كانت دليلا واضحا علي أن الشباب المصري يستطيع بالأمل والإرادة والتخطيط الجيد أن يحقق حلم حياته وحلم وطنه في مستقبل أفضل، بل إنني أري أن الإنسان بالإرادة القوية والاستعداد الجيد يستطيع أن يصنع ما يعده الآخرون من المعجزات. • عبد الهادي عباس